محتويات
مرض الإيدز
يحدث الإيدز نتيجة الإصابة بفيروس عوز المناعة البشرية (HIV) الذي يهاجم جهاز المناعة في الجسم، ويستهدف خلايا عنقود التمايز 4؛ وهي نوع من خلايا المناعة التي يُطلَق عليها اسم الخلايا التائية T، فبعد الإصابة بالعدوى وعدم الخضوع للعلاج يستمر الفيروس بمهاجمة عدد أكبر من خلايا عنقود التمايز 4 وقتلها ليُصبح الجسم أكثر عُرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى والسرطان، وربما ينخفض عدد هذه الخلايا إلى أقل من 200 خلية / ملليمتر مكعب، وعندها يُشخَّص المرء مصابًا بمرحلة الإيدز.
إذْ يُصنّف الإيدز آخر مراحل الإصابة بعدوى فيروس عوز المناعة البشرية، وفي هذه الحالة يبدو جهاز المناعة ضعيفًا جدًّا ليُجابه أنواع العدوى والأمراض الأخرى، وحقيقةً توجد توقعات بأنَّ 1.1 مليون أمريكي يعيشون في الوقت الحالي مصابين بفيروس عوز المناعة البشرية بينهم واحد من خمسة أشخاص يعلم بإصابته بالفيروس.[١] وتوصي منظمة الصحة العالمية الأشخاص الذين يتعايشون مع عدوى الفيروس باستخدام العلاج لرفع جودة الحياه، إذْ يوجد 20.9 مليون شخص من كل أنحاء العالم يتلقون العلاج بمضادات الفيروس حتى منتصف عام 2017 م.[٢]
أعراض الإيدز
يرافق مرض الإيدز ظهور مجموعة من الأعراض، ومن أبرزها:[٣]
- الحمَّى التي تستمر لأكثر من عشرة أيام.
- الشعور بالتعب طوال الوقت.
- ظهور بقع زرقاء على الجلد لا تزول.
- الإصابة بـالتعرُّق الليلي.
- انتفاخ العقد اللمفاويَّة في الرقبة ومنطقة أصل الفخذ.
- ضيق التنفُّس.
- ظهور كدمات أو نزيف لا يُفسَّر.
- الإصابة بإسهال شديد يستمر لمدة طويلة.
- الإصابة بعدوى فطريَّة في الفم أو الحلق أو المهبل.
- نزول الوزن لأسباب غير واضحة.
مراحل الإصابة بالإيدز
في ما يأتي توضيح لمراحل الإصابة بفيروس عوز المناعة البشرية، والتي يُعدّ الإيدز إحداها: [٤][٣]
- مرحلة العدوى الحادَّة: تتطوَّر هذه المرحلة خلال 2-4 أسابيع بعد الإصابة بالعدوى الفيروسيَّة، وفي هذه المرحلة يتكاثر فيروس عوز المناعه البشرية بسرعة، وينتشر في كلّ أنحاء الجسم، فتبدو مستويات الفيروس في الدم مرتفعة جدًّا، وهذا يزيد من خطورة نقل العدوى إلى الآخرين، وفي هذه الأثناء قد يعاني بعضهم من ظهور أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا؛ كالصداع، والحمَّى، والطفح الجلدي، والإعياء، والتهاب الحلق، وألم العضلات، وتستمر هذه الأعراض مدَّة أسبوع أو أسبوعين وتزول، ويُحقِّق المصاب خلال هذه المرحلة منفعة فعليَّة من استخدام مضادات الفيروسات القهقريَّة سواءً في تخفيف الأعراض أو المساعدة في تعزيز جهاز المناعة.
- مرحلة العدوى المزمنة: أو ما تُعرف أيضًا بمرحلة الكُمون السريري، أو غياب أعراض عدوى فيروس عوز المناعة البشرية، والتي ينتقل إليها المصاب بعد فشل الجهاز المناعي في محاربة العدوى، وقد لا تظهر على المصاب في هذه المرحلة أيَّ أعراض دالَّة على وجود العدوى، بينما يستمر تضاعف الفيروس في الجسم لكنْ بمستويات ضعيفة جدًّا، أمَّا في حالة عدم الخضوع للعلاج بمضادات الفيروسات القهقريَّة فإنَّ هذه العدوى قد تتطوَّر خلال عشر سنوات أو أكثر وتنتقل إلى مرحلة الإيدز، وقد يبدو تطوُّر المرض أسرع في بعض الحالات، أمَّا الخضوع للعلاج فهو يبطئ من تطوُّر المرض، وربما يساعد في إبقاء المُصاب في مرحلة العدوى المزمنة لعقود عِدَّة. وفي الحقيقة على الرغم من احتمال انتقال العدوى إلى الآخرين خلال هذه المرحلة فإنَّ الالتزام بتناول الأدوية بناءً على تعليمات الطبيب، واستمرار الحصول على نتائج فحوصات تُشير إلى عدم وجود حمل فيروسي يُسهم في إزالة خطورة انتقال الفيروس إلى الشريك خلال الجِماع.
