محتويات
ارتفاع التوتر الشرياني
إنّ ارتفاع التوتر الشرياني أو ارتفاع الضغط الشرياني هو حالة مرضية شائعة تؤدّي إلى زيادة الضغط على جدران الشرايين، وهي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب إلى مختلف أنسجة الجسم، وهذه الزيادة تستمر لفترة طويلة تكفي للتأثير على عمل العضلة القلبية وبالتالي إحداث الاختلاطات الصحية في المحصلة كأمراض القلب والشرايين، ومن الممكن أن يصاب الشخص بارتفاع التوتر الشرياني لسنوات دون أن يعلم بذلك، فهو غالبًا ما لا يتظاهر بأعراض واضحة، ولكن هذا لا يعني أنّه لا يؤثر على الشرايين والقلب، ولذلك يُدعى هذا المرض بالقاتل الصامت، وسيتم الحديث في هذا المقال عن سبب ارتفاع الضغط الشرياني وأعراضه وأساليب العلاج المتّبعة. [١]
سبب ارتفاع الضغط
عند الحديث عن سبب ارتفاع الضغط الشرياني أو أسباب الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني بشكل عام، لا بدّ من التطرّق إلى تقسيم هذا المرض إلى قسميه الرئيسين، وهما: ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي أو الأولي، وارتفاع التوتر الشرياني الثانوي؛ فالأساسي هو ما يحصل عند معظم المصابين بهذا المرض، وهو غالبًا ما يُعزى لأسباب مجهولة، بينما يُعرف في ارتفاع التوتر الشرياني الثانوي السبب الذي أدّى إلى حدوثه، وفيما يأتي بعض التفصيل في نوعي ارتفاع التوتر الشرياني: [٢]
سبب ارتفاع الضغط الأولي
غالبًا ما يحدث هذا النوع من ارتفاع الضغط مع مرور الزمن وبدون سبب واضح ومحدّد، ومعظم المصابين بارتفاع الضغط يملكون هذا النوع، ولم يتمّ تحديد الآليات التي تؤدّي إلى رفع التوتر الشرياني بشكل تدريجي بشكل عام، إلّا أنّ هناك بعض العوامل التي يمكن أن تُشارك في حدوث هذا الأمر، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- العوامل الوراثية: بعض الأشخاص مؤهّبون بشكل وراثي لحدوث ارتفاع التوتر الشرياني، وهذا الأمر ربّما يعود إلى الطفرات الوراثية أو الاضطرابات الصبغية الموروثة من الأبوين.
- التغيرات الجسدية: عند حدوث بعض التغيرات الجسدية، يمكن حدوث بعض المشاكل في مختلف مناطق الجسم، على سبيل المثال، من الممكن أن تلعب تغيرات وظيفة الكلية التي تحدث مع مرور السنوات دورًا في اختلال توازن الماء والأملاح، وهذه التغيرات من الممكن أن تؤدّي بالمحصلة إلى رفع التوتر الشرياني.
- العوامل البيئية: من الممكن أن يلعب نمط الحياة غير الصحي كالخيارات غير السليمة فيما يخصّ الحمية الغذائية وقلّة التمارين الرياضية دورًا في زيادة نسبة حدوث ارتفاع التوتر الشرياني، فالبدانة أو زيادة الوزن ترفعان من فرصة امتلاك هذا المرض.
سبب ارتفاع الضغط الثانوي
غالبًا ما يُعزى سبب ارتفاع الضغط الثانوي إلى أسباب واضحة، وهو يحصل بشكل سريع، كما أنّه من الممكن أن يكون أكثر شدّة من ارتفاع الضغط الأولي، ومن الأسباب التي تؤدّي إلى ارتفاع التوتر الشرياني الثانوي بشكل عام ما يأتي:
- أمراض الكليتين.
- متلازمة توقف التنفس أثناء النوم.
- أمراض القلب الولادية.
- مشاكل الغدّة الدرقية.
- التأثيرات الجانبية للأدوية المختلفة.
- تعاطي المخدّرات غير المشروعة.
- شرب الكحول بشكل مزمن أو إدمان الكحول.
- المشاكل المتعلقة بالكظر.
- بعض الأورام الغدّية الصماوية.
