ديسك الرقبة والتنميل

كتابة:
ديسك الرقبة والتنميل

يعاني العديد من مرضى ديسك الرقبة من مشكلات التنميل، فما العلاقة بين ديسك الرقبة والتنميل؟ وكيف يتم علاج ديسك الرقبة؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في المقال الآتي.

ينتج ديسك الرقبة (Cervical disc herniation) بسبب انزلاق أو بروز الأقراص الموجودة بين فقرات الرقبة إلى الخارج، وسنتعرف في هذا المقال على العلاقة بين ديسك الرقبة والتنميل:

ديسك الرقبة والتنميل: ما العلاقة بينهما؟

تحتوي الرقبة على 7 فقرات عنقية مرقّمة من الفقرة الأولى C1 إلى الفقرة السابعة C7، حيث تقع أول فقرة عنقية في قاعدة الجمجمة وتلامس آخر فقرة عنقية أول الفقرات الصدرية، ويتسبب ديسك الرقبة ببروز الأقراص الموجودة بين هذه الفقرات، مما يؤدي إلى الضغط على جذور أحد الأعصاب. 

فمثلًا في حال بروز القرص الموجود بين الفقرتين الرابعة والخامسة فإن جذر العصب الموجود عند الفقرة الخامسة يتعرّض للضغط، وقد يؤدي انضغاط بعض جذور الأعصاب إلى الشعور بالتنميل، والجدير بالذكر أن الجزء المصاب بالتنميل من الجسم قد يختلف بسبب اختلاف جذر العصب المعرّض للضغط، وهي كالآتي:  

1. بروز القرص الموجود بين الفقرة الرابعة C4 والفقرة الخامسة C5

في حال بروز القرص الموجود بين الفقرتين الرابعة والخامسة فإن جذر العصب الموجود عند الفقرة الخامسة يتعرض للضغط، مما يؤدي إلى الشعور بالألم والتنميل في عضلة الكتف والذراع العلوية من الجانب. 

2. بروز القرص الموجود بين الفقرة الخامسة C5 والفقرة السادسة C6

إن القرص الموجود بين الفقرتين الخامسة والسادسة هو من أكثر الأقراص المعرّضة للانزلاق، ويؤدي إلى انضغاط العصب الموجود عند الفقرة السادسة، مما يسبب الشعور بالتنميل في المنطقة الموجودة حول الإبهام، وفي العضلات الأمامية للذراع العلوية. 

3. بروز القرص الموجود بين الفقرة السادسة C6 والفقرة السابعة C7

قد يبرز القرص الموجود بين الفقرتين السادسة والسابعة، مما يؤدي إلى انضغاط جذر العصب الموجود عند الفقرة السابعة، الأمر الذي يسبب التنميل في المنطقة الموجودة حول الإصبع المتوسط والعضلات الخلفية للذراع العلوية. 

4. بروز القرص الموجود بين الفقرة العنقية السابعة C7 والفقرة الصدرية الأولى T1

إن بروز القرص الموجود بين الفقرة العنقية السابعة والفقرة الصدرية الأولى يؤدي إلى انضغاط جذر العصب الموجود عند الفقرة الثامنة للعمود الفقري، مما يؤدي إلى تنميل الجزء المتوسط من الذراع واليد، والمنطقة الموجودة حول الخنصر. 

والجدير بالذكر أن انضغاط جذور الأعصاب الموجودة عند الفقرات الثانية والثالثة والرابعة لا يسبب الشعور بالتنميل، وإنما يتسبب بالشعور بالألم في العينين أو الأذنين أو العنق. 

ديسك الرقبة والتنميل: متى يكون خطيرًا؟

إن عدم علاج ديسك الرقبة قد يتسبب بازدياد شدة تعرّض جذور الأعصاب إلى الانضغاط، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الخطيرة، ومن هذه الأعراض نذكر: 

  • ازدياد شدة التنميل والضعف والألم في الأجزاء المصابة.
  • عدم القدرة على المشي بشكل طبيعي.
  • عدم القدرة على التحكم بحركة الأمعاء أو المثانة.

والجدير بالذكر أن ظهور هذه الأعراض يستدعي زيارة الطبيب بشكل فوري، إذ إن عدم تلقي العلاج المناسب عند ظهور هذه الأعراض قد يتسبب باستمرار هذه الأعراض بشكل دائم، مما يهدد جودة حياة المريض بشكل كبير.  

ديسك الرقبة والتنميل: كيف يمكن العلاج؟

تتعدد الطرق المستخدَمة لعلاج ديسك الرقبة والتنميل، ولكن من الضروري استشارة الطبيب المختص حول طريقة العلاج المناسبة، ومن هذه الطرق نذكر: 

1. الراحة

تُعد الراحة ولحدة من أهم النصائح المتبعة لعلاج ديسك الرقبة، إذ إن الراحة تساعد على التخلص من التورّم والألم الناتجين عن ديسك الرقبة.

ولكن من الضروري عدم الاستمرار بالراحة التامة لمدة تزيد عن يومين، لتجنب الإصابة بتصلب المفاصل وتشنج العضلات.

2. الأدوية

تتعدد الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج ديسك الرقبة والتنميل والألم الناتجين عنها، ومن هذه الأدوية نذكر:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية 

يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المختلفة، مثل: نابروكسين (Naproxen) للتخفيف من الألم والتورّم والتنميل.

ولكن من الضروري عدم الاستمرار بهذه الأدوية لمدة تتجاوز 10 أيام دون استشارة الطبيب، إذ أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والنزيف.

  • المسكنات المخدرة

يمكن اللجوء إلى بعض أنواع المسكنات المخدرة، مثل: الكوديين (Codeine) أو الأوكسيكودون (Oxycodone) الذي يتم استخدامه مع الباراسيتامول (Paracetamol) لمدة قصيرة في حال عدم الاستفادة من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

  • مسكنات الآلام الناجمة عن الأعصاب

يتم اللجوء إلى الأدوية التي تسكّن الألم الناجم عن الأعصاب، مثل: بريغابالين (Pregabalin) للتقليل من المضاعفات الناتجة عن انضغاط الأعصاب.

  • حقن الستيرويد

قد يقوم الطبيب باستخدام حقن الستيرويدات في حال عدم الاستفادة من الأدوية التي تم ذكرها، مثل: حقن ميثيلبريدنيزولون (Methylprednisolone).

3. العلاج الفيزيائي

يتمثل العلاج الفيزيائي بمجموعة من التمارين الرياضية والخطوات التي تساعد على التقليل من الألم الناتج عن ديسك الرقبة، واستعادة القدرة على الحركة الطبيعية.

ومن التمارين والخطوات التي يشملها العلاج الفيزيائي نذكر:

  • تمارين التمدد.
  • التمارين الهوائية.
  • التدليك.
  • العلاج بالموجات فوق الصوتية.

4. الجراحة

في حال عدم تحسن الأعراض بعد مرور 4 - 6 أسابيع من البدء بالطرق العلاجية التي سبق ذكرها، قد يتم اللجوء إلى بعض العمليات الجراحية، مثل:

  • استئصال القرص المنزلق (Discectomy).
  • استئصال الصفيحة الفقرية (Lumbar laminotomy).
  • دمج الفقرات (Spinal fusion).
  • زراعة القرص الصناعي (Artificial disk).
3948 مشاهدة
للأعلى للسفل
×