رفع الصناديق الثقيلة من شأنه أن يثير عرق النسا

كتابة:
رفع الصناديق الثقيلة من شأنه أن يثير عرق النسا

عمري 33 عامًا، وقد تم تشخيص إصابتي بعرق النسا، أواجه حاليًا صعوبة في الجلوس على مكتبي لأداء وظيفتي، كما أستيقظ أحيانًا من شدة الألم أثناء الليل، فهل يمكن أن يكون سبب إثارة عرق النسا رفعي لصناديق ثقيلة أثناء رحيلي لمنزل آخر؟

إن الإصابة بعرق النساء (Sciatica) تعني وجود شيء يضغط أو يهيج أو يسبب تلف العصب الوركي.

والعصب الوركي هو أطول عصب في جسم الإنسان، وهو هيكل معقد من الأعصاب، يتكون من حزمتين مختلفتين من الأعصاب والأعصاب المتفرعة وجذور الأعصاب المتعددة. ينشأ العصب الوركي في أسفل الظهر، وينتهي عند كعب القدم، حيث ينتقل من خلال الحوض والأرداف، مرورًا بالجزء الخلفي من كل ساق، حتى يصل إلى كعب القدم اليمنى واليسرى. وفي الحقيقة يلعب هذا العصب دورًا مهمًا في الوقوف والمشي، إذ يساعد على تنشيط المجموعات العضلية التي نستخدمها لهذه الغاية، كما يساهم في الإحساس بأجزاء الجسم التي يمر بها، وهذا هو السبب وراء شعور مرضى عرق النسا بالتنميل بالإضافة للألم والالتهاب.

لذلك من المحتمل أن يكون رفع الصناديق الثقيلة هو السبب في إثارة عرق النسا، إذ يمكن أن يسبب رفع الأوزان الثقيلة بطريقة غير صحيحة حدوث انتفاخ (Bulging) في القرص أو انفتاق (Herniated)، أو انحراف (Misaligned) في العمود الفقري، وهذا بدوره يشكل ضغطًا على العصب الوركي (يعد هذا سببًا رئيسيًا للإصابة بعرق النسا)، ومن الأسباب الأخرى المحتملة وراء الإصابة بعرق النسا حالة تعرف بتضيق القناة الشوكية (Spinal stenosis)، وهي حالة تسبب تضيق وتشنج العضلات المسؤولة عن استقرار العمود الفقري، وبالتالي حدوث ضرر في هيكل العمود الفقري.

وفي الحقيقة يُعتقد أن العوامل الآتية تزيد من خطر الإصابة بعرق النسا: الحمل، وزيادة الوزن، والإصابة بالسكري، وعدم الحركة، والنزول المفاجئ أثناء الجلوس. أما فيما يتعلق بالأعراض المرافقة لعرق النسا، فتشمل ما يأتي:

  • الشعور بألم حاد ومفاجئ في الأرداف، أو في مؤخرة الساق، أو على طول ربلة الساق الخارجية.
  • الشعور بخدران ووخز وتنميل في الساق أو القدم.
  • الإصابة بضعف عضلي في الساق أو الكاحل أو القدم.
  • كما يواجه معظم المرضى صعوبة في الوقوف، ويلاحظون أن حدة الألم تخف أثناء الاستلقاء، وفي بعض الحالات يلاحظ المرضى أن الأعراض تخف قليلًا عند المشي.

أما فيما يتعلق بالعلاج، فتعد الأدوية هي خط الدفاع الأول، إذ يتم وصف مجموعة من الأدوية للتقليل من الالتهاب، والتخفيف من الألم وتقلصات العضلات، وبمجرد السيطرة على الألم والأعراض الأخرى يتم إحالة المرضى للمعالجة الفيزيائية لممارسة بعض التمارين المناسبة، وفي حالات نادرة يحتاج بعض المرضى للخضوع لجراحة لتخفيف الضغط الواقع على العصب.

ومن الضروري أن تعرف أن تقويم العمود الفقري (Spinal manipulation) قد يكون مفيدًا وآمنًا في علاج عرق النسا، إذ يساهم في التخفيف من الألم، ويمكن أن يخفف من مشاكل محاذاة العمود الفقري التي تسببت في حدوث المشكلة من الأساس، ولكن من الضروري الخضوع لهذا العلاج عند أخصائي تقويم عظام متخصص في عرق النسا بعد أخذ موافقة طبيبك على الخضوع لهذا النوع من العلاج.

وفي النهاية، ننصحك بتجنب رفع الأشياء الثقيلة، والحفاظ على وضعية جيدة وخاصة عند قضاء ساعات طويلة على المكتب.

 

مصدر هذا المحتوى من:

UCLA Health

UCLA Health MENA

3309 مشاهدة
للأعلى للسفل
×