دور اللغة العربية في الحضارة الإسلامية

كتابة:
دور اللغة العربية في الحضارة الإسلامية


دور اللغة العربية في الحضارة الإسلامية

اللغة العربية هي واحدة من اللغات السامية التي نشأت في شبه الجزيرة العربية، والتي تعود أصولها إلى القرن السادس، ومع توسع الحضارة الإسلامية انتشرت اللغة العربية في إفريقيا وآسيا، وبدأت تنتشر أكثر في القرن السابع خلال الفتوحات الإسلامية، التي ساعدت في انتشار اللغة العربية في العديد من دول الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا.[١]


وتعد اللغة العربية الآن هي اللغة الأم لأكثر من 250 مليون شخص في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي لا تعد رمزًا قويًا للهوية الوطنية العربية فحسب، بل ترجع أهميتها العظيمة أيضًا إلى كونها لغة القرآن الكريم، لذا فهي مرتبطة بشكل أساسي بالعقيدة الإسلامية. ولقرون عديدة كانت اللغة العربية هي الأداة اللغوية التي من خلالها تم التعبير عن العديد من الإنجازات الثقافية والدينية والفكرية للحضارة الإسلامية،[٢] ويمكن توضيح دور اللغة العربية في الحضارة الإسلامية في النقاط الآتية:


تعد مركز العقيدة الإسلامية

لأن اللغة العربية اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون اللغة التي يتنزل بها القرآن الكريم فهي تعدّ مركز العقيدة الإسلامية، فمن خلال فهم اللغة العربية تم فهم وتفسير كلام الله ورسوله، وأصبح علم تفسير القرآن علم حقيقي يسعى كل من العلماء المسلمين والمثقفين والمفسرين لتفسيره، وبتفسير القرآن تفسيرًا صحيحًا يمكن فهم الدين الإسلامي بصورة صحيحة.[٣]


أثرت تأثيرًا كبيرًا على جميع دول العالم

يتحدث ملايين الأشخاص اللغة العربية في جميع أنحاء العالم، لذا أصبحت اللغة العربية خامس أكثر لغة تحدثًا على مستوى العالم، وهي اللغة الرسمية في 26 دولة عربية، منهم 22 دولة أعضاء في جامعة الدول العربية، وهذا ما جعل اللغة العربية لغة مؤثرة في جميع أنحاء العالم.[٣]


ساعدت على زيادة الفرص المهنية في الحضارة الإسلامية

لأن اللغة العربية هي واحدة من اللغات الرسمية في المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي وغيرهم، فقد لعبت دورًا كبيرًا ومهمًا في فتح الفرص المهنية للدول الإسلامية فيما يخص الأعمال التجارية الدولية.[٣]


تركت بصمة قوية على كل الثقافات

ساعد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية على يد الخلافة الأموية، والتوسع الإسلامي في أوروبا من القرن الثامن للقرن السادس عشر، بجانب حكم الدولة العثمانية لمئات السنين حتى بداية الحرب العالمية الأولى، في توسع رقعة الإسلام وتوسيع حضور اللغة العربية، التي تركت بصمة قوية ترمز للحضارة الإسلامية العريقة على كل لغات وثقافات أوروبا والغرب.[٣]


أثرت على الفنون والعلوم

بفضل اللغة العربية وأثرها على العلم والأدب والعمارة والموسيقى والفنون، فقد ساعدت الحضارة الإسلامية على الوصول لمستوى عال من التطور في العالم، إذ كانت اللغة العربية وسيلة للتفكير الطليعي في مجالات كالأدب والفلسفة والعلوم، وتأثرت اللغات الأوروبية كالفرنسية والإسبانية والإيطالية والإنجليزية على مدى قرون عديدة بثقافة اللغة العربية.[٣]


أثرت في تطور الطب في الحضارة الإسلامية

بفضل اللغة العربية تطور الطب في الحضارة الإسلامية بصورة كبيرة، وهذا ساعد في تطور الطب في أوروبا أيضًا، إذ إنهم استخدموا المجلدات العربية في الطب، وما تحتوي عليه من معلومات هامة وطرق لعلاج الأمراض والعدوى حتى القرن السادس عشر، ومن أبرز هذه المجلدات موسوعة الرازي الطبية في القرن التاسع وكتاب المنصوري وغيرهم.[٤]


فقد كان الرازي أول من قام بتشخيص مرض الجدري والحصبة، وربط هذه الأمراض بالتلوث والعدوى، وأدخل علاجات مثل المرهم الزئبقي، واستخدم أمعاء الحيوانات للخياطة.[٤]


كما أن العالم ابن سينا المعروف بأنه أعظم طبيب في العصور الوسطى، ساعد في تقدم الطب في الحضارة الإسلامية بفضل كتاباته العربية، التي كانت مرجع طبي في جميع أنحاء أوروبا حتى القرن السابع عشر.[٤]

المراجع

  1. "Importance of the Arabic Language Guide [2021"], importanceoflanguages, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  2. "Arabic Language and Islam", oxfordbibliographies, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "The Fundamental Role Arabic Plays in the Muslim World", superprof, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Arab Contributions to Civilization", adc, Retrieved 6/2/2022. Edited.
2559 مشاهدة
للأعلى للسفل
×