دور التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

كتابة:
دور التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

مفهوم التسامح

إنّ مفهوم التّسامح في اللّغة هو: التّساهل واللّين، واللفظ مأخوذ من المساهلة،[١] وأمّا بالنّسبة للتسامح في الاصطلاح هو: العفو عند المقدرة والإحسان والصّفح عن الغير، ومن الجدير بالذّكر أنّ التّسامح يقابله التعصّب والغلوّ، وقد وردت أهمية التّسامح في السنّة النبوية الشريفة، فهو من الصّفات التي أوصى به الرّسول -عليه السّلام- حيث قال: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى).[٢][١]

دور التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

إنّ الشريعة الإسلاميّة جاءت وحثّت على التسامح والعفو بالقدر المستطاع، فهو من الفضائل الأخلاقيّة الهامّة التي يعود أثره على الفرد بصورة خاصة وعلى المجتمع عمومًا، حيث يؤدّي إلى إزالة الحقد والكراهية، ويجعل المجتمع ينمو على مبدأ الأخوّة بالله -تعالى-.[٣]

لذلك جاء الإسلام ورغّب فيه حتى في الحالات التي يصعُب المسامحة فيها؛ كالقصاص، حيث يرتبط بفقدان حبيب، ويقول -تعالى- في ذلك: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).[٤][٣]

التسامح بين أفراد المجتمع هو المفتاح الذي من خلاله يمكن لكل فرد أن يستخدم طاقاته ومواهبه بشكل فعال لرفع مستوى معيشته، بحيث يكون المواطن مخلصًا لوطنه وقادرًا على التضحية من أجله، فالغلو وعدم التسامح يؤديان إلى إضعاف كيان الدولة وجعلها عرضة للسقوط والانهيار.

وكما يقال: أن البيت المبني على الغلو والتعصّب لا يدوم ولا يمكن تحقيق السلام فيه إلا عندما تتخلى الأمة عن حجاب الكراهية وتبدأ في السعي لفهم بعضها البعض، وبعيدًا عن التمييز أو العنف، كما يكسر التسامح جميع الحواجز، ويمنح المجتمع القدرة على التفكير على نطاق أوسع والعيش بسلام وسعادة.

أهمية التسامح للفرد

فيما يأتي بيان أهمية وفوائد التسامح للفرد:

  • السعادة والهناء والعيش الكريم.[٥]
  • كسب محبة الناس وثقتهم به، فالتسامح فيه تغاضٍ عن السيئات، ممّا يجعل العلاقة هيّنة وليّنة تسودها المحبّة.[٥]
  • الخير الكثير الذي سيناله المتسامح في الدنيا، حيث ترغب الناس دائمًا بالاختلاط مع ليّن القلب.[٥]
  • نيل رضا الله -تعالى- في الدّنيا والآخرة.[٥]
  • حب الرّسول -عليه الصلاة والسّلام- لهذا الخلق، ممّا يؤدّي إلى نيل شفاعته يوم القيامة.[٦]
  • الامتثال إلى أوامر الله -تعالى- وطلب المغفرة والعفو منه.[٦]
  • العلامة المميزة التي تضفي على صاحب الوجه المتسامح في الآخرة.[٦]

صور التسامح في الإسلام

كما تبيّن سابقًا أنّ التسامح معناه اللين والتساهل في الأمر، ولذلك سيتمّ فيما يأتي بيان بعضٍ من صور التسامح في الإسلام:[٧]

  • رخصة التّيمم للمصلّي عند فقد الماء، سواءً كان ذلك في سفرٍ ليس فيه ماء أو حضر، بالإضافة إلى جواز ذلك في المرض.
  • قصر الصلاة للمسافر، وجمعها في حالة البرد والمطر الشّديديْن.
  • الأحكام الشرعية التي خُفّفت عن طريق النسخ وغيره؛ كتشريع الصلاة، حيث خُفّفت من خمسين إلى خمس صلوات.
  • جبر الركعات الناقصة بالصلاة عن طريق سجود السّهو.
  • فرضية الحجّ على كلّ مسلم ومسلمة لمرة واحدة فقط.

المراجع

  1. ^ أ ب شوقي أبو ضيف، التسامح في الإسلام، صفحة 47. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2076، صحيح.
  3. ^ أ ب مقداد يالجن، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 110. بتصرّف.
  4. سورة الشورى ، آية:40
  5. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 265. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2298. بتصرّف.
  7. "التسامح مظاهره وآثاره"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022. بتصرّف.
4088 مشاهدة
للأعلى للسفل
×