محتويات
ما المقصود بمقاومة الإنسولين؟
عندما تأكل قطعة من الحلوى، ويصل السكّر الموجود بداخلها إلى مجرى الدّم، يبدأ البنكرياس بإطلاق هرمون الإنسولين الذي يساهم في إدخال السكر إلى الخلايا، والتي تستعمله بدورها في إنتاج الطاقة، ولكن! مع مرور الوقت، وبسبب الارتفاع المفرط في مستويات سكر الدّم قد يفقد الجسم قدرته على استخدام هرمون الإنسولين بشكلٍ فعّال، ويرتفع كلًّا من مستوى السكّر ومستوى الإنسولين في مجرى الدّم، وهو ما يعرف بمقاومة الإنسولين (Insulin resistance)، وربما يستمرّ البنكرياس بكل قواه في إفراز كميات من الإنسولين تفوق طاقته بهدف المحافظة على بقاء مستويات السكر طبيعة في الدم، ممَّا يؤدي إلى إنهاكه، وينتج عن ذلك تطوّر مرض السكري، وغالبًا ما ترتبط مقاومة الإنسولين بعوامل عديدة، كالسمنة، والتدخين، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.[١] ولأنّ الأنظمة الغذائية الصحية مفيده في منع حدوث مرض السكري، يجب الحديث عن رجيم مقاومة الإنسولين في هذا المقال.
كيف يمكن تحديد الإصابة بمقاومة الإنسولين؟
في معظم الحالات لا تُصاحب مقاومة الإنسولين ظهور أيَّة أعراض، لذا من الضروري مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الدورية اللازمة للكشف عن ارتفاع مستويات السكر في الدم، والتي ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بمرض السكري، إلى جانب إجراء الفحوصات التي تكشف عن المشكلات التي قد تزداد فرصة ظهورها بسبب مقاومة الإنسولين؛ كالسمنة، وارتفاع ضغط الدّم، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، أو حتى ظهور بقع داكنة على بعض أجزاء الجسم، كالرقبة، وأصل الفخذ، والإبط.[٢]
وعمومًا، يعدّ إجراء اختبارات مستوى السكر والدهون ضروريًّا بعد تجاوز الأربعين عامًا، ويمكن أيضًا البدء بذلك في وقتٍ مبكر عند وجود تاريخ عائلي سابق أو عند ظهور أعراض مقاومة الإنسولين، أو غيرها من عوامل خطورة الإصابة بالسكري. وللكشف عن الإصابة بمقاومة الإنسولين في الجسم يمكن مراجعة الطبيب الذي يوصي بإجراء إحدى الفحوصات التالية:[٢]
- قياس متوسط نسبة السكر في الدّم خلال الثلاث أشهر السابقة، بواسطة فحص A1C.
- قياس نسبة سكر الغلوكوز بالدّم بعد صيام (عدم الأكل والشرب) على الأقل 8 ساعات.
- اختبار تحمل الغلوكوز (Glucose Tolerance test)من خلال إعطاء المريض كمية محددة من الغلوكوز لشربها، يليها قياس نسبة السكر في الدّم بعد مضيّ ساعتين.
ما حقيقة رجيم مقاومة الإنسولين؟
لا يتعلق الأمر بوجود نظام أو رجيم معين لحالات مقاومة الإنسولين، كل ما هنالك أنَّ الجسم في هذه الحالة يقلل من فعالية الإنسولين في خفض مستويات السكر في الدم، ويعيق قدرته على أيض الطّعام وإنتاج الطاقة، وارتفاع فرصة إصابته بالسمنة، ومرض السكري، وأمراض الكلى، والجلطات القلبيّة والدماغية، وغيرها من المضاعفات، وهذا يتطلب نظام غذائي صحي ومتوازن، يقلِّل من الضغط والمجهود المؤثر على البنكرياس في إنتاج هرمون الإنسولين،[٣][٤] لذا، نجد أنَّه من الضروري اتباع رجيم أو نظام غذائي صحي خاصّ غنيّ بالفواكة والخضروات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبقوليات، والبروتينات الخالية من الدهون، وقليل السكريات والدهون الضارة، والأطعمة المعالَجة، والذي يُساهم في تجنّب تطور المشكلة، والإصابة بمرض السكري، ناهيك عن دوره في خسارة الوزن والحفاظ على بقاء وزن الجسم صحي ومثالي.[٥][٤]
ومن أجل ضمان خسارة الوزن، يجب وضع خطة واقعية تتضمّن النظام الغذائي قليل السعرات الحرارية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية المستمرّة، وأخذ ما يكفي من الوقت لتحديد النظام المناسب، مع التأكيد على ضرورة الاستمرار بهذا النمط الصحي، والالتزام به لتجنب العودة لنقطة البداية.[٤]
ما الطعام المفيد والممنوع في حالات مقاومة الإنسولين؟
بشكلٍ عام، يُنصح مرضى مقاومة الإنسولين بالابتعاد عن تناول الأطعمة المصنّعة، واستبدال الدهون المشبعة بالدهون الصحيّة غير المشبعة، كما يجب الحرص على تناول الأطعمة التي تستغرق وقتًا أطول لهضمها، بهدف تخفيف الضغط على البنكرياس،[٤] وفي ما يلي قائمة الأطعمة الجيدة التي يفضّل التركيز عليها في هذه الحمية، مقابل الأطعمة التي لابد من تجنبها:[٤]
الأطعمة المفيدة في حالات مقاومة الإنسولين
تعمل الأطعمة التالية على زيادة حساسية الخلايا للإنسولين، وهي جيدة في حالة الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين، ومن هذه الأطعمة:
- الخضراوات غير النشوية؛ مثل البروكلي، والورقيات.
