محتويات
رسائل في القناعة والتعفف
- إذا طلبت العِزَّ فاطلبه بالطاعة، وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فمن أطاع الله عز وجل عن نصره، ومن لزم القناعة زال فقره.
- كتب حكيمٌ إلى أخٍ له: أما بعد فاجعل القنوع ذخرًا، ولا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنك تدركها في أوانها عذبةً، والمدبِّر لك أعلم بالوقت الذي يصلح لما تؤمِّل، فثق بخيرته لك في أمورك كلِّها.
- من القنوع أن يسر الإنسان ويرضى ببعض آلات محبوبه، وإن له من النفس موقعًا حسنًا وإن لم يكن فيه إلا ما نص الله تعالى علينا، ومن ارتداد يعقوب بصيرًا حين شم قميص يوسف -عليهما السلام-.
- ما الذي يعيد لنا القناعة؟ الحب، إذا أحب الإنسان شعر بذاته، وإذا شعر بذاته أدرك قيمة نفسه وهذا هو أعلى درجات الغنى، أن أرى قيمتي في أعماقي وليس في يدي ، أن أحب نفسي أولاً لأن الذين يكرهون أنفسهم غير قادرين على حب الآخرين.
- أساس هذه الحياة الراحة والرضا فمن شعر بالسعادة بإمكانه أن ينطلق نحو مجالات الحياة والإبداع والعمل فمن اقتنع بأنه يملك السعادة بأقل شيء فقد امتلك كل شيء في هذه الحياة.
- إن التقوقع في زاوية القناعة باللامرغوب، من دوره أن يزيد من كمية المخدر الذي تعتاد عليه الأعصاب، وهذا المخدر من واجبه أن يجعلك تقول للرضوخ، والخنوع والركوع، والقبول كلمة نعم.
أقوال وحكم في القناعة والتعفف
- لا تحسبن الموت موت البلى.. فإنما الموت سؤال الرجال.. كلاهما مـــــوت ولكـــــــن ذا أشد من ذاك لذل الســـؤال.
- مفتاح الحرص الطمع، ومفتاح الاستغناء الغنى عن الناس، الإياس مما في أيديهم.
- الكفر أربعة أركان ، فركن منه الغضب، وركن منه الشهوة، وركن منه الخوف، وركن منه الطمع.
- شرط الرضا أن يستوي المنع والعطاء. فوت الحظ مع فوت الرضا سقم.
- القناعة خير من الضراعة والتقلل خير من التذلل والفرار خير من الحصار.
- الإنسان الراضي بقدره لا يعرف الخراب.
- من لا يرضى بالقليل لا يرضى أبدا.
- القناعة هي الاكتفاء بالموجود وترك الشوق إلى المفقود.
- بالنسبة للملذات القناعة ليست سوى وسيلة.
- القناعة لا تُعارض الطموح، القناعة هي حدود الممكن للطموح.
- من قنع شبع.
- إن في القنوع لسعة وإن في الاقتصاد لبلغة وإن في الزهد لراحة ولكل عمل أجر وكل آت قريب.
- القناعة تفوق الغنى.
- توفر القناعة لصاحبها الوقت الكافي للتمتع بالحياة.
- وذو القناعة راض من معيشته.. وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان.
- القناعة تعني نقصًا معينًا في الفضول.
أحاديث نبوية في القناعة والتعفف
- عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن يَتقبَّلُ لي بواحدةٍ أتقبَّلُ له بالجنَّةِ؟ قال: قُلتُ: أنا يا رسولَ اللهِ، قال: لا تَسأَلِ النَّاسَ شيئًا، قال: فربَّما سَقَطَ سَوطُ ثَوبانَ وهو على البَعيرِ، فما يَسأَلُ أحدًا أنْ يُناوِلَه حتى يَنزِلَ إليه فيَأخُذَه).[١]
- عن حكيم بن حزام قال: سألْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ المالِ فأَلْحَفْتُ، فقال: (يا حكيمُ، ما أَنكَرَ مَسألتَكَ! يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلْوةٌ، وإنَّما هو مع ذلك أَوْساخُ أيدي الناسِ، ويَدُ اللهِ فَوْقَ يدِ المُعْطي، ويَدُ المُعطِي فَوْقَ يدِ المُعطَى، وأَسفَلُ الأيدي يدُ المُعطَى).[٢]
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عائشةُ من أعطاك عطاءً من غيرِ مسألةٍ فاقبليه فإنَّما هو رزقٌ عرضه اللهُ إليك).[٣]
- عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ هذهِ المسَائلَ كَدٌّ يكُدُّ بها الرجلُ وجهَه إلا أن يسألَ سلطانًا أو في أمرٍ لا بدَّ منه).[٤]
- عن سعد بن وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكَ باليأْسِ ممّا في أيْدِي الناسِ، فإنه الغِنَى، وإيّاكَ والطّمَعَ، فإنه الفقْرُ الحاضِرُ، وصلّ صلاتكَ وأنت مودّعُ، وإيّاكَ وما يُعْتذرُ منهُ).[٥]
- عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلوا اللهَ من فضلِه فإنَّ اللهَ يحبُّ أن يُسألَ وأفضلُ العبادةِ انتظارُ الفرجِ).[٦]
شعر عن القناعة والتعفف
- أفادتني القناعة كل عز
- وهل عز أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال
- وصير بعدها التقوى بضاعة
تحز ربحا وتغنى عن بخل
- وتنعم في الجنان بصبر ساعة
- إذا المرء لم يرض ما أمكنه
- ولم يأت من أمره أحسنه
وأعجب بالعجب فاقتاده
- وتاه به التيه فاستحسنه
فدعه فقد ساء تدبيره
- سيضحك يوما ويبكي سنه
- رأيت القناعة رأس الغنى
- فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه
- ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم
- أمر على الناس شبه الملك
- لا هطل الغيث بدار الألى
- ليس بهم راض ولا قانع
الشر في أبياتهم لابث
- والخير فيما بينهم ضائع
من يشتري مني جواري لهم
- فإنني اليوم له بائع
- لا تقنعن ومطلب لك ممكن
- فإذا تضايقت المطالب فاقنع
وإذا حرصت فألق ستر قناعة
- من دون حرصك لا تلج فتطبع
ومن المروءة قانع ذو همة
- يسعى لها فإذا نبت لم يقلع
ما كنت إمعة ولكن همة
- تأبى الهوان وفسحة في المنجع
المراجع
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:22423.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن حكيم بن حزام، الصفحة أو الرقم:15321.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2/50.
- ↑ رواه ابن جرير الطبري، في مسند عمر، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:1/15 .
- ↑ رواه سعد بن أبي وقاص، في المقاصد الحسنة، عن السخاوي، الصفحة أو الرقم:166.
- ↑ رواه محمد المناوي ، في تخريج أحاديث المصابيح، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2/256.