دموع الفرح والحزن ما التفسير الطبي لها؟

ما التفسير الطبي لدموع الفرح؟

يبكي الأفراد في معظم الأحيان عند شعورهم بالفرح الغامر؛ إذ يُعبّر البكاء في هذه الحالة عن الارتباط العاطفي مع الآخرين بغض النظر عن الموقف أو المناسبة التي جعلت الفرد يشعر بهذه المشاعر، ويعود التفسير الطبي لدموع الفرح لحالة تعرف بالتوازن العاطفي أو التنظيم العاطفي (Emotion regulation)، والتي تعنيّ أن المشاعر الإيجابية تُساعد في التعافي والتخلص من المشاعر السلبية التي يشعر بها الشخص عند بكائهِ من الفرح مما يؤدي إلى حالة من الاستقرار العاطفي والنفسي،^[١][٢] وفي سياق الحديث ننوه إلى وجود 4 أنواع مختلفة من دموع الفرح وذلك بحسب دراسة أُجريت على 13,124 شخص ونشرت في جمعية تحسين العلوم النفسية (The Society for the Improvement of Psychological Science) عام 2020،^[٣][٤] ويمكن بيانها بشيءٍ من التفصيل كما يأتي:^[٣]

الدموع الرقيقة

تُعدّ الدموع الرقيقة (Affectionate tears) أحد أكثر دموع الفرح انتشارًا إذ يمكن أن تصل نسبتها إلى 55%، ويمكن القول أنّ الدموع الرقيقة تحدث عند مرور الشخص بحدث غير متوقع يملأه مشاعر الحب واللطف الغامر، وتعد دموع الأفراد في حفلات الزفاف أكثر الأمثلة وضوحًا على الدموع الرقيقة.^[٣]

دموع الإنجاز

تحدث دموع الإنجاز (Achievement tears) عندما يشعر الشخص بأنّه استطاع إنجاز مهمة أو حدث ما خاصةً بعد مواجهة العديد من العقبات والصعوبات، وفي الحقيقة تكون المشاعر المسيطرة على الشخص في هذا الحدث هي الفخر، ويمكن القول أنّ نسبة شيوع هذه الدموع لتصل إلى 29%، وتُعدّ دموع الأفراد عند الحصول على وظيفة أو جائزة من الأمثلة على دموع الإنجاز.^[٣]

دموع الجمال

تُعد دموع الجمال (Beauty tears) من دموع الفرح النادرة التي قد تصل نسبتها إلى 8%، ويُعزى سبب حدوثها إلى رؤية أو سماع الشخص لشيءٍ غاية في الجمال مما يجعله يذرف الدموع من شدة جمالها، وفي الحقيقة تُعدّ مشاعر الرهبة والروعة هي المشاعر السائدة والمصاحبة لهذا النوع من الدموع، وقد يكون النظر والاستمتاع بالمناظر الطبيعية أو الاستماع للموسيقي بصوت جميل أحد الأمثلة على دموع الجمال.^[٣]

دموع التسلية

تُعدّ دموع التسلية (Amusement tears) أكثر أنواع دموع الفرح ندرة، إذ تصل نسبة شيوعها إلى 3%، ويُعزى سبب حدوثها إلى تعرّض الشخص لمواقف مضحكة جدًا مما يجعله يضحك بشكل شديد لدرجةٍ قد تصل للبكاء.^[٣]

ما التفسير الطبي لدموع الحزن؟

تُعدّ دموع الحزن وسيلة لتعبير الشخص عن مشاعر الحزن والوحدة والرفض؛ فمع تقدّم الشخص في العمر تُصبح لدموع الحزن أسبابًا مختلفة بحسب الموقف الذي يتعرّض له للشخص؛ أمّا بالنسبة للتفسير الطبي لدموع الحزن فهو يعود إلى أنَّ الشخص عندّما يشعر بالألم والحزن الشديدين فإنّ الجسم يبدأ في إفراز مواد كيميائية وهرمونات كهرمونيّ الإندورفين (Endorphin) والأوكسيتوسين (Oxytocin) التي تُساعد في تهدئة الشخص والتخفيف من الضغط النفسيّ والألم والحزن لديه.^[٢][٥]

ما التفسير الطبي لملوحة الدموع؟

عادةً ما يشعر الشخص عندما يبكي بلموحة الدموع، ويُعزى السبب في ذلك إلى أنّ الدموع إحدى السوائل التي يفرزها الجسم وتحتوي على العديد من الماء بنسبة 98% بينما تُشكل 2% نسبة الأملاح التي تجعل الشخص يشعر بلموحة عند وصول الدمع للفم.^[٦]

