محتويات
تأخر الدورة الشهرية
قد يُسبب تأخر الدّورة الشّهرية عن موعدها أو انقطاعها لفترات طويلة قلقًا عند المرأة، والحقيقة أنّ هناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تُؤدي إلى مثل ذلك؛ منها أسباب حميدة يمكن التعامل معها ولا تستدعي القلق كأن يكون تأخر الدورة الشهرية مرتبطًا بنزول حاد ومفاجيء بالوزن، أو زيادته، أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، وقد تكون أسباب أكثر تعقيدًا؛ لذا يجدر التّنويه إلى أهمية مراجعة الطّبيب والتأكد من السبب خاصةً عندما يكون تأخر الدورة عن موعدها متكررًا وملحوظًا ويختلف عن النمط التي اعتادت عليها المرأة.[١]
لما لم يحدث نزيف الدورة الشهرية؟
عدم حدوث نزيف الدورة الشهرية يندرج تحت مسميات وأسباب مختلفة قد تختلط على الكثريين، وذلك لتشابه أعراضها، ومن أهم هذه الأسباب والحالات ما يلي:
احتباس الدورة الشهرية (Hematometra)
يُعبر احتباس الدّورة الشّهرية عن وجود عائق يمنع خروج الدّم عبر المهبل، ويكون ذلك نتيجة وجود مشكلات تتعلق بالرحم، أو عنق الرحم، أو القناة المهبلية، ويُمكن أنّ تصاب النّساء بأية عمر بهذه الحالة، لكنها عادةُ ما تُشخّص على أنّها مكتسبة وبسبب مشكلات تشريحية مثل: عدم وجود ثقب لخروج الدم في غشاء البكارة أو حالة تعرف بعدم اتصال . قناة الكلوة الجنينية الموسطة الإضافية (noncommunicating Müllerian duc).[٢]
قد يُعزي أيضًا سبب انحباس الدورة الشهرية إلى التّعرض لإجراءات طبية في منطقة عنق الرحم؛ أدت لانسداده، ومن الأعراض التي قد تُلاحظها المُصابة:[٣]
- ألم دوري وتشنجات في المنطقة الوسطى للحوض أو أسفل البطن.
- قد يصاحبها إما التبول المتكرر أو انحباسه.
- وغالبًا لا تظهر أي أعراض لدى النساء في فترة ما بعد سن اليأس.
- قد تعاني النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث بنزيف مهبلي غير طبيعي، أو ألم أثناء الحيض، أو حتى توقف أو عدم نزول الدورة الشهرية.
ويعد العلاج الأولي المناسب لحالة انحباس الدورة الشهرية ذات العلاقة بعنق الرحم هو التوسيع فتصريف الدّم مهم وضروري لتفادي أية مُضاعفات، لذلك يساعد التشخيص المُبكر والعلاج في الوقاية من المضاعفات الشديدة، مثل؛ تمزق الرحم، والعقم، أو بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)[٣].
عدم نزول دم الحيض (Amenorrhea)
تعد حالة عدم نزول الدورة الشهرية أو توقف الطمث أيضًا من الأسباب التي تؤدي إلى عدم حدوث نزيف الدورة الشهرية، وهي حالة تغيب فيها دورة شهرية لدورة واحدة أو أكثر، لذا يجب على النساء اللاتي فاتتهن ثلاث دورات شهرية متتالية، أو الفتيات اللاتي يبلغن من العمر 15 عامًا أو أكثر ولم يبدأن الحيض مراجعة الطبيب المختص، فعلى الرغم من أن السبب الأكثر شيوعًا لتوقف الطمث هو الحمل، لكن قد تشمل الأسباب الأخرى مشكلات في الأعضاء التناسلية، أو الغدد التي تساعد في تنظيم مستويات الهرمونات المسؤولة عن حدوث الطمث.[٤]
تأخر نزول الدورة الشهرية (Late period)
تعد حالة تأخر نزول الدورة الشهرية دون وجود حمل طبيعيةً في حالتين فقط من حياة المرأة تكون خلالهما الدورة غير منتظمة ومعرضة للكثير من الاضطراب، ألا وهما؛ عند نزول الدورة لأول مرة، وعند بداية مرحلة انقطاع الطمث، حيث يمر الجسم في هذه المراحل بتغيرات هرمونية مفاجئة، لكن معظم النساء اللواتي لم يصلن بعد إلى مرحلة انقطاع الطمث تكون لديهن الدورة الشهرية منتظمة كل 28 يومًا، وقد تتراوح بشكل طبيعي لدى البعض من 21 إلى 35 يومًا، أما إذا كانت تأخر الدورة الشهرية لا يقع ضمن هذه الحالات فحينها تعد الدورة الشهرية متأخرة، ويعزى ذلك إلى أسباب متعددة سنذكرها فيما بعد.[٥]
ما أسباب تأخر الدورة الشهرية؟
تشمل أسباب تأخر الدورة الشهرية المؤقتة أو غير المرضية التي لا تستدعي القلق وتزول بزوال السبب ما يلي:[٥]
- التوتر: التوتر أو الضغط العصبي يسببان خلل في الهرمونات، بالتالي التأثير على الجزء المسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية.