- مرحلة الإيدز: -كما ذُكر في بداية المقال- يُعدّ مرض الإيدز آخر مراحل الإصابة بعدوى فيروس عوز المناعه البشرية، وأشدّها تأثيرًا في المُصاب؛ نظرًا لتعرُّض جهاز المناعة للتلف الشديد، وعدم تمكُّن الجسم من مكافحة أنواع العدوى الانتهازيَّة التي قد تُصيبه، إذْ يبدو الحمل الفيروسي مرتفعًا لدى المُصاب بالإيدز إلى جانب سهولة نقله العدوى إلى الآخرين، ومن الجدير بالذكر أنَّ المدة التي ينجو فيها مريض الإيدز عادةً دون علاج لا تتجاوز ثلاث سنوات، بل تبدو أقل من ذلك في حال تعرُّضه لنوع آخر من العدوى؛ لذا يُنصح بالتزام تناول الأدوية بناءً على تعليمات الطبيب واتِّباع العادات الصحيَّة؛ لتحسين نوعيَّة الحياة والعيش مدة أطول.
أسباب الإيدز
يحدث مرض الإيدز نتيجة الإصابة بعدوى فيروس عوز المناعة البشرية،[١] كما يُعدّ من الأمراض المنقولة جنسيًا، إذ ينقل الأفراد عدوى هذا الفيروس عبر سوائل الجسم؛ كالإفرازات المهبليَّة، وحليب الثدي، والدم، والمني، وسوائل الشرج، ومن الأم الحامل إلى طفلها خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة أو الرضاعة الطبيعيَّة.[٢]
علاج الإيدز
لا يوجد علاج حاليًّا يشفي مرضى الإيدز أو من عدوى فيروس عوز المناعة البشرية كُليًّا، لكنْ يهدف العلاج في هذه الحالة إلى إيقاف تدهور الحالة، والسماح للمُصاب بالتعايش مع الفيروس أطول مدة مُمكنة بحياه صحيَّة، وهنا تكمن أهميَّة البدء بالعلاج في أقرب فرصة بعد تشخيص المرض،[٢] ومن الأدوية المُستخدمة في علاج مرضى الإيدز مضادات الفيروسات القهقريَّة، التي تمنع تضاعف الفيروس ومهاجمته لخلايا كتلة التمايز 4 التي تُساعد جهاز المناعة في محاربة العدوى، ومن مجموعات مضادات الفيروسات القهقرية ما يأتي:[١][٥]
- مثبط بروتياز (Protease inhibitor)؛ مثل: أتازانافير (Atazanavir).
- مثبطات المدخل (Entry inhibitors)؛ كأنفوفيرتيد (Enfuvirtide).
- مثبطات العكسية الناسخة غير النيوكليوسيد (Non-nucleoside reverse transcriptase inhibitors)؛ مثل: إيفافيرينز (Efavirenz).
- مثبطات العكسية الناسخة للنيوكليوسيد (Nucleoside reverse transcriptase inhibitors)؛ كتينوفوفير (Tenofovir).
- مانع الاندماج بالمادة الوراثية (Integrase strand transfer inhibitors)؛ مثل: دولوتغرافير (Dolutegravir).
تشخيص الإيدز
عقب التعرض للفيروس يُعدّ الفحص والتشخيص المبكر للمرض أمرًا مهمَّا لتحسين فرصة نجاح العلاج، إذْ يستخدم الطبيب لفحص مستوى فيروس عوز المناعة نوعًا من تحاليل الدم الخاصَّة، فعند الحصول على نتائج إيجابيَّة فإنَّ هذا يعني وجود أجسام مضادَّة للفيروس في مجرى الدم، وإعادة الفحص مرَّة أخرى أمر ضروريً للحصول على تشخيص قطعي للمرض، فعادةً يوصي مزوّد الرعاية بإجراء الفحص الثاني خلال بضعة أسابيع.[٢]
مضاعفات الإيدز
بسبب ضعف جهاز المناعة يصبح المصاب أكثر عرضة للإصابة بالكثير من أنواع العدوى وأنواع معيَّنة من السرطان، وفي ما يأتي ذكر لبعض منها:[٦]
- العدوى الشائعة في حالة الإيدز:
- داء المبيضات أو السفاد (Candidiasis).
- فيروس مضخم للخلايا (Cytomegalovirus).
- عدوى مرض السل.
- التوكسوبلازما أو المقوسة (Toxoplasmosis).
- الالتِهاب الرئوي بالمُتَكَيِّسة الجُؤْجُؤِيَّة (Pneumocystis pneumonia).
- أنواع من السرطان:
- ساركوما كابوزي (Kaposi's sarcoma).
- اللمفوما (Lymphoma).
- مضاعفات أخرى:
- أمراض الكلى.
- أمراض الكبد.
- مضاعفات عصبيَّة.
- متلازمة الهزال.
المراجع
- ^ أ ب ت "A Comprehensive Guide to HIV and AIDS", healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Adam Felman, "Explaining HIV and AIDS"، medicalnewstoday, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "HIV Symptoms", webmd, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ "HIV Overview", aidsinfo, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 31-5-2020. Edited.