رضيع متلازمة داون

كتابة:
رضيع متلازمة داون

متلازمة داون

تحتوي كروموسومات الجسم على مئات أو حتى الآلاف من الجينات التي تحمل المعلومات الخاصّة بسمات الشخص من خصائص أو ميزات منقولة من الوالدين، ويرث الطفل 23 كروموسومًا من الأم، و23 كروموسومًا من الأب بمعدل 46 كروموسومًا، ويُولد الشخص بكروموسوم إضافي على الكروموسوم رقم 21، وهي حالة مرضية تُعرَف بمتلازمة داون، أو التثلّث الصّبغي 21، ممّا يُسبب حدوث تأخير في تطوّر الطفل من الناحية الجسمية والعقلية، وهذه التغييرات تختلف بين الأطفال المصابين به، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يُكشَف عن السبب الحقيقي وراء هذه المتلازمة إلا أنّ العلماء على علم بأنّ نسبة الإصابة تزداد لدى حمل المرأة بعمر 35 سنة وما فوق، كما أنّه لا تجرى الوقاية من هذا الخطأ لكن يُكشَف عنه قبل ولادة الطفل.[١]


رضيع متلازمة داون

مثله مثل أيّ رضيع يحتاج إلى الرضاعة، واللبس، والتحدث معه واللعب، وحبه؛ إذ يمتلك العواطف والحالات المزاجية ذاتها للأطفال الآخرين، ويحب اللعب وتعلم كل ما هو جديد والاستمتاع بالحياة، وعلى الأم رعايته وتوفير الفرص له لأداء كل ما يحب، والحصول على المزيد من التجارب الإيجابية مع أشخاص وأماكن جديدة، ومن المهم أيضًا الانتباه إلى تطورَيه البدني والفكري؛ إذ قد يعاني من بعض المشكلات الصحية التي تحتاج إلى رعاية أكبر.[٢]

وأطفال متلازمة داون هم أكثر عرضة للإصابة ببعض المشكلات الصحية التي تتضمن:[٢]

  • مشكلات في الرضاعة، الرضاعة الطبيعية مهمة جدًا لجميع الأطفال، لكن أطفال متلازمة داون قد يحتاجون إلى وقت أطول لتعلم كيفية الرضاعة الطبيعية، وقد تفيد استشارة الطبيب أو أخصائي تغذية في تقديم بعض النصائح والتدريب بهذا الخصوص.
  • عيوب خلقية في القلب، وقد تتطلب بعض مشكلات القلب إجراء عملية جراحية خلال السنة الأولى من عمر الطفل بعد تحويله إلى طبيب القلب.
  • مشكلات في السمع، بعض الأطفال قد يعانون من ضعف جزئي في السمع؛ إذ تكون الأنابيب السمعية أصغر لديهم ممّا يُسبب تراكم السوائل، فقد يحتاج الطبيب إلى تخفيف هذه السوائل، وبعضهم يعانون من تلف في الأعصاب، ممّا يُسبب فقدان سمع وقد يحتاجون إلى استعمال الأدوات المساعدة في السمع، وقد يؤدي ضعف السمع عند الطفل إلى تأخر الكلام عنده.
  • مشكلات في الرؤية، قد يتضمن ذلك؛ إعتام عدسة العين، أو غيرها من مشكلات العين التي تتطلب استخدام نظارات.
  • مشكلات أقل حدوثًا، مثل؛ خلع الورك، وأمراض الغدة الدرقية، وانسداد معوي عند الولادة يتطلب جراحة، وسرطان الدم في مرحلة الطفولة، وفقر الدم عندما تكون خلايا الدم الحمراء غير قادرة على حمل ما يكفي من الأكسجين إلى الجسم، ونقص الحديد عندما لا تحتوي خلايا الدم الحمراء ما يكفي من الحديد.

عند العلم أول مرة بأن الطفل يعاني من متلازمة داون قد تشعر الأم والأب بالحزن، وخيبة الأمل، والغضب، والإحباط، وخوف بشأن المستقبل، وكل هذه مشاعر طبيعية قد يفيد عندها التحدث إلى أولياء أمور الحالة ذاتها، أو طبيب أسرة، أو مجموعات دعم لتلقي المشورة والحصول على معلومات إضافية.

كذلك يجب العلم بأنّ كل 100 من الأزواج الذين لديهم طفل مصاب واحد منهم يكون لديه طفل آخر مصاب، فإذا كانت عند الأزواج الرغبة في إنجاب المزيد فعليهم التحدث إلى الطبيب، وقد يحتاجون عمل خريطة جينية.[٢]


أعراض متلازمة داون

قد تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، لكنّ بعض السمات العامة قد تكون عند أغلبهم، وأهم السمات الجسدية على الوجه أن تكون عندهم:[٣]

  • عيون تشبه اللوز.
  • تفلطح في الرأس وصغر حجمه، خاصة الأنف.
  • آذان صغيرة.
  • بقع صغيرة بيضاء في الجزء الملون من العيون.
  • لسان ملتصق بالفم.
  • أيدي صغيرة.
  • أقدام صغيرة.
  • أصابع قصيرة مع تجعدات في راحة اليد.
  • رقبة قصيرة.
  • قصر في القامة للأطفال والكبار.
  • ضعف في العضلات، ومفاصل مرنة.