- النحافة المفرطة: امتلاك وزن أقل من 10% من المعدل الطبيعي للوزن مقارنةً بالطول؛ يؤثر علبى طريقة تنظيم الجسم لوظائفه الحيوية ومنها عملية الإباضة؛ لذلك تُعد الإصابة باضطرابات الأكل، مثل؛ فقدان الشهية العصبي، أو الشره المرضي، سببًا لغياب الدورة الشهرية.
- ممارسة الرياضة المفرطة: ممارسة التمارين الرياضية الشديدة يسبب تأخر الدورة الشهرية، على سبيل المثال النساء اللواتي يشاركن في الماراثون، غالبًا ما يتعرضن لغياب أو توقف الدورة الشهرية أثناء فترة التمارين.
- السمنة: كما هو الحال في النحافة تعد السمنة أيضًا سببًا لتأخر الدورة الشهرية، لذلك ينصح الطبيب المختص عادةً باتباع حمية وخطة تمارين رياضية لانقاص الوزن الزائد.
- انقطاع الطمث المبكر: تبدأ معظم النساء في فترة سن الأمل في عمر 45-55، أما النساء اللواتي تظهر عليهن الأعراض في سن 40 أو ما قبل ذلك يُعدُّن مصابات بانقطاع الطمث المبكر، أي أن مخزون البويضات لديهن ينخفض، بالتالي تبدأ الدورة الشهرية بالغياب إلى أن تتوقف نهائيًا.
- العلاجات الدوائية: قد يؤثر تناول أنواع معينة من الأدوية على موعد نزول الدورة الشهرية واضطرابها، وتشمل أهم هذه الأدوية ما يلي:[٦][٧]
- حبوب منع الحمل: غالبًا ما تستخدم هذه الحبوب لمنع الحمل أو تنظيم الدورة الشهرية، لكن قد تلاحظ بعض النساء تأخر أو غياب الدورة الشهرية في الأشهر التي تلي التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.
- مضادات الاكتئاب: وجد الباحثون أن بعض النساء اللواتي يتناولن مضادات الاكتئاب يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية، مثل؛ تشنجات مؤلمة، ونزيف شديد، أو غياب الدورة الشهرية كآثار جانبية، لذا من المرجح ملاحظة فترات غير عادية في الأشهر الثلاثة الأولى بعد بدء العلاج، لكن يجب التحدث إلى الطبيب الخاص إذا لم تعد الدورة الشهرية إلى طبيعتها بعد ذلك.
- أدوية الصرع: يُمكن أنً تُسبب بعض أنواع أدوية الصرع أعراضًا جانبية تؤثر على انتظام الدّورة الشّهرية ومدتها.
- العلاج الكيماوي: قد تؤدي علاجات السرطان الكيماوية إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، مما ينتج عنه عدم انتظام وغياب للدورة، وفي بعض الأحيان قد تتوقف الدورة تمامًا، لكن إذا كان عمر المرأة أقل من 40 عامًا، فمن المحتمل أن تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها بعد الانتهاء من العلاج.