أعراض ارتفاع الضغط
بعد الحديث عن سبب ارتفاع الضغط الأولي والثانوي، لا بدّ من ذكر صفات الأعراض المرافقة لهذا المرض، فغالبًا ما لا يلاحظ المريض وجود أيّ عرض عند الإصابة بارتفاع التوتر الشرياني، وبدون أن يُكشف المرض، يمكن أن يؤذي كلًّا من القلب والأوعية الدموية والكليتين ومختلف الأعضاء الأخرى، ولذلك فإنّه من الضروري للغاية قياس التوتر الشرياني بشكل منتظم، وفي حالات نادرة وشديدة، يمكن لارتفاع التوتر الشرياني أن يُحدث مشاكل متعلّقة بالقلق والنوم والتعرّق وتغيرات لون البشرة، إلّا أنّ معظم المصابين لا يبدون أعراضًا واضحة على الإطلاق، ولكن وعند وصول الضغط إلى مستويات عالية جدًا -وذلك فيما يُعرف بأزمة ارتفاع التوتر الشرياني-، فإنّ ذلك يمكن أن يقود إلى أعراض واضحة كالصداع والرعاف. [٣]
اختلاطات ارتفاع الضغط
بغضّ النظر عن سبب ارتفاع الضغط، يمكن لكلا النوعين أن يتسبّب بالعديد من الاختلاطات والمشاكل عند استمراره على المدى البعيد، وغالبًا ما تتضمّن هذه الاختلاطات على مستوى الشرايين بشكل رئيس ما يُعرف بالتصلّب العصيدي، حيث تتجمّع لويحات على جدران الشرايين وتؤدّي إلى تضيّقها، وهذا التضيّق يزيد من خطورة ارتفاع الضغط، حيث يُجبر القلب على ضخّ المزيد من الدم من أجل تحريكه إلى مختلف أنحاء الجسم، وبالإضافة إلى التصلب العصيدي، تتضمّن اختلاطات ارتفاع الضغط ما يأتي: [٣]
- الفشل القلبي والجلطة القلبية.
- الحاجة لبتر أحد الأطراف.
- أمّ الدم، وهي الانتفاخ غير الطبيعي والذي يحصل في جدران الشرايين القابلة للتمطّط.
- السكتة الدماغية.
- الفشل الكلوي.
- مشاكل القدرة البصرية الناجمة عن ارتفاع التوتر الشرياني، والتي يمكن أن تقود إلى العمى.
ولذلك فإنّ الفحص الدوري لضغط الدم يُعدّ ضرورة قصوى عند جميع الأشخاص، خصوصًا من يملكون عوامل الخطر لتطوير هذا المرض، وذلك من أجل البحث الباكر في سبب ارتفاع الضغط والعمل على علاجه بأفضل الطرق الممكنة.
علاج ارتفاع الضغط
يعتمد علاج ارتفاع الضغط بشكل رئيس على القيام بالعديد من التغييرات على مستوى الحياة وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، ويجب العمل مع الطبيب بشكل فعّال من أجل الوصول إلى الخطة العلاجية الأمثل، والتي يمكن أن تتضمّن فقط تغيير نمط الحياة، كتناول الوجبات الصحية والتخفيف من تناول الأطعمة التي ترفع الضغط، بالإضافة إلى القيام بالتمارين الرياضية، فهذه من الأمور التي تكون فعّالة في كثير من الأحيان، ولكن قد يحتاج المريض إلى تناول الأدوية من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب من التوتر الشرياني، كما يمكن أن يحتاج المريض لتناول أكثر من دواء واحد، كما أنّه يجب علاج سبب ارتفاع الضغط الثانوي عند تحديده، فهذا الأمر يمكن أن يحلّ مشكلة ارتفاع الضغط الحاصلة. [٤]
فيديو عن ما هو ارتفاع ضغط الدم وما هي أسبابه
في هذا الفيديو يتحدث أخصائي أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية الدكتور عمرو رشيد عن ما هو ارتفاع ضغط الدم وما هي أسبابه. [٥]
المراجع
- ↑ "High blood pressure (hypertension)", www.mayoclinic.org, Retrieved 05-10-2019. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About High Blood Pressure (Hypertension)", www.healthline.com, Retrieved 05-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Everything you need to know about hypertension", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 05-10-2019. Edited.
- ↑ "High Blood Pressure", medlineplus.gov, Retrieved 05-10-2019. Edited.
- ↑ "ما هو ارتفاع ضغط الدم وما هي أسبابه"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019.