محتويات
رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء
النبي -صلى الله عليه وسلم- بذل كل جهده في ترسيخ ركائز الإسلام الأولى في قلوب من حوله؛ ثم بدأ ينظر إلى أن يوسع الدائرة، وينشر الإسلام في أنحاء الجزيرة العربية، فقرر إرسال الرسائل إلى الدول المجاورة أولاً، وكانت هذه الرسائل في قمة الاحترام لهؤلاء الملوك؛ وهذا من باب إنزال كل شخص منزلته، حتى وإن اختلف معنا في المذهب.
كتاب الرسول إلى هرقل عظيم الروم
عن ابن عباس ـرضي الله عنهما-، أن النبي ـصلى الله عليه وسلم- كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، فإذا فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى: أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت عليك إثم الأريسيِّين، "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ").[١]
كتاب الرسول إلى المقوقس
(بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط، "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ").[٢]
كتاب الرسول إلى النجاشي
(بسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ، مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إلَى النّجَاشِيّ عَظِيمِ الْحَبَشَةِ؛ أَسْلِمْ أَنْتَ، فَإِنّي أَحْمَدُ إلَيْكَ اللّهَ الّذِي لَا إلَهَ إلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ، وَأَشْهَدُ أَنّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رُوحُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ الْبَتُولِ الطّيّبَةِ الْحَصِينَةِ؛ فَحَمَلَتْ بِعِيسَى، فَخَلَقَهُ اللّهُ مِنْ رُوحِهِ، وَنَفَخَهُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ).[٣]
(وَإِنّي أَدْعُوكَ إلَى اللّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَالْمُوَالَاةِ عَلَى طَاعَتِهِ، وَأَنْ تَتْبَعَنِي وَتُؤْمِنَ بِاَلّذِي جَاءَنِي؛ فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ وَإِنّي أَدْعُوكَ وَجُنُودَكَ إلَى اللّهِ -عَزّ وَجَلّ-، وَقَدْ بَلّغْتُ وَنَصَحْت فَاقْبَلُوا نَصِيحَتِي، وَالسّلَامُ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى).[٣]
كتاب الرسول إلى كسرى ملك الفرس
(بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبدالله ورسوله، إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاء الله، فإني رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا، ويحق القول على الكافرين. فأسلم تسلم، فإن أبيت، فإن عليك إثم المجوس).[٤]
طريقة كتابة الرسول لرسائل الملوك
بعد أن استعرضنا جزءًا من رسائل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الملوك والأمراء؛ لنتأمل قليلاً في حكمة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأسلوبه في إرسال هذه الرسائل، وكيف أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل الرسائل وهو يعلم أن من الممكن رفضها، وتوقع جميع ردود أفعال هؤلاء الملوك؛ لكن هذا لم يمنعه من أن يقوم بكل ما يستطيع فعله، حتى ينشر رسالته حتى ولو لم يستجب أحد.
لأن هدفه -صلى الله عليه وسلم- هو هداية أكبر قدر ممكن من الناس، وفي هذا أيضا تعليم واضح للأمة الإسلامية ورسالة واضحة لها، أننا نحن كمسلمين بحاجة إلى الصبر واللين، واستعمال الأسلوب الحسن، ومحاورة الناس بالحسنى، حتى وإن لم يستجيبوا لنا؛ لكن من الوارد جداً أن يبقى كلامنا في أذهانهم، وبعد مدة من الزمن يهديهم الله -سبحانه وتعالى- بهدايته ونكن نحن السبب في هذا.
المراجع
- ↑ إسلام ويب (28/8/2010)، "رسائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الملوك والأمراء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
- ↑ ابو الهيثم (22/7/2020)، "مع الحبيب صلى الله عليه وسلم - كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الستار المرسومي (28/9/2013)، "نماذج من رسائل النبي للملوك (4) إلى النجاشي ملك الحبشة "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
- ↑ محمود شيت خطاب، سفراء النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 100. بتصرّف.