يكون الأطفال المصابون بمتلازمة داون عند الولادة بحجم الأطفال الآخرين، لكنّ نموهم يكون أبطأ؛ لأنّ نمو العضلات لديهم أقلّ، وقد يعانون صعوبة في رفع رؤوسهم، لكن هذه الأعراض تخف تدريجيًا مع مرور الوقت، أمّا عن الأعراض العقلية؛ فمتلازمة داون تؤثر في التفكير، والفهم، والتواصل الاجتماعي.

غالبًا ما يحتاج الأطفال المصابون إلى وقت أطول لإتقان الزحف، والمشي، والكلام، ومع مرور الوقت قد يحتاجون المزيد من الوقت لقدرتهم على ارتداء الملابس، واستخدام المرحاض بأنفسهم، كذلك قد يكونون في حاجة أكبر إلى المساعدة في تعلم القراءة والكتابة، كذلك قد يكون عند بعضهم مشكلات سلوكية، مثل؛ قلة الانتباه، أو الهوس بأشياء معينة، وصعوبة في التواصل مع الآخرين، والسيطرة على مشاعرهم عند الشعور بالحزن والإحباط.[٣]

وعند الأكبر سنًا قد تكون لديهم القدرة على اتخاذ العديد من القرارات، لكن قد يحتاجون إلى المساعدة بالأمور التي يعتقدون أنها أكثر تعقيدًا، وقد يستطيع بعضهم إكمال حياته الجامعية بينما يحتاج بعضهم إلى الرعاية اليومية.[٣]


التعامل مع أطفال متلازمة داون

يمكن اتباع بعض الطُّرُق التي تُسهم في تسهيل عملية تطوّر الطفل المصاب بمتلازمة داون وتعليمه، ويوضّح بعضها فيما يأتي:[٤]

  • التحدث عن الأشياء التي ينظر إليها الطفل وتثير اهتمامه، وتسميتها.
  • إعطاء الفرصة للطفل للاختلاط مع أطفال آخرين.
  • تعليم الطفل كلمات جديدة من خلال اللعب، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بمدرس أو مختصّ في ذلك.
  • تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه قدر الإمكان، ذلك من ناحية تناول الطعام، وارتداء الملابس، وتنظيف الأسنان، والذهاب إلى دورة المياه، والاستعداد للنوم بنفسه.
  • إجراء الفحوصات الدورية التي تتضمن ما يأتي:
    • فحص السمع والرؤية.
    • قياس الوزن والطول.
    • التحقق من وجود أيّ علامات على مشكلات في القلب.
    • التحقق من مشكلات الغدة الدرقية عبر اختبار الدم.
  • استخدام الألعاب لمساعدة الطفل في التعلم، ذلك من خلال تشجيع الطفل على الحركة لكي يصل إلى الألعاب.
  • التعامل مع مختصين بمتلازمة داون؛ إذ تُقدّم بعض الخدمات التي تُسهم في مساعدة الطفل في النمو، مثل؛ برامج التعليم المنزلية، والعلاج الفيزيائي، وعلاج الحديث واللغة.


مضاعفات متلازمة داون

توجد جملة من المضاعفات التي يتعرض لها المصاب بمتلازمة داون، ومنها:[٥]

  • الإصابة بالداء القلبي الخَلقي.
  • مشكلات في جهاز الهضم، مثل؛ رتق الاثنا عشر، ورتق الشّرج، ومرض هرشسبرونج، إضافة إلى احتمالية الإصابة بداء الارتداد المعدي المريئي، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بـذات الرئة.
  • الإصابة ببعض أمراض العين، مثل؛ قصر النظر، واللاَبُؤْرِيّة، والحَوَل، وغيرها من الأمراض المتعلّقة بالعين.
  • تعرّض الأطفال للعدوى بشكل أكير.
  • الإصابة بـالتهاب الأذن بشكل متكرر نتيجة البنية غير الطبيعية للوجه.
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان الدم.
  • زيادة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل؛ السكري من النوع الأول، وقصور الغدة الدرقية.


المراجع

  1. "Down Syndrome", kidshealth.org,9-2015، Retrieved 18-6-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Caring for a Baby Who Has Down Syndrome", familydoctor, Retrieved 17-3-2019.
  3. ^ أ ب ت "What Are the Symptoms of Down Syndrome?", webmd, Retrieved 17-3-2019.
  4. "Down's syndrome", www.nhs.uk,30-4-2017، Retrieved 26-6-2019. Edited.
  5. Benjamin Wedro (17-10-2018), "Down Syndrome"، www.medicinenet.com, Retrieved 26-6-2019.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×