سبب ألم الظهر بعد الدورة

كتابة:
سبب ألم الظهر بعد الدورة


ما علاقة ألم الظهر بالدورة الشهرية؟

يمكن أن تعاني المرأة من العديد من الأعراض عند اقتراب موعد الدورة الشهرية، ومن أبرز هذه الأعراض الشعور بالألم في الظهر، وغالبًا في الجزء السفلي منه، وتتراوح شدته ما بين الألم الخفيف المحتمل إلى الألم الشديد الذي قد يتداخل مع قدرة المرأة على ممارسة أنشطتها اليومية، وغالبًا ما يبدأ الشعور بالألم قبل موعد الحيض بأيامٍ قليلة ليصبح أخف تدريجيًا مع نزول الحيض وانتهائه، ولكن في بعض الحالات قد يستمر الألم لوقتٍ أطول، أمّا عن علاقة ألم الظهر بالدورة الشهرية فالتقلبات الهرمونية في فترة الحيض تلعبُ الدور الرئيسي فيها، فغالبًا ما يؤثر الحيض على إنتاج الكولاجين، مما يؤدي إلى تراخي أربطة الظهر لتسبب آلام الظهر، كما أنَّ مركبات البروستجلاندين (Prostaglandins) التي تنتجها بطانة الرحم لتساعد في انقباضه وانسلاخ بطانته تسبب آلام أسفل البطن وأسفل الظهر، ومع أنَّ الألم غالبًا ما ينتهي بعد الدورة إلا أنه قد يستمر بعد انتهائها لأسبابٍ عديدة، وهذا ما سيتم الحديث عنه. [١]


ما سبب ألم الظهر الذي يستمر بعد الدورة الشهرية؟

على الرغم من أنَّ معظم السيدات يعانين من ألم الظهر قبل موعد الدورة الشهرية، إلا أنّ البعض الآخر قد يستمر الألم لديهنّ بعد الدورة الشهرية أيضًا، وتسمى تقلصات البطن وآلام الظهر التي تستمر بعد الدورة الشهرية بعسر الطمث الثانوي (Secondary Dysmenorrhea)، وهناك العديد من الأسباب المؤدية إلى ألم الظهر الذي يستمر بعد الدورة الشهرية، أبرزها:[٢]


مرض الانتباذ البطني الرحمي

الانتباذ البطني الرحمي المعروف ببطانةالرحم المهاجرة عبارة عن نمو للأنسجة المبطنة للرحم في أماكن أخرى خارج الرحم، مثل المبايض أو قناة فالوب، ويشابه هذا النسيج أنسجة الرحم وينزف خلال الدورة الشهرية، كما أنها تكّون أنسجة ندبية غير طبيعية لتسبب آلام الدورة الشهرية الشديدة وآلام الظهر بعد انتهاء الدورة، وبشكلٍ عام تعدُّ بطانة الرحم المهاجرة من أكثر الأسباب شيوعًا لعسر الطمث الثانوي؛ فهو يصيب ما يقارب 10-15% من جميع النساء اللاتي تتراوح أعمارهم ما بين 15-44 عاماً[٢]، ومن الأعراض الأخرى التي تدل على بطانة الرحم المهاجرة كلًا من:[٣]

  • العقم وتأخر الإنجاب.
  • الشعور بالألم أثناء أو بعد الجماع.
  • النزيف خلال الدورة الشهرية.
  • الشعور بالتقلصات المؤلمة قبل الدورة الشهرية وأثناءها وبعدها، وغالبًا ما يصاحبها الشعور بآلام أسفل الظهر والبطن.
  • الشعور بالانتفاخ والغثيان.
  • الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
  • الشعور بالتعب العام في الجسم.
  • ألم أثناء التبرز أو التبول.


الأورام الليفية

وهي عبارة عن نمو لخلايا غير سرطانية داخل عضلة الرحم أو خارجها أو على جدارها، وعلى الرغم من أن المرأة قد تصاب بها في أي مرحلة عمرية، إلا أنها غالبًا ما تصاب به في المرحلة العمرية ما بين 30-40، وتسبب الأورام الليفية في الرحم العديد من الأعراض أبرزها ألم الظهر الذي يستمر بعد الدورة[٢]، ومن الأعراض الأخرى التي قد تسببها كلًا من:[٣]

  • تكرار الحاجة إلى التبول، أو إيجاد صعوبة في التبول.
  • العقم وتأخر الإنجاب.
  • الإمساك.
  • النزيف غير المنتظم.
  • الشعور بتشنجات مؤلمة في البطن.
  • الحيض الذي يستمر لأيام أكثر من الطبيعي أو الغزير.
  • الشعور بالألم أو الضغط في الحوض.


