دموع العين المستمرة هل جفاف العين هو السبب؟

كتابة:
دموع العين المستمرة هل جفاف العين هو السبب؟


دموع العين المستمرة: هل جفاف العين هو السبب؟

يُلاحظ الكثيرون إدماع عيونهم الزائد عند التثاؤب أو العُطاس، أو عند الضحك بشدّة وعند مواجهة العواطف والمشاعر العميقة، وفي جميع تلك الحالات فإنّ تدميع العين أمرٌ طبيعيّ ومؤقّت لا يدعو للقلق،[١] إلا أنّه من الغريب ارتباط دموع العين المُستمرّة مع جفاف العين، على غرار ما يجول في الأذهان من أنّ جفاف العين مُتزامن مع نقص في الدموع، سواء أكان الجفاف ناجمًا عن التعرّض للهواء أو العوامل البيئيّة المُختلفة، أو إن كان ناجمًا عن استعمال بعض العلاجات والأدوية أو الإصابة بمُشكلة صحيّة مُعيّنة، أو الإصابة بالتهاب القرنيّة والمُلتحمة الجاف، المُرتبط بالإصابة بمُتلازمة العين الجافّة، الذي تفتقر فيه العين عن كمية الماء الطبيعيّة التي يُفترض تواجدها في الدموع والعين.

ويرجع سبب كثرة الدموع الناجمة من جفاف العين إلى ردّ فعل الغُدد الدمعيّة عند التعرّض لهذه المُشكلة، إذ تزيد من إنتاج الدموع للتقليل من الجفاف والتهيّج الناجم عنه، ولكن لا يوجد توازن بين مكونات الدموع من أملاح وماء وزيوت، مما يتسبب في جفاف العين وتهيجها.[٢]



ما هي المسببات الأخرى لدموع العين المستمرة؟

في حين أنّ جفاف العين يُعدّ من أبرز وأكثر أسباب دموع العين المُستمرّة شيوعًا؛ فإنّ هنالك العديد من الأسباب والظروف التي تُعرّض الفرد لتدميع العين الزائد، وفيما يأتي ذكر لأهمّها:[١]

  • انسداد قنوات الدموع، التي يُفترض بها تصريف دموع العين بعد تكوّنها.
  • العوامل البيئيّة المُختلفة؛ مثل الأجواء الباردة والمُغبرّة، والهواء، وأشعّة الشمس، أو التعرّض للضوء الساطع أو الضباب الدّخانيّ.
  • نقص توازن العناصر التي تتكوّن منها دموع العين، من أملاح وماء وزيوت، وهو ما يُهيّج العين ويُعرّضها للجفاف، الذي يرتبط بشدّة بدموع العين المُستمرّة.
  • التهاب جفون العين.
  • استعمال بعض العلاجات والأدوية؛ مثل بعض علاجات السرطان؛ كالعلاج الإشعاعيّ والعلاج الكيماويّ.
  • التعرّض لإصابة ما؛ كالجروح أو الخدوش التي قد تُصيب العين.
  • التهاب المُلتحمة، أو ما يُعرَف بالعين الورديّة.
  • إجهاد العين، المُرتبط ببعض الأعمال والعادات.
  • الإصابة بالرّشح أو مُشكلات الجيوب الأنفيّة المُختلفة أو إحدى أنواع الحساسيّة.
  • تهيّج العين الناجم عن دخول جسم غريب فيها، أو تعرّضها لغازات أو سوائل أو موادّ كيميائيّة مُعيّنة.
  • انحراف الأهداب، أو نموّ شعر رموش العين باتّجاه مُعاكس.
  • انقلاب جفن العين للداخل أو للخارج.



كيف يمكن التعامل مع جفاف العين ودموع العين المستمرة؟

يُمكن التخفيف من دموع العين المُستمرّة الناجمة عن جفاف العين باتّباع بعض النصائح والإرشادات البسيطة، التي تُساهم في السيطرة على جفاف العين والأعراض الناجمة عنه، ومن ضمنها تدميع العين، ويُمكن إجمال أهمّ هذه النصائح فيما يأتي:[٣][٢]