ما حالات تأخر الدورة الشهرية التي تستدعي العلاج؟
قد تسبب بعض الأمراض والحالات الطبية تأخر في الدورة الشهرية، لذلك تعد من الحالات التي تستدعي العلاج، ونذكر منها ما يلي:[٥]
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS): التي تُسبب ارتفاعًا في مستويات هرمون الذكورة عند المرأة؛ بالإضافة إلى اختلالات في مستويات هرمونات أخرى كالإنسولين؛ ممّا قد ينتج عنه تكوّن لأكياس على المبايض، وتّعالج بناءً على المعطيات الخاصة بالحالة وما تُعانيه من أعراض.
- مشكلات الغدة الدرقية: إذ إن فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها يعد سببًا في تأخر الدورة الشهرية أو غيابها؛ لإن الغدة الدرقية تُنظم عمليات الأيض في الجسم، بالتالي ستتأثر بمستوى الهرمونات خاصةً تلك الضرورية لحدوث عملية الإباضة، وغالبًا ما تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها عند علاج المشكلة.
- الأمراض المزمنة: تؤثر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل؛ مرض السكري، ومرض حساسية القمح باسم السيلياك (Celiac disease)؛ على الدورة الشهرية، إذ إن التغيرات في نسبة السكر في الدم لدى المصابين بالسكري ترتبط بالتغيرات الهرمونية، أما السيلياك غالبًا ما يسبب التهابًا يؤدي إلى تلف الأمعاء الدقيقة، مما يمنع الجسم من امتصاص العناصر الغذائية الرئيسية، بالتالي تأخر الدورة الشهرية أو غيابها.
ما الأدوية التي تساعد على نزول الدورة الشهرية؟
قد يصف الطّبيب أنواع معينة من الأدوية تُساعد على نزول الدّورة الشّهرية المتأخرة، ولكن استخدام أي من هذه الأدوية يتطلب أحيانًا إجراء فحوصات تقيم مدى أمان استخدامها، بالإضافة لسجل مرضي كامل للتأكد من عوامل إن وجدت قد تُحفز إصابة المرأة بمضاعفات، ونذكر من الأدوية ما يأتي:
- حبوب منع الحمل المركبة: هي حبوب تحتوي على كل من الإستروجين والبروجستين، وعلى الرغم من أن النساء غالبًا ما يعتقدن أن هذه الحبوب تُستخدم فقط لمنع الحمل، لكنها تستخدم أيضًا للتحكم في الدورة الشهرية سواء نزولها أو تأخيرها، بحيث يمكن تنزيل الدورة الشهرية بتناول الدواء لمدة 21 يومًا ومن ثم التوقف عن تناوله أو تناول أقراصًا زائفة لمدة 7 أيام، وستنزل الدورة في هذه الأيام السبعة.[٨][٨]
- أدوية الميدروكسي بروجيسترون (Medroxyprogesterone): هي أدوية تحتوي على مادة البروجستين، وهو شكل من أشكال هرمون أنثوي يُعرف باسم البروجيسترون، ويساعد هذا الهرمون على تنظيم التبويض والدورة الشهرية، لذلك يُستخدم هذا الدواء لعلاج حالات غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.[٩] [٩]
- أدوية البروجيسترون (Progesterone): يستخدم البروجيسترون لوحده أيضًا في تنزيل الدورة الشهرية عند النساء في سن الإنجاب واللواتي كانت الدورة الشهرية لديهن طبيعية ثم توقفت.[١٠]
المراجع
- ↑ "Stopped or missed periods", nhs, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ↑ "Hematometra and acute abdomen", ncbi, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ^ أ ب Shadi Rezai, Daniel Lieberman, Kimberley Caton and others (2017-03-02), "Hematometra and Hematocolpos, Secondary to Cervical Canal Occlusion, a Case Report and Review of Literature", medcrave, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff, "Amenorrhea", mayoclinic, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ^ أ ب ت the Healthline Editorial Team (2018-05-02), "Why Is My Period Late: 8 Possible Reasons", healthline, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Could My Meds Affect My Period?", webmd, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Could My Meds Affect My Period?", webmd, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ^ أ ب Nicole Galan, RN (2019-03-28), "How can you make your period come faster?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ^ أ ب "Medroxyprogesterone", drugs, Retrieved 2020-11-11. Edited.
- ↑ "Progesterone", medlineplus, Retrieved 2020-11-11. Edited.