ما هي فوائد البكاء ونزول الدموع؟

على الرغم من أن الكثير من الأفراد يعتقدون أن البكاء علامة ضعف إلّا أنّه وجد العديد من الباحثيين أن البكاء سواء كان يدل على الحزن أو الفرح قد يُعود على الجسم والشخص بفوائد عديدة يمكن بيانها بشيءٍ من التفصيل كما يأتي:^[٧]

• تهدئة النفس وتسكين الألم: أظهرت مراجعة منهجية نشرت في مؤسسة أبحاث الحدود (Frontiers Research Foundation) عام 2014 أنّ البكاء يُساعد في تهدئة النفس ويقلل من المشاعر السلبية، إذ تبين أنّ البكاء يُساعد في تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي (Parasympathetic nervous system) وإفرازهرمون الأوكسيتوسين مما يؤدي إلى تهدئة الشخص وتسكين ألمه.^[٨][٩]
• تحسين المزاج: في الحقيقة قد يُساعد البكاء أيضًا على تحسين المزاح ورفع معنويات الأشخاص، ويُعزى السبب في ذلك إلى إفراز الجسم لهرموني الأوكسيتوسين والإندورفين التي تُساعد في تهدئة الشخص، والتقليل من الضغط النفسيّ كما ذكرنا سابقًا.^[٧]
• محاربة البكتيريا: تحتوي الدموع على مركبات تُعرف بالليزوزيم التي تُساعد في تنظيف العيون وقتل البكتيريا، وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة ميكروبيولوجيا الغذاء (Food microbiology) عام 2011 أن الليزوزيم تمتاز بخواص مضادة للميكروبات.^[٧][١٠]
• تحسين الرؤية: تُساعد الدموع في تحسين الرؤية ويعزى ذلك إلى قدرة الدموع القاعدية (Basal tears) التي تفزر عندما يقوم الشخص بالرمش على ترطيب العيون ومنع إصابتها بالجفاف.^[٧]

ملخص

في الحقيقة قد يبكي الشخص للعديد من الأسباب، ولا تُعتبر جميعها أسباب تدل على الحزن فقد يبكي البعض عند الشعور بالسعادة والفرح الغامر، وننوه إلى أنّه على عكس المعتقد العام أنّ البكاء يدل على ضعف الشخص وقلة حيلته فقد أثبت العلم أنّ البكاء له العديد من الفوائد كتحسين الرؤية ومحاربة أنواع العدوى المختلفة في العين، وغيرها من الأمور، وفي الحقيقة يجب على الشخص الذي يبكي بشكلٍ مستمر مراجعة الطبيب فقد يكون البكاء في بعض الحالات دليلًا على الإصابة بالاكتئاب.

المراجع

1. ↑ Crystal Raypole (28/4/2020), "Good News! Happy Tears Serve a Purpose", healthline, Retrieved 11/6/2021. Edited.
2. ^ ^{أ ب} Shoba Sreenivasan, "Tears of Pain and Tears of Joy", psychologytoday, Retrieved 4/6/2021. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} Sebastian Ocklenburg, "The 4 Types of Tears of Joy", psychologytoday, Retrieved 4/6/2021. Edited.
4. ↑ "A Model of Positive Tears", psyarxiv, Retrieved 22/6/2021. Edited.
5. ↑ Crystal Raypole (28/8/2020), "6 Surprisingly Practical Reasons We Cry", healthline, Retrieved 4/6/2021. Edited.
6. ↑ "Why Are Tears Salty?", webmd, Retrieved 4/6/2021. Edited.
7. ^ ^{أ ب ت ث} Lana Burgess (7/10/2017), "Eight benefits of crying: Why it's good to shed a few tears", medicalnewstoday, Retrieved 4/6/2021. Edited.
8. ↑ Asmir Gracanin, Lauren M. Bylsma, and. Vingerhoets (28/5/2014), "Is crying a self-soothing behavior?", ncbi.nlm.nih, Retrieved 4/6/2021. Edited.
9. ↑ "Parasympathetic Nervous System", sciencedirect, Retrieved 4/6/2021. Edited.
10. ↑ "Lysozyme as a barrier to growth of Bacillus anthracis strain Sterne in liquid egg white, milk and beef", pubmed, Retrieved 22/6/2021. Edited.