دور العلماء العرب والمسلمين في تطور العلوم

كتابة:
دور العلماء العرب والمسلمين في تطور العلوم

دور العلماء العرب والمسلمين في الطب 

كان للمسلمين دور بارز في مجال الطب قديمًا منذ انتشار الإسلام في القرن السابع الميلادي، ومن أبرز هذه الإنجازات ما يأتي:[١]

  • الكتابة في الطب، إذ انتشرت المؤلفات الطبية الإسلامية بشكل كبير منذ القدم، والتي لا تزال تترك أثرًا واضحًا إلى يومنا هذا، فعلى سبيل المثال؛ كتاب القانون أو القانون في الطب لابن سينا والذي تم ترجمته إلى اللاتينية واستخدامه في الجامعات الطبية في أوروبا حتى نهاية القرن السابع عشر، ومن الأمثلة الأخرى كتاب التصريف لأبو القاسم الزهراوي. 
  • إيجاد حلول عديدة لأمراض العيون، ومن أبرزها مرض المياه البيضاء (بالانجليزية: Cataract)؛ فقد قدّم الموصلّي علاجًا من خلال شفط مادة المياه البيضاء باستخدام الحقنة، وبالرغم من تطور طريقة علاج هذا المرض إلا أنّه يتم اتباع الإجراءات والخطوات ذاتها. 
  • تطوير الإجراءات الجراحية من قِبَل علماء المسلمين بشكلٍ كبير وملحوظ، فمثلًا، تم خلق طريقة لإزالة الحصى من الكلى، وقد ساهمت هذه العملية في تقليل أعداد الوفيات في السابق، بالإضافة إلى ابتكار الطريقة المتبعة في وضع علامة على جسم المصاب قبل البدء بالجراحة، واعتماد تقنيات لتقليل الألم مثل تقنية الإسفنج البارد، وذلك من قِبَل العالم أبو القاسم الزهراوي.
  • تطوير عملية القسطرة من قِبَل العالم ابن سينا، أحد أهم علماء المسلمين، فقد اخترع أدوات للقسطرة بأطراف دائرية وثقوب جانبية، كما أنّه من حذّر من القيام بالقسطرة في حالة وجود التهاب.
  • اكتشاف العديد من الأدوات الطبية التي تطورت واستخدمت إلى يومنا هذا، من قِبَل العديد من العلماء أبرزهم أبو القاسم الزهرواي؛ ومن الأمثلة على هذه الأدوات الدقيقة: الحقن، والملاقط الطبية، ومنشار العظام بالإضافة إلى الجبيرة والعديد من الأدوات الأخرى. 
  • تصحيح المعتقد السائد آنذاك حول أسباب مرض البول الدموي أو الهيماتوريا (بالانجليزية: Haematuria)، إذ كان يُعتقد قديمًا أنّ الخلل من الجهاز البولي نفسه بينما يكمن السبب في وجود أمراض في الدم؛ وفقًا لما أوجده العالم ابن سينا.


دور العلماء العرب والمسلمين في الكيمياء

من أبرز ما قام به علماء المسلمين قديماً في مجال الكيمياء:[٢]