  • غسل العينين، وتنظيفهما بلطف بانتظام، ويُمكن استخدام صابون مُناسب أو إحدى أنواع الشامبو المُخصّص للأطفال، بوضع كمية بسيطة منه على جفون العين بعد والمنطقة المُحيطة بها وتدليكهما بلطف، ثُمّ غسل العينين بالماء البارد، إذ يُساعد ذلك على التقليل من التهاب أو تهيّج الجفون.
  • استخدام كمادات الماء الدافئ، ويُفضّل لو كان استعمالها بعد غسل العينين بالطريقة المذكورة في النقطة السابقة، ويُوصى بالانتباه لنظافة وتعقيم الكمادة قبل وضعها على الجفون، وأن تكون حرارتها مُناسبة وليست شديدة السخونة، إذ يُساعد ذلك على تحسين إنتاج جفن العين للزيوت، ما يُحسن من جودة الدموع عند تصنيعها، ويُقلّل بذلك من جفاف العين.
  • الانتباه لأهميّة الرمش بانتظام، إذ قد ينخفض عدد مرّات رمش العين لأكثر من النصف للأفراد الذين يعملون على الحاسوب لفترات طويلة، أو يقضون وقتًا طويلًا على الهاتف، وفي الحقيقة فإنّ الرمش بانتظام يُساعد على حماية العين وترطيبها.
  • استخدام أجهزة ترطيب الهواء المنزليّة، التي تُحسّن من رطوبة الهواء في الجو، وهو ما يُساعد الأفراد الذين يُعانون من مُتلازمة جفاف العين.
  • النوم لعدد ساعات كافٍ بانتظام، إذ إنّ قلّة النوم قد تُسبّب انخفاض إنتاج الدموع في العينين.
  • أخذ فترات استراحة مُنتظمة أثناء العمل على جهاز الحاسوب، خاصّة لمن تتطلّب أعمالهم العمل لساعات طويلة أمام الشاشات، وتكون هذه الاستراحة فعّالة أكثر إن تزامنت مع رمش الفرد لعينيه للمُساعدة على ترطيب العين، ومن البرامج المُوصى باتّباعها ما يقتضي بالعمل لمدّة 20 دقيقة، وأخذ استراحة لمدّة 20 ثانية بعدها للنظر في إحدى الأشياء أو الأجسام الموجودة على بعد 20 قدم (6 أمتار) من الفرد، والعودة للعمل بعد ذلك، وتكرار نفس الدورة طيلة فترة العمل على الحاسوب.
  • استخدام قطرات العين، التي يُمكن شراؤها دون الحاجة لوصفة طبيّة، وبالأخص قطرات الدموع الصناعيّة، التي تُساعد على التخفيف من جفاف العين، والتخلّص من أيّ موادّ مُهيّجة عالقة فيه؛ مثل ذرّات الغبار.



متى تستدعي دموع العين المستمرة زيارة الطبيب؟

في غالبية الحالات يتحسّن وضع الفرد بسرعة بمُجرّد تحديد سبب دموع العين المُستمرّة والبدء بالعلاج المُناسب، كما أنّها نادرًا ما تكون مُشكلة مُزمنة لدى مُعظم الناس، ولكن في حالات أُخرى قد يستدعي الأمر إعلام الطبيب ومُراجعته، وذلك في كلّ من الحالات الآتية:[١]

  • عدم تحسّن حالة العين ونُقصان كميّة الدموع حتّى بعد استعمال العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب.
  • إصابة العين بجرح أو خدش.
  • في حال علق جسم غريب في العين أو في الجفن.
  • تعرّض العين لمادّة كيميائيّة مُعيّنة.
  • نزول الدم من العين، أو خروج إفرازات منها.
  • اضطراب القُدرة على النظر، أو فُقدانها بالكامل.
  • احمرار العين او تورّمها أو تهيّجها، أو الشعور بالألم فيها.
  • الشعور بالألم عند لمس المنطقة القريبة من الأنف أو الجيوب الأنفيّة.
  • في حال تزامن ظهور الأعراض في العين مع الإصابة بصداع شديد.
  • ظهور كدمات في المنطقة المُحيطة بالعين، دون وجود أيّ أسباب واضحة لذلك.

وبالإضافة لما سبق، فإنّ هنالك بعض الحالات التي قد تستدعي إعلام الطبيب دون تأجيل، أو حتّى الذهاب للمُستشفى على الفور، وذلك في حال تزامنت دموع العين المُستمرّة مع إحدى الأعراض الآتية:[٤]

  • الشعور بألم شديد في العين.
  • تورّم مُفاجئ في الوجه والشفاه والحلق واللسان.
  • صعوبة التنفّس.
  • ارتفاع درجة حرارة الفرد لأكثر من 38.3 درجة مئويّة.
  • التعرّض لإصابة مُباشرة في العين.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Ann Pietrangelo (12/8/2019), "Why Are My Eyes Watering?", healthline, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Dennis Thompson Jr (28/7/2014), "What's Behind Watery Eyes?", everydayhealth, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  3. Becky Upham (25/3/2018), "8 Do-It-Yourself Ways to Manage Dry Eye", everydayhealth, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  4. "Watery Eye", healthgrades, 8/1/2021, Retrieved 19/5/2021. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×