محتويات
يتطلب الزواج التفاهم والصحة النفسية لضمان استمراره ونجاحه، ولكن ما التحديات والعوائق في حال زواج مريض ثنائي القطب؟ وكيف يمكن فهم سلوك الشريك؟ الإجابة في هذا المقال.
اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) هو مرض نفسي خطير له تأثير على السلوك والعلاقات وغيرها، يسبب تغيرات شديدة في المزاج تتراوح بين القوة والتهور ومن ثم إلى الغضب والحزن والبكاء وغيرها.
ولكن ما حيثيات زواج مريض ثنائي القطب؟ وما التحديات والتوقعات؟
زواج مريض ثنائي القطب: فهم سلوك الشريك
وفق دراسة تدرس العلاقة بين الزواج والصحة النفسية، تبين أن الزواج يمكن أن يفاقم المرض النفسي وانتكاسه، كما أن الأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية لديهم معدلات أعلى من الخلافات الزوجية والانفصال والطلاق، كما أن متلقي الأدوية النفسية معرضون للإصابة بالعجز الجنسي، لذا من المهم فهم سلوك الشريك وتقديم الدعم اللازم، حيث من الممكن أن يؤدي الزواج الناجح إلى تحسن شامل في جميع نواحي الأمراض النفسية.
تعتبر التقلبات المزاجية أمر طبيعي في العلاقات الزوجية، ولكن تصبح هذه التقلبات مشكلة في حال زواج مريض ثنائي القطب، كما يكون من الصعب توقّع تصرفات شريكك وردات فعله، مما يسبب التعب والإرهاق للزوجين، لذا من الضروري فهم سبب تصرفات مريض ثنائي القطب من أجل تقديم الدعم اللازم والحرص على إنجاح الزواج والحصول على علاقة صحية ومستقرة.
لذا قبل الإقدام على زواج مريض ثنائي القطب من الضروري دراسة حيثيات المرض، وفهم أن التقلبات المزاجية الشديدة هي سمة هذا المرض، فقد ينتقل المريض من حالة البهجة والنشاط والهوس إلى نوبات الاكتئاب، كما قد يكون هذا المرض وراثيًا رغم أن سببه غير معروف، إلا أنه يمكن التعايش معه وإدارته عن طريق المداومة على أخذ العلاجات.
زواج مريض ثنائي القطب: التحديات والتوقعات
يواجه جميع الأزواج التحديات والعوائق، ولكن في حال زواج مريض ثنائي القطب قد تواجه تحديات مختلفة، من هذه التحديات:
1. تغيرات في الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية
في العادة يرغب الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب في ممارسة العلاقة الزوجية بشكل متكرر خلال مراحل الهوس، قد تلاحظ رغبة شريكك في ممارسة العلاقة الزوجية بشكل أكثر من المعتاد، أو قد ينحرف سلوكه لممارسات جنسية خاطئة خارج نطاق الزواج.
وعلى النقيض تمامًا خلال فترة الاكتئاب قد يتجنب الشريك ممارسة العلاقة الزوجية بشكل تام، كما يمكن للأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب ثنائي القطب أن تقلل من الرغبة الجنسية.
2. صعوبة الحصول على عمل دائم
قبل الإقدام على زواج مريض ثنائي القطب، من المهم معرفة أن المرض يؤثر على قدرة الشريك على العمل، كما تؤدي الضغوطات في العمل إلى تفاقم أعراض المرض، لذا قد يتوجب عليك تقديم الدعم المالي إلى جانب الدعم النفسي.
3. مشكلات متعلقة الأبوة والأمومة
من الممكن أن يسبب الإرهاق والضغوطات المرتبطة بالأبوة والأمومة إلى إثارة نوبات الهوس والاكتئاب عند مريض ثنائي القطب، كما قد يؤثر سلوك أحد الأبوين المصاب بالاضطراب على استقرار العائلة، حيث أنه قد يسبب الخوف والحيرة عند الأطفال.
لذا من الضروري تقديم الدعم للشريك والحرص على حصوله على العلاج والسيطرة على الأعراض من أجل توفير جو من الاستقرار في العائلة.
أعراض تدل على إصابة الشريك باضطراب ثنائي القطب
في كثير من الأحيان لا يعرف الشخص أنه مصاب باضطراب ثنائي القطب، وقد يبقى دون تشخيص وعلاج لسنوات عديدة، مما قد يسبب التوتر وعدم الاستقرار بين الزوجين.
في حال لاحظت على شريكك أنه يعاني من فترات حزن وقلق شديدين، ومن ثم فترات تتسم بالنشاط الشديد والإثارة، فقد يكون مصابًا باضطراب ثنائي القطب، فيما يلي قائمة بالسلوكيات المرتبطة بالمرض، راجع الطبيب في حال ملاحظة أي منها على شريكك:
- سرعة في الكلام.
- التصرف بدون تركيز.
- ثقة بالنفس وتفاؤل شديدين.
- القيام بسلوكيات متهورة.
- الأوهام وتبني أفكار ومعتقدات غير صحيحة.
- الهلوسة.
- ضعف في اتخاذ القرارات أو اتخاذ قرارات متهورة.
ضرورة التفاهم بين الشريكين
في النهاية يمكنك تحصيل حياة زوجية سعيدة في حالة زواج مريض ثنائي القطب، وذلك في حال دعم الشريك والاستمرار على العلاج، كما من الضروري حماية نفسك من أنواع الإساءة المختلفة التي قد تتعرض لها في حال رفض شريكك العلاج، مثل: الإساءة النفسية، والجسدية، والعاطفية، والاستغلال المادي.
كما تذكر دائمًا أن المصاب باضطراب ثنائي القطب لا يتحكم بشكل مباشر في معظم السلوكيات الصادرة منه، وذلك لتأثرهم بتوازن أو اختلال المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ.