ديوان عنترة

كتابة:
ديوان عنترة


التعريف بديوان عنترة

ديوان عنترة هو الديوان الذي جُمِعَ فيهِ قصائد عنترة بن شدّاد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أحد أشهر شعراء العرب والفرسان في فترة ما قبل الإسلام، أبدعَ عنترةَ في كتابةِ الأشعارِ، وكانت أشعارهُ تصف الحروب التي كانَ يخوضها، فوصفَ نفسهُ في أبياتهِ كصورة البطل الشجاع المِغوار، ومن الأغراض الشعريَّة التي جاءت في ديوان عنترة الفخر والهجاء

والغزل والحماسة، وقد ضمَّ ديوانهُ 143 قصيدة، وتكوَّنَ من 422 صفحة.[١]


البحور الشعرية في ديوان عنترة

كان عنترة من الشعراء البارعين الذين كتبوا في شتى البحور الشعرية، وفي الآتي بيان ذلك:[١]

  • البحر البسيط

يا عَبلَ قومي اِنظُري فِعلي وَلا تَسَلَي

عَنّي الحَسودَ الَّذي يُنبيكِ بِالكَذِبِ
  • البحر الكامل

مِن كُلِّ فائِقَةِ الجَمالِ كَدُميَةٍ

مِن لُؤلُؤٍ قَد صُوِّرَت في عاجِ
  • البحر الوافر

كَوَحيِ صَحائِفٍ مِن عَهدِ كِسرى

فَأَهداها لِأَعجَمَ طِمطِمِيِّ
  • البحر الطويل

شَكَت سَقَماً كَيما تُعادُ وَما بِها

سِوى فَترَةِ العَينَينِ سُقمٌ لِعائِدِ
  • البحر الخفيف

سَرَقَ البَدرُ حُسنَها وَاِستَعارَت

سِحرَ أَجفانِها ظِباءُ الصَريمِ
  • بحر الرمل

إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى

فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
  • البحر المنسرح

بَردُ نَسيمِ الحِجازِ في السَحَرِ

إِذا أَتاني بِريحِهِ العَطِرِ
  • البحر المتقارب

إِذا خَفَقَ البَرقُ مِن حَيِّهِم

أَرِقتُ وَبِتُّ حَليفَ السُهادِ
  • بحر الرجز

فَلَو أَنَّ عَينَيكِ يَومَ اللِقاءِ

تَرى مَوقِفي زِدتِ لي في المحبة


قصائد من ديوان عنترة

كان عنترة من الشعراء المكثرين من قول الشعر ونورد هنا جملة من أشعار عنترة على النحو الآتي:[١]

قصيدة: جفون العذارى من خلال البراقع

جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ

أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ

إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت

مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ

سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً

وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ

كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى

وَعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ

لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِها

وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ

وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَنا

إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ

وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً

وَلا غَيَّرَتني عَن هَواكَ مَطامِعي

فَكُن واثِقاً مِنّي بِحُسنِ مَوَدَّةٍ

وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ

فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ

وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ

خُلِقنا لِهَذا الحُبَّ مِن قَبلِ يَومِنا

فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي

أَيا عَلَمَ السَعدِيِّ هَل أَنا راجِعٌ

وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ

وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِراً

وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ

وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى

وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ

فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري

عُبَيلَةَ عَن رَحلي بِأَيِّ المَواضِعِ

وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي

وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي

أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي

عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ

وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَل

سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ

وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي

صُدورَ المَنايا في غُبارِ المَعامِعِ

فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ

وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ

وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتي

وَلَكِنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعي

وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتي

وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ

بِحَقِّ الهَوى لا تَعذِلوني وَأَقصِروا

عَنِ اللَومِ إِنَّ اللَومَ لَيسَ بِنافِعِ

وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ

وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي


قصيدة: إذا نحن حالفنا شفار البواتر

إِذا نَحنُ حالَفنا شِفارَ البَواتِرِ

وَسُمرَ القَنا فَوقَ الجِيادِ الضَوامِرِ

عَلى حَربِ قَومٍ كانَ فينا كِفايَةً

وَلَو أَنَّهُم مِثلُ البِحارِ الزَواخِرِ

وَما الفَخرُ في جَمعِ الجُيوشِ وَإِنَّما

فَخارُ الفَتى تَفريقُ جَمعِ العَساكِرِ

سَلي يا اِبنَةَ الأَعمامِ عَنّي وَقَد أَتَت

قَبائِلُ كَلبٍ مَع غَنِيٍّ وَعامِرِ

تَموجُ كَمَوجِ البَحرِ تَحتَ غَمامَةٍ

قَدِ اِنتَسَجَت مِن وَقعِ ضَربِ الحَوافِرِ

فَوَلَّوا سِراعاً وَالقَنا في ظُهورِهِم

تَشُكُّ الكُلى بَينَ الحَشا وَالخَواصِرِ

وَبِالسَيفِ قَد خَلَّفتُ في القَفرِ مِنهُمُ

عِظاماً وَلَحماً لِلنُسورِ الكَواسِرِ

وَما راعَ قَومي غَيرُ قَولِ اِبنِ ظالِمٍ

وَكانَ خَبيثاً قَولُهُ قَولَ ماكِرِ

بَغى وَاِدَّعى أَن لَيسَ في الأَرضِ مِثلُهُ

فَلَمّا اِلتَقَينا بانَ فَخرُ المُفاخِرِ

أُحِبُّ بَني عَبسٍ وَلَو هَدَروا دَمي

مَحَبَّةَ عَبدٍ صادِقِ القَولِ صابِرِ

وَأَدنو إِذا ما أَبعَدوني وَأَلتَقي

رِماحَ العِدا عَنهُم وَحَرَّ الهَواجِرِ

تَوَلّى زُهَيرٌ وَالمَقانِبُ حَولَهُ

قَتيلاً وَأَطرافُ الرِماحِ الشَواجِرِ

وَكانَ أَجَلَّ الناسِ قَدراً وَقَد غَدا

أَجَلَّ قَتيلٍ زارَ أَهلَ المَقابِرِ

فَوا أَسَفا كَيفَ اِشتَفى قَلبُ خالِدٍ

بِتاجِ بَني عَبسِ كِرامِ العَشائِرِ

وَكَيفَ أَنامُ اللَيلَ مِن دونِ ثَأرِهِ

وَقَد كانَ ذُخري في الخُطوبِ الكَبائِرِ


المراجع

  1. ^ أ ب ت "ديوان عنترة بن شداد"، الديوان، 22/7/2020، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022.
6129 مشاهدة
للأعلى للسفل
×