هل سبق وشعرت بوجود رائحة كريهة في أنفك؟ هل بالفعل هذه الرائحة موجودة أم أنك تتخيل وجودها؟ فلنتعرف على ظاهرة رائحة الأنف الكريهة وأسبابها.
سوف نتناول في ما يأتي ظاهرة رائحة الأنف الكريهة وبعض المعلومات الهامة حولها:
هل رائحة الأنف الكريهة حالة خطيرة؟
رائحة الأنف الكريهة هي حالة من الممكن أن تنشأ كأحد الأعراض التي قد ترافق بعض المشكلات الصحية، ولكن قد لا يكون هناك داعي للقلق فغالبية المشكلات الصحية المسببة لرائحة الأنف الكريهة عادة لا تكون خطيرة.
على الرغم من أن رائحة الأنف الكريهة قد لا تكون مشكلة خطيرة، إلا أنها قد تؤثر سلبًا على جودة حياة المصاب لا سيما إذا ما أصبحت رائحة الأنف الكريهة حادة أو مزمنة، إذ قد يؤدي شعور الشخص المستمر بوجود روائح كريهة في أنفه لما يأتي:
- الاكتئاب وسوء المزاج.
- فقدان الشهية.
- خسارة الوزن.
كما يجب التنويه إلى أن التغيرات الحاصلة في حاسة الشم، قد تفقد المصاب القدرة على شم بعض الروائح المنذرة بالخطر، مثل تسرب الغاز، مما قد يشكل خطورة على حياة المصاب ومن حوله، لذا يفضل استشارة الطبيب دومًا بشأن رائحة الأنف الكريهة.
أسباب رائحة الأنف الكريهة
هذه أبرزها:
1. الهلوسة الشمية (Phantosmia)
الهلوسة الشمية هي حالة تسبب شم روائح غير موجودة فعليًّا، وهذه الروائح تتراوح طبيعتها بين الكريه وبين الجميل، ولكن غالبية المصابين بالهلوسة الشمية يميلون لشم روائح كريهة غير حقيقية.
وهذا أبرز ما يميز هذه الحالة:
- غالبًا ما يصف المصابون الروائح التي يهلوسون بوجودها على أنها: عفنة، وأشبه بروائح الأغراض المحروقة أو بعض المواد الكيميائية.
- قد يشم المريض الرائحة الغريبة إما في إحدى فتحتي الأنف أو في كلتيهما.
- غالبًا ما تظهر هذه الحالة على فترات متقطعة، أي أن الرائحة الكريهة والغريبة قد لا تلازم الأنف طوال الوقت.
أسباب الهلوسة الشمية عديدة، وهذه أبرز المشكلات الصحية التي قد ترفع من فرص الإصابة بها: فيروس كورونا المستجد، ومرض باركنسون، والتهابات الجيوب الأنفية.
2. خطل الشم (Parosmia)
خطل الشم هي مشكلة صحية تسبب شم الروائح بطريقة مختلفة عن حالتها الفعلية، أي قد يلاحظ المريض عند محاولته شم رائحة جميلة أن أنفه يستقبل الرائحة على أنها رائحة كريهة.
غالبًا ما تنشأ حالة خطل الشم نتيجة إصابة بعض الأنسجة الموجودة في الأنف بتلف، وهذا التلف قد يكون سببه إصابة النصف العلوي من الجهاز التنفسي بالتهاب ما.
3. الحصأة الأنفية (Rhinolith)
الحصأة الأنفية هي مشكلة صحية نادرة الحدوث تنشأ نتيجة دخول جسم غريب إلى الأنف، ومع الوقت قد يزداد حجم هذا الجسم أثناء تواجده في داخل الأنف، مما قد يسبب ظهور أعراض متنوعة، مثل:
- انسدادات في الأنف.
- إفرازات أنفية كريهة الرائحة، وغالبًا ما تظهر في جانب واحد من الأنف.
4. التهابات الجيوب الأنفية
تعد التهابات الجيوب الأنفية أحد الأسباب الشائعة لرائحة الأنف الكريهة، ولالتهابات الجيوب عدة أنواع، مثل:
- التهاب الجيوب الحاد (Acute sinusitis): غالبًا ما يترافق مع ألم في الوجه، بالإضافة لأعراض مثل انسداد أو سيلان الأنف وحمى ومذاق كريه في مؤخرة الأنف.
- التهاب الجيوب المزمن (Chronic sinusitis): هذا النوع غالبًا ما يترافق مع سيلان الأنف وتناقص حدة حاسة الشم.
5. جفاف الفم
قد تعزى رائحة الأنف الكريهة أحيانًا للإصابة بجفاف الفم، فعدم تواجد كمية كافية من اللعاب في منطقة الفم قد يحدث تغييرات عديدة من الممكن أن تسبب رائحة الأنف الكريهة أو المذاق السيء في الفم، فاللعاب يساعد عادة على:
- تخليص الفم من الجراثيم وبقايا الطعام.
- تحييد تأثير الأحماض على الفم.
وعند نقص اللعاب في الفم، قد يتسبب هذا في تحفيز ظهور العديد من المشكلات الصحية، مثل رائحة الأنف أو الفم الكريهة، وهذه بعض الأسباب التي قد تؤدي لجفاف الفم:
- الإصابة بمشكلات صحية، مثل: الجفاف، وبعض اضطرابات الغدد اللعابية.
- استخدام بعض الأدوية، مثل: مسكنات الألم، ومدرات البول، ومضادات الهيستامين (Antihistamines).
6. أسباب أخرى
هذه بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لنشأة حالة رائحة الأنف الكريهة:
- إهمال النظافة الفموية، وما قد يسببه هذا من مضاعفات صحية فموية، مثل: تسوس الأسنان، والتهابات اللثة.
- الإصابة بتلف جزئي في العصب المسؤول عن الشم، وهذا التلف قد تتسبب به أمور مثل الإصابة بالسكتة الدماغية.
- الإصابة بارتداد الأحماض من المريء.
- تناول أنواع معينة من الطعام أو المشروبات، مثل: الثوم، والبصل، والطعام الحار.
- التدخين أو استخدام التبغ عمومًا.
- الإصابة ببعض الأمراض، مثل: السكري، وأمراض الكبد، وأمراض الكلى.
علاج رائحة الأنف الكريهة
لعلاج رائحة الأنف الكريهة، يجب بداية تشخيص المشكلة الصحية التي قد تكون حفزت ظهور هذه الرائحة من الأصل، وبالإضافة لطرق العلاج التي قد يوصي بها الطبيب، هذه بعض الإجراءات التي قد تساعد على تخفيف حدة رائحة الأنف الكريهة:
- استنشاق الماء والملح، على أن يتم استنشاق كمية قليلة في أحد جانبي الأنف أولًا مع إغلاق الجانب الآخر، ثم تكرار المحاولة مع الجانب الثاني وإغلاق الجانب الأول، وهكذا.
- شرب كميات كافية من الماء.
- تناول الأغذية التي تحتاج لمضغ والتي قد تحفز إنتاج اللعاب في الفم.
- تنظيف الأسنان يوميًّا.
- التقليل من المشروبات التي قد تسبب الجفاف مثل الكحول والقهوة والإقلاع عن التدخين.