محتويات
رائية عمر بن أبي ربيعة
رائية عمر بن أبي ربيعة هي إحدى قصائده الطويلة في الغزل المشهورة بذكر قصة ليلة ذي دوران، وتفصيل الحديث فيها فيما يأتي:
أبيات رائية عمر بن أبي ربيعة
قال عمر بن أبي ربيعة في رائيّته المشهورة:[١]
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
- غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ
لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها
- فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ
تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ
- وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ
وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت وَلا نَأ
- يُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ
وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها
- نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ
- لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ
عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها
- يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ
أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ
- يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ
بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها
- بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ
قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ
- أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ
أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن
- وَعَيشِكِ لا أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ
فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ
- سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ
لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا
- عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ
رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت
- فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ
أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت
- بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ
قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ
- سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ
وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ
- وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ
وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها
- فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ
وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى
- وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ
فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا
- أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ
إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ
- وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ
وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها
- لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ
وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها
- وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ
فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيًّا عَرَفتُها
- لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ
فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت
- مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ
وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ
- وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ
وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ الـ
- ـحُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ
فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت
- وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ
وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني
- وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ
أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف
- وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ
فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ
- سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ
فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى
- إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ
فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها
- كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ
فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ
- عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ
فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
- أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
- وَما كانَ لَيلي قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ
وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس
- لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ
يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ
- رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ
تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ
- حَصى بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ
وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا
- إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ
- وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ
أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ
- هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ
فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا
- وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ
فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ
- وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ
فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم
- وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ
فَقالَت أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ
- عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ
فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ
- مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ
معاني المفردات في رائية عمر بن أبي ربيعة
من المفردات التي تحتاج إلى بيان في رائية عمر بن أبي ربيعة:
المفردة | معنى المفردة |
ترعوي | ترعوي بمعنى تكف.[٢] |
الشحناء | الشحناء الحقد والبغضاء.[٣] |
أفرَخَ | أفرَخَ الروع والخوف يعني انكشَفَ وزال.[٤] |
كاشح | الكاشح هو العدو المبغض.[٥] |
جؤذر | الجؤذر ابن البقرة الوحشية.[٦] |
اللبانة | اللبانة هي الحاجة من غير فاقة أو فقر.[٧] |
قلوصي | القلوص هي الإبل الفتية.[٨] |
الصور الفنية في رائية عمر بن أبي ربيعة
من الصور الفنية في رائية عمر بن أبي ربيعة:
- غَيَّرَ لَونَهُ سُرى اللَيلِ: كناية عن التعب والإرهاق الذي يلازم البدن والوجه من السهر والحب.
- يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ: شبّه النوم بالعدو الذي يتمكن من الإنسان، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
- قادَني الشَوقُ: شبّه الشوق بإنسان يقود غيره، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.
- غُروبٍ مُؤَشَّرُ كَأَنَّهُ حَصى بَرَدٍ: شبّه الغروب بالحصى، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه وحذف وجه الشبه، فالتشبيه مُجمَل.
المراجع
- ↑ "أمن آل نعم أنت غاد فمبكر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
- ↑ "تعريف و معنى يرعوي في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الشحناء في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى أفرَخَ في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى كاشح في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى جؤذر في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى اللبانة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى القلوص في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.