زوج شجرة الدر

كتابة:
زوج شجرة الدر

من هي شجرة الدر

تعود أصول شجرة الدر إلى الأتراك وهناك آراء تقول أنها من الأرمن، لكن بالرغم من تضارب الأقوال إلًّا أنّ عصمة الدين أم خليل وهي شجرة الدر، كان لها دور مهم في الدولة الأيوبيّة والدولة المملوكية، وما حققته شجرة الدر كان دليل على مكانة المرأة عبر التاريخ، حيث كان له دور في السياسة والحرب، وهذا يدل على أنَّ المرأة لم يقتصر عملها فقط في المنزل بل كان لها صولة وجولة في أرجاء الدولة، وكان زوج شجرة الدر هو السلطان الأيوبيّ الصالح نجم الدين أيّوب، من ثم كان زوج شجرة الدر الآخر هو السلطان المملوكي عز الدين أيبك، وبهذا يكون لها دور في كلتا الدولتين الأيوبية والمملوكية.[١]

زوج شجرة الدر

عندما يُطرح سؤال من هو زوج شجرة الدر، ستكون هناك إجابتين هما: الصالح نجم الدين، عز الدين أيبك، بمهارةٍ كبيرة من عصمة الدين فقد تحوّلت من جارية إلى سلطانة، فقد كانت شجرة الدر جارية عند السلطان الأيوبيّ الصالح نجم الدين أيّوب، وكان الذكاء عامل مهم إلى جانب الجمال، الأمر الذي دفع السلطان الأيوبيّ الصالح نجم الدين أيوب أن يحررها ويتزوجها، لتتحوّل من دور الجارية إلى دور زوجة صاحب عرش الدولة الأيوبيّة، وقد كانت شجرة الدر صاحبة رأي مهم بالنسبة لزوجها السلطان الصالح، فقد أمدته بالعزيمة حتى يستلم عرش الدولة الأيوبيّة، وقد أنجبت شجرة الدر طفل واسمه خليل لكنه ما لبث أن توفي، وكان الصالح نجم الدين أيّوب سلطان الدولة الأيوبية هو من أطلق على عصمة الدين لقب شجرة الدر، وقد ذكرت المصادر أنّه أحبها كثيرًا، وقد كان زوج شجرة الدر الأول.[١]

علاقة شجرة الدر بالمماليك

علاقة المماليك بشجرة الدر لم تكن عبارة عن صدفة، فقد كان للمماليك ارتباط وثيق بالصالح نجم الدين زوج شجرة الدر، وكان الصالح نجم الدين يفضل المماليك لأنهم مخلصين له[١]، وكان المماليك يجلبون إلى الدولة وهم أطفال صغار يتم تربيتهم وتعليمهم المبادئ الإسلامية واللغة العربية، وأمور القتال الأمر الذي جعلهم من المُقربين بالنسبة للسلاطين، لأنهم يحملون معاني الوفاء لمن قام بتربيتهم، وكانوا أيضًا يتدربون في المدارس العسكريّة حتى يبلغوا سن الرشد الذي يؤهلهم للقتال، ولم تكن معاملتهم وضيعة على أنهم عبيد بل كانت معاملتهم ليّنة وهذا يتضح من خلال ما تم توفيره لهم من عناية وتربية، وقد كان لهم دور سياسي خصوصًا بعد وفاة زوج شجرة الدر السلطان الصالح نجم الدين أيّوب، وقد برز من الظاهر بيبرس وعز الدين أيبك وقطز، وهم من اختاروا شجرة الدر لتحكم البلاد بعد توران شاه ابن زوج شجرة الدر السلطان الصالح نجم الدين أيّوب.[٢]

حكم شجرة الدر

كانت وفاة زوج شجرة الدر السلطان الأيوبيّ الصالح نجم الدين لها أثر كبير في تصرّف شجرة الدر الحكيم، فقد كانت البلاد تواجه حربًا مع الصليبين، الأمر الذي دفع شجرة الدر إخفاء خبر الوفاة حتى لا تضعف عزيمة الجند في مواجهة الصليبيين، وقامت بمراسلة توران شاه وهو ابن زوج شجرة الدر السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وبالفعل جاء توران شاه واستلم الحكم، إلّا أنّه أساء معاملة المماليك الأوفياء الذين خدموا الدولة في عهد أبيه زوج شجرة الدر السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وأيضًا أساء معاملة شجرة الدر نفسها، الأمر الذي أجمع رأي المماليك وشجرة الدر على قتل توران شاه.[٣]

وبعد مقتل توران شاه ابن زوج شجرة الدر أجمع المماليك على تولية شجرة الدر الحكم، وذلك لأنهم مخلصين العهد إلى من رباهم وهو زوج شجرة الدر السلطان الصالح نجم الدين أيّوب، وبالفعل تولّت شجرة الدر الحكم عام 648هـ، لكن لم يكن توليتها يروق الخلافة العباسيّة القائمة في ذلك الوقت، وكان هناك رفض كبير في أن تكون السلطانة شجرة الدر المستعصمية الصالحية هي حاكمة الدولة، وقد جاء الرفض من قبل الخليفة العباسي المستعصم بالله، وبهذا تكون امرأة الصالح نجم الدين أيّوب زوج شجرة الدر قد حكمت ما يقارب 80 يوم، وقد تنازلت عن الحكم لأحد المماليك، لكن بفطنة منها تزوجت من عز الدين أيبك أحد قادة المماليك ثم تنازلت له عن الحكم، وقد مارست التدخلات السياسية من خلف الستار وذلك بتوجيهاتها لعز الدين أيبك[٣]، وقد كان عز الدين أيبك زوج شجرة الدر الثاني، وهو أوّل مملوكي يستلم حكم الدولة ليبدأ عصر المماليك عام 648هـ، وكان له من الألقاب الملك المُعزّ عز الدين أيبك، وقد وطّد أركان دولته وبرز في عهده قطز الذي هزم المغول في معركة عين جالوت.[٤]

وفاة شجرة الدر

بعد أن تحوّلت من جارية إلى سلطانة في عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب زوج شجرة الدر، وبعد أن حمت الدولة من الضياع بعد وفاته، كان زواجها الثاني من الملك المعز عز الدين أيبك هو الحدث الفاصل في حياتها، فقد أراد الملك المُعزّ زوج شجرة الدر ان يتزوج ابنة الملك بدر الدين لؤلؤ، وعندما اكتشفت شجرة الدر الأمر فكرت في أن تتخلص من زوجها الملك المعز، فقامت بدعوته إلى قصرها واستقبلته بوجهٍ بشوش، وقامت بقتله عن طريق خدمها وهو يستحم، وقد أُلقي القبض عليها وسجنت، وكان هناك تدخل من زوجة الملك المعز الأولى التي أرادت أن يتم قتل شجرة الدر على يد ابنها، وهناك بعض الروايات التاريخية تؤكد وفاة السلطانة شجرة الدر رميًا بالأحذية عن طريق الجواري، وهذه هي سيرة شجرة الدر زوجة السلاطبن.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "شجر الدر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
  2. "دولة المماليك البحرية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "شجرة الدر سلطانة المماليك"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
  4. "عز الدين أيبك الملك المعز"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-07-2019. بتصرّف.
3054 مشاهدة
للأعلى للسفل
×