  • إقامة قواعد الكيمياء الحديثة، ومن الأمثلة عليها تحويل النظرية الأفلاطونية إلى تطبيق عملي حقيقي، بالإضافة إلى كتابة قوانين ملموسة متعلّقة بهذا المجال وتحقيق أهداف مفيدة في الحياة العملية، ومن أبرز من قام بذلك جابر بن حيان، وابن سينا والبيروني.
  • وضع القواعد الأساسية للتحاليل الكيميائية في المختبرات، ويُعد الرازي أول من قام بذلك، والذي قام أيضًا باختراع الكثير من الأدوات والأجهزة المصنوعة من المعدن والزجاج وقد قام بوصف كل منها في كتابه سر الأسرار.  
  • إعداد وتحضير مواد جديدة تتناسب مع احتياجات العصر في المجال الكيميائي، إما من أجل فصل السوائل، أو لتحضير بعض المعادن من المادة الخام، أو لإزالة الشوائب، أو من أجل تحويل بعض المواد من حالة إلى أخرى. 
  • استخدام الميزان لأول مرّة من أجل القياس بدقة وتحسين القدرة على التحكّم بكميّة الشوائب في المعادن، ولم تُعرف هذه الطريقة إلا بعد استخدام المسلمين لها لمدة 7 قرون متواصلة.  
  • استخدام المواد الكيميائية لأول مرّة من أجل صناعة الدواء، وهو ما رفع من اقتصاد البلاد في الحرب والسلم.
  • القيام بالعديد من العمليات الكيميائية من أجل تحضير وتنقية المواد، مثل: الانصهار، والتقطير، والتنقية أو التكرير، والتسامي (تحويل المواد الصلبة إلى غازية ومن ثم إرجاعها إلى مواد صلبة دون العودة للحالة السائلة)، والتصعيد، والتأكسد، والدمج، والتخمير، والتبلور، والتبخير والترشيح.


دور العلماء العرب والمسلمين في الرياضيات

أما بالنسبة لمجال الرياضيات فهذه أبرز الإنجازات للعلماء المسلمين قديمًا:[٣]

  • ترجمة الكتب الإغريقية وإيصالها للعالم، وقد اعتمدت المؤلفات اللاتينية على الترجمات والمؤلفات الإسلامية أكثر من اعتمادها على الكتب الإغريقية الأصلية، وبهذا انتقل علم الحساب إلى أوروبا. 
  • تحديد قيمة ودور الصفر في العمليات الحسابية لأول مرّة، وتحديد معناه بأنّه الرقم الخالي من أي شيء، وذلك من قِبَل العالم محمد بن أحمد، كما أنّ المسلمين قاموا بترتيب الأرقام في النظام العشري القائم على رقم 10.
  • تأسيس قواعد الجبر لأول مرّة من قِبل العالِم محمد بن موسى الخوارزمي، وقد وجعل منه علماً مستقلًا سمّاه "علم الجبر"، وألّف كتابًا أسماه "حساب الجبر والمقابلة" والذي استخدمته الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر ككتاب رئيسي.
  • تطوير علم الهندسة والبراعة فيها وبالتحديد في التفاضل والتكامل باعتبار المسلمين أوّل من مهّد لها.
  • كتابة العديد من كتب الرياضيات، مثل كتاب مفتاح الحساب للعالم غياث الدين الكاشاني، وقد تمّ تدريس كتابه حتى القرن السابع عشر في المدارس الفارسية، وقد أوجد غياث الدين أيضًا الجذر الخامس لأي رقم.
  • التركيز على علم حساب المثلثات، فيمتلك بعض العلماء 45 مؤلفاً على الأقل لكل منهم، ومن الأمثلة على بعض كتبهم: ملخص تاريخ الرياضيات والكامل في الجبر، ومن أبرز العلماء الذي اهتموا بعلم حساب المثلثات والهندسة وأضافوا إليها هو العالم أبو وفاء محمد البزنجي.


دور العلماء العرب والمسلمين في الفلك

لقد اشتهر المسلمون في مجال الفلك والرصد تحديداً فمن أبرز ما قاموا به ما يأتي:[٤]