عُضال غُدّيّ رحميّ

وهي حالة مرضية تنتج عن نمو غير طبيعي للأنسجة في الجدار العضلي للرحم بدلا من أن تنمو في بطانة الرحم، لتسبب آلام الظهر بعد الدورة الشهرية[٢]، ومن الأعراض الأخرى التي قد تسببها:[٣]

  • ملاحظة وجود خثرات وتجلطات دموية في دم الدورة الشهرية.
  • الشعور بتقلصات شديدة وآلام في الحوض أثناء الحيض.
  • الحيض الذي يستمر لأيام أكثر من الطبيعي أو الحيض الغزير.
  • الشعور بالألم أسفل البطن.
  • الشعور بالألم أثناء الجماع.


مرض التهاب الحوض

يصيب التهاب الحوض الأعضاء التناسلية، فيبدأ في الرحم أولًا في معظم الحالات لينتقل إلى باقي أعضاء الجهاز التناسلي فيما بعد لدى بعض النساء، والسبب في الإصابة هو عدوى بكتيرية غير معالجة تنتقل جنسيًا غالبًا، وتسبب الإصابة بالتهاب الحوض ألم الظهر الذي يستمر بعد الدورة ومجموعة من الأعراض الأخرى[٢]، ويتم علاج التهاب الحوض بالمضادات الحيوية المناسبة مع التوقف المؤقت عن ممارسة الجنس، ولأنَّ مرض التهاب الحوض ينتقل جنسيًا غالبًا فيُنصح بفحص كلا الزوجين وعلاجهما معًا؛ لمنع تكرار العدوى فيما بعد، ومن الأعراض الأخرى التي قد تلاحظها المرأة عند الإصابة بالتهاب الحوض:[٣]
  • الشعور بالألم أو النزيف أثناء الجماع.
  • الإفرازات المهبلية الغزيرة أو غير الطبيعية.
  • الحمى وقد يرافقها القشعريرة في بعض الأحيان.
  • الشعور بالألم أسفل البطن أو الحوض.
  • النزيف من الرحم.
  • الشعور بالألم أو صعوبة التبول.


هل تساعد مسكنات مغص الدورة الشهرية على تخفيف ألم الظهر؟

نعم؛ يمكن أن تساعد مسكنات مغص الدورة الشهرية التي لا يحتاج صرفها لوصفة طبية، مثل دواءالإيبوبررفين (Ibuprofen) والكيتوبروفين (Ketoprofen)، والنابروكسين (Naproxen) على تخفيف ألم الظهر؛ وذلك لتداخلها مع عمل البروستجلاندين ومنع تأثيره، مما يساعد على تسكين آلام الدورة الشهرية وتخفيف ألم الظهر، وغالبًا ما تكون الأدوية المسكنة للألم فعّالة أكثر عند تناولها قبل الدورة الشهرية، ويمكن الاستمرار بتناولها طالما هناك الحاجة لها،أما إذا لم تحصل استجابة جيدة بعد تناوله فيمكن تناول نوع آخر من مسكنات مغص الدورة الشهرية؛ فمبدأ عملها في تسكين الألم غالبًا ما يختلف من نوعٍ لآخر، كما يجب التنويه إلى أنَّ هذه الأدوية قد تؤثر على المعدة، ويفضل تناولها مع وجبات الطعام للتقليل من تأثيرها على المعدة، وفي حال وجود مشكلة في الكلى أو المعدة فيجب استشارة الطبيب قبل البدأ بتناولها. [٤]



كيف يتم تشخيص وعلاج ألم الظهر الذي يستمر بعد الدورة الشهرية؟

يبدأ الطبيب التشخيص بأخذ التاريخ المرضي للمصابة والأعراض التي تعاني منها ومنذ متى بدأت، وأي أعراض أخرى ترافق ألم الظهر، مثل عدم انتظام الحيض والألم عند الجماع وطبيعة الإفرازات المهبلية وغيرها من الأعراض، ولتأكيد التشخيص يتم فحص الحوض سريريًا وإجراء فحص الحمل للتأكد من عدم وجود الحمل، وكذلك إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية وتنظير للرحم والبطن، وبناءً على السبب المؤدي لألم الظهر بعد الدورة يتم تحديد العلاج المناسب، ومن طرق وتوصيات العلاج:[٤]

  • العلاج الدوائي، ويشمل مسكنات الألم وأدوية منع الحمل الهرمونية.
  • الجراحة، وغالبًا ما يتم اللجوء إلى الجراحة في حالات الأورام الليفية والأورام الحميدة والانتباذ البطني الرحمي
  • التدابير المنزلية، التي من شأنها أن تخفف من الألم وتشمل تدفئة أسفل البطن والظهر واتباع نظام غذائي نباتي قليل الدسم وغني بالكالسيوم، وممارسة التمارين الرياضية قبل موعد الحيض.

المراجع

  1. "Lower Back Pain During Your Period: Causes, Diagnosis, and Treatment", https://flo.health, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Are Cramps After My Period Normal?", https://www.whattoexpect.com, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What You Should Know About Cramping After Your Period Ends", https://www.healthline.com/, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Menstrual Pain", https://www.webmd.com, Retrieved 2/4/2021. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×