- الطماطم، فهي مصدر وفير لكلًّا من فيتامين سي، وفيتامين إي.
- الفواكة الحمضية كالبرتقال، والليمون.
- مضادات الأكسدة، خاصةً التوت.
- الأطعمة الغنية بالبروتين غير الدهني، كالسمك، والبقوليات.
- الشوفان والشعير، وغيرها من الحبوب الكاملة.
- المأكولات الغنية بالألياف.
- الماء والشاي غير المحلى.
- الأسماك التي تحتوي على نسب عالية من الحمض الدهني أوميغا 3، كالسردين، والسالمون.
- البطاطا الحلوة، والزبادي غير المحلّى.
الأطعمة الممنوعة في حالات مقاومة الإنسولين
من الأطعمة التي تزيد من نسبة السكر في الدم، وتؤثر على قدرة الإنسولين على أداء وظيفته ما يلي:
- المشروبات المُحلّية، مثل عصير الفواكة والمشروبات الغازية.
- الخضراوات المليئة بالنشويات، مثل: البطاطا، واليقطين، والذرة.
- الحلويات والمخبوزات، بما في ذلك الأيسكريم، والشوكولاته.
- الأرز، والمعكرونة، والخبز، وجميع المأكولات التي تحتوي على الطحين.
- الأطعمة المقلية وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
- الوجبات السريعة والمعلبة.
- منتجات الألبان البقرية خاصة الحليب.
- الدهون المشبعة والتقابلية التي غالبًا ما تأتي من مصادر حيوانية.[٣]
ما النصائح التغذوية الخاصة بالمصابين بمقاومة الإنسولين؟
إن الرجيم الخاص بمقاومة الأنسولين ليس صعبًا ومعقَّدًا، بل إنَّه نظام غذائي يتّسم بالإبتعاد عن الطعام غير الصحي والدهني واللجوء للإعتماد على الخضار والأطعمة المفيدة، ومن أجل الإلتزام بهذا الرجيم يمكن اتباع النصائح التالية:[٣]
- البدء بالرجيم تدريجيًّا، وإدخال العادات الصحيَّة للغذاء إلى أنْ تُصبح دائمة.
- اختيار الأطعمة المفضّلة ذات الطعم الجيّد لضمان الاستمرار بالنظام الغذائي لأطول فترة مُمكنة.
- عدم تجاهل الوجبات، حيث أنَّ الاعتقاد بأنَّ عدم تناول الأكل يؤدي إلى تقليل نسبة السكر بالدم هو اعتقاد خاطيء، بل إنَّه قد يزيد من الموضوع سوءًا.
- التركيز على نوعيَّة الطعام وإجمالي السعرات الحرارية.
- التنويع بالأكل قدر الإمكان مع التركيز على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
- اختيار الخضراوت والفواكة الطازجة غير المعلبة أو المجمّدة، والتأكّد من عدم إضافة الملح أو السكر.
- التركيز على الألياف في النظام الغذائي، لما لها دور في موازنة السكر في الدم.
المراجع
- ↑ "https://www.medicalnewstoday.com/articles/305567", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-13. Edited.
- ^ أ ب "Signs of Insulin Resistance", healthline, Retrieved 2020-11-13. Edited.
- ^ أ ب ت "Insulin-Resistance Diet for Diabetes", webmd, Retrieved 2020-11-13. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Diet Tips for Insulin Resistance", healthline, Retrieved 2020-11-13. Edited.
- ↑ "Insulin Resistance", webmd, Retrieved 2020-11-13. Edited.