  • ابتكار تقويم قمري لم يوجد سابقاً، وساعدهم في وضعه بعض تعاليم الإسلام التي تدل على وقت شروق الشمس وغروبها، وعلى وقت اكتمال القمر الذي يشير إلى بدء شهر جديد.  
  • تحسين الطرق المتبعة في قياس وحساب حركة الأجسام الثقيلة وتضمنت الأفكار أيضًا الكون وحركة الكواكب جميعها.
  • نقد وتحسين النماذج الهندسية الخاصة ببطليموس؛ فقد تم تأليف العديد من الكتب بهذا الشأن ومن أهم هذه الكتب كتاب النجوم الثابتة للعالم عبد الرحمن الصوفي والذي قام بشرح ووصف 48 مجموعة نجمية. 
  • إيجاد آلية لقياس كثافة الغلاف الجوي وقياس مدى تأثيره على الملاحظات الفلكية.
  • الاهتمام بعلم التنجيم كأحد فروع علم الفلك، وهو العلم الذي يتنبأ بتأثير الأجرام السماوية على الأحداث في كوكب الأرض، معتمدًا بهذا على دراسة حركة الكواكب وحساب مواقعها مستقبلًا، وقد كتب في هذا المجال العديد من العلماء كأبي معشر البلخي والبيروني.
  • اختراع الاسطرلاب والذي يُعد من أفضل الاختراعات التي قام بها المسلمين، وقد تم اكتشافه في القرن السادس الميلادي، ويقوم بحساب موقع الشمس والنجوم البارزة بالاعتماد على خطوط الطول ودوائر العرض.[٥]
  • وصف "ضبابية" السديم في مجرّة أندروميدا لأول مرّة من قِبل عالم الفلك عبد الرحمن الصوفي، وذلك في كتابه عن الأبراج.[٦]


دور العلماء العرب والمسلمين في الفيزياء

من أبرز ما قام به علماء المسلمين قديماً في مجال الفيزياء ما يأتي:[٧]

  • دراسة مصدر الصوتيات وكيفية انتقالها، إذ كان المسلمون أول من اكتشف أنّ الأصوات تتأثر بالأجسام التي تُصدرها، بالإضافة إلى أنّ الأصوات تنتقل عبر الهواء على هيئة موجات دائرية. 
  • تصنيف الأصوات إلى أنواع مختلفة لأول مرّة، فقد فسّر المسلمون اختلاف أصوات الحيوانات اعتماداً على أطوال أعناقهم وعرض حناجرهم. 
  • تحديد النسب بين كثافة كل من الذهب، والزئبق، والرصاص، والفضة، والبرونز، والنحاس، والنحاس الأصفر، والحديد والقصدير، وغيرها من قِبَل العالم أبو الريحان البيروني.
  • إقامة المراصد الضخمة المزودة بأحدث الآلات في ذلك الوقت، والتي تخدم الهدف الذي وُجدت لأجله من رصد للنجوم والكواكب.
  • تفسير سبب حدوث ظاهرة الصدى كانعكاس للهواء الذي يصطدم بالجبال العالية أو الجدران.
  • كتابة بعض القوانين الفيزيائية التي تُعد عالمية؛ مثل قوانين الحركة الثلاثة، وذلك من قِبل العلماء ابن سينا وابن ملكا البغدادي.


ساهم العرب والمسلمون عبر التاريخ في الكثير من الإنجازات في شتّى أنواع العلوم، حيث برعوا في الطب، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والفلك، وغيرها، فقد كتبوا في الطب وأوجدوا العديد من العلاجات للأمراض المختلفة، واخترعوا مجموعة واسعة من الأدوات الطبية، و تأسيس علم الجبر فب الرياضيات، ودراسة الصوتيات في الفيزياء، كما برعوا في وضع القواعد الأساسية للتحاليل الكيميائية في المختبرات.


المراجع

  1. "Early Muslim Contributions to Science & Medicine", darussalam, 25/9/2020, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  2. Dr. Ragheb Elsergany (1/4/2008), " Muslims and the Invention of Chemistry", www.islamstory.com, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  3. Dr. Muhammad Adil Afridi, "CONTRIBUTION OF MUSLIM SCIENTISTS TO THE WORLD:", irep.iium.edu.my, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  4. Marika Sardar (1/8/2011), "Astronomy and Astrology in the Medieval Islamic World", THE MET, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  5. "astrolabe", britannica, Retrieved 23/8/2021. Edited.
  6. "'ABD AL-RAHMAN AL-SUFI (AZOPHI)", eso, Retrieved 26/8/2021. Edited.
  7. Dr. Muhammad Adil Afridi, "CONTRIBUTION OF MUSLIM SCIENTISTS TO THE WORLD:", www.irep.iium.edu.my, Retrieved 23/8/2021. Edited.
3718 مشاهدة
للأعلى للسفل
×