زيد بن ثابت

كتابة:
زيد بن ثابت

التعريف بزيد بن ثابت

هو زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لُوْذَانَ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ عَوْفٍ بنِ غَنْمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَةَ، وقيل إنّ له كُنيتين وهما: أبو سعيد، وأبو خارجة، ووُلد له من الأبناء ما يأتي: إبراهيم، وعبد الرحمن، ومحمد، وأمّ الحسن.[١]

علم زيد بن ثابت بالفرائض وفتواه

اختصّ الصحابي الجليل زيد بتبحُّره بعلم يُساوي نصف العلم، وهو علم المواريث والفرائض؛ لأنّ العلم ينقسم إلى علم الأحياء وعلم الأموات، وعلم المواريث مُتعلِّق بالقسم الثاني، وعلم الفرائض مُتعلِّق ببعض علم الأحياء، وقيل عن علم الفرائض إنّه أوّل علم يُنزع من الأمّة، ويعمّ الجهل فيه.[٢]

وقد كان الصّحابي الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنه- مُنقطعًا في تعلّم علم المواريث والفرائض حتى أتقنَه، وكان حريصًا على كتابتها، إذ قيل: لولا كتابته -رضي الله عنه- لها لضاعت عن التّدوين.[٢]

كتابة زيد بن ثابت للوحي في عهد الرسول

كان الصحابي الجليل زيد بن ثابت من الصّحابة الذين تعلّموا الكتابة من أسرى قُريش في معركة بدر، حيث كان ذلك لمن لم يستطع منهم أن يَفدي نفسه بالمال، وكان عمره وقتئذٍ لا يتجاوز الثانية عشرة عامًا، ولأهليّته في الكتابة كانت سببًا في تولّيه مهمة كتابة الوحي، على الرغم من صِغَر سنّه، إذ كان مَوضع ثقة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣]

وكان زيد -رضي الله عنه- أكثر الصحابة بكتابة الوحي وأكثرهم كتابةً للرسائل أيضاً، وقيل إنّه ممّن كان يكتب الوحي: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، فإن غابا جاء زيد بن ثابت وأُبيّ بن كعب -رضي الله عنهم-.[٣]

جمع زيد بن ثابت للقرآن في عهد أبي بكر الصديق 

كتب الخليفة أبو بكر الصِّديق إلى زيد بن ثابت خبر استشهاد كبار حُفّاظ القرآن الكريم في معركة اليَمامة، وأورد له اقتراح عمر بن الخطّاب بجمع القرآن الكريم؛ خشية ضياعه، ولبيان مدى انشراح صدره لرأي عمر، وبيّن له بأنه -أي زيد بن ثابت- من ثِقات الحفّاظ لكتاب الله، فأمره بأن يتتبّعَ ما عند الصّحابة من صُحف من القرآن الكريم ليجمعَها في مكان واحد.[٤]

وقد تردّد زيد بن ثابت -رضي الله عنه- في ما طُلب منه؛ لثِقَل الأمانة، ولعدم فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا من قبل، فعاود أبو بكر مراجعة زيد بن ثابت مرارًا، حتى دخل القبول في صدر زيد بن ثابت -رضي الله عنه-.[٤]

استخلاف زيد بن ثابت على الشام

كان الخليفة عمر بن الخطّاب يستخلف زيدَ بن ثابت -رضي الله عنهما- عند خروجه للحجّ، فقد استخلفه ثلاث مرات؛ مرّتين في خروجه للحج، ومرة عند خروجه إلى الشام، وكذلك كان الخليفة عثمان بن عفان يستخلف زيداً عند خروجه للحج -رضي الله عنهم-.[٥]

وفاة زيد بن ثابت

تُوفّي زيد بن ثابت قبل غروب الشّمس، وكان رأي الأنصار أن يُدفن في الصّباح، على عكس رأي زيد بن خارجة الذي رأى أن يُدفن قبل الصّباح، وتمّ تغسيله بالماء، ثم بالسِّدر، ثم بالكافور، وتم تكفينه بثلاثة أثواب، وقيل إنّه تُوفّي في سنة خمس وأربعين للهجرة، وقيل في سنة خمس وخمسين للهجرة.[٦]

المراجع

  1. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 67. بتصرّف.
  2. ^ أ ب صفوان داوودي، زيد بن ثابت، صفحة 31-35. بتصرّف.
  3. ^ أ ب صفوان داوودي، زيد بن ثابت، صفحة 69-72. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد معبد، كتاب نفحات من علوم القرآن، صفحة 22. بتصرّف.
  5. ابن عبدالبر، كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 538. بتصرّف.
  6. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 122. بتصرّف.
4080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×