محتويات
تعرق الحامل
تواجه الحامل العديد من التغيّرات خلال فترة الحمل، ويُعدّ التعرّق الليليّ أثناء النوم من أكثرها شيوعًا، وتتفاوت شدّته ما بين سيّدة وأُخرى، ففي حين أنّه قد يكون بسيطًا لدى بعضهنّ فقد تُعاني أُخريات من الحاجة لتبديل الملابس صباحًا من شدّة كميّة العرق المُفرزة خلال النوم، وعلى الرغم من كون الأمر مُزعجًا للغاية إلا أنّه في الحقيقة من ضمن الأمور الطبيعيّة والمُتوقعة، فهل يُمكن أن يُشير تعرّق الحامل أثناء النوم لوجود مُشكلة أو أمر خطير؟ وما سبب حدوثه بالضبط؟[١]
ما أسباب تعرّق الحامل أثناء النوم؟
ثمّة عدّة أسباب وعوامل يُحتمل أم تكون مسؤولًة عن تعرّق بعض الحوامل أثناء النوم، بعضها ناجم عن أمور طبيعيّة من ضمن التغيّرات الحاصلة خلال فترة الحمل، وبعضها الآخر قد يكون مُرتبطًا بمُشكلة صحيّة أو مرض ما، وفيما يأتي ذكر لأهمّ هذه الأسباب:[١]
زيادة تدفّق الدم في جسم الحامل
الناجمة عن زيادة حجم الدم بما يتراوح ما بين 40-60% خلال أشهر الحمل، إذ إنّ زيادة تدفّق الدم نحو مُختلف أنحاء الجسم وبالأخصّ الجلد تزيد من درجة حرارته، وهو ما يخفف نوعًا ما من آلية الجسم الطبيعيّة في تخفيض حرارته أثناء النوم، لينجم عن ذلك نوبات من الحرارة المُفاجئة والتعرّق الليليّ.
انخفاض السكّر في الدم
الذي عادًة ما يتوقّع حدوثه لدى النساء الحوامل اللواتي يُعانين من السكّري، أو من يمتلكن بعضًا من عوامل الخطر التي ترفع من احتماليّة إصابتهنّ به، إذ إنّ مُعدّلات الأيض المُرتفعة خلال الحمل تُعرّض الحامل لخطر نزول السكّر في حال لم تكن تتناول الكمّ الكافي من السعرات الحراريّة خلال اليوم، وهو ما يظهر خلال النوم على شكل تعرّق مُفرط.
التغيّرات الهرمونيّة الحاصلة في فترة الحمل
إذ إنّ تغيّر نسبة هرموني الإستروجين والبروجيستيرون تزيد من كمية العرق المُفرزة من الجسم، في مُحاولة من الجسم للسيطرة على درجة حرارته.
إحدى الأعراض الجانبيّة الناجمة عن بعض العلاجات والأدوية
مثل بعض أدوية الرشح التي تُصرف دون وصفة طبيّة، وبعض مُضادات الاكتئاب وعلاجات حموضة المعدة، إذ يرتبط العديد من هذه الأنواع بزيادة التعرّق عمومًا أو زيادته أثناء النوم ليلًا، ومن أهمّ هذه الأدوية أيضًا الأوندانسيترون (Ondansetron)، الذي يُصرف للكثير من الحوامل للسيطرة على الغثيان، وفي حال الشكّ بأنّه أو غيره من العلاجات التي تتناولها الحامل سبب في التعرّق المُفرط والتعرّق الليليّ فمن الضروريّ إعلام الطبيب المسؤول؛ لاتّخاذ الإجراءات المُناسبة.
إحدى أعراض الإصابة بعدوى ما
إذ أنّ النساء الحوامل أكثر عُرضة للإصابة بأنواع مُعيّنة من الالتهابات والعدوى؛ مثل الإنفلونزا أو عدوى فيروس الهربس، ولذا يُوصى بإعلام الطبيب ومُراجعته في حال تزامن التعرّق الليليّ مع أعراض وعلامات أُخرى تُشير على وجود العدوى؛ مثل آلام العضلات، والإسهال، والشعور بالغثيان، وارتفاع درجة الحرارة، أو أيّ من أعراض الإنفلونزا.
اضطرابات هرمونات الغدّة الدرقيّة
وذلك يحدث ضمن تغيّرات الحمل الطبيعيّة على جسم الحامل، إذ تختلف نسبة هرمونات الغدّة الدرقيّة ما بين الثلث الأول والثلث الثاني والثالث من الحمل، ناهيك عن تأثيره هذه الفترة على نسبة اليود في الجسم المُرتبطة باضطرابات هذه الغدّة، كما لا تُستبعد احتماليّة وجود اضطراب أو مرض ما، خاصّة في حال كان التعرّق أثناء النوم مُرمنًا أو كانت الحامل تُعاني مُسبقًا من اضطرابات أو أمراض في الغدّة، وهو ما يستدعي مُراجعة الطبيب؛ للتأكّد من أنّ الأمور ما زالت على ما يُرام.
نصائح لتحسين جودة النوم عند الحامل
بالإضافة للتعرّق أثناء النوم فقد تُعاني الحامل من مُشكلات أُخرى تؤثّر على جودة نومها؛ مثل آلام الظهر، وزيادة حاجتها للتبوّل، وزيادة الوزن لدى بعضهنّ، وحركة الجنين وركلاته، وفيما يأتي ذكر لبعض النصائح التي تُحسّن من النوم للحوامل:[٢]
- الالتزام بموعد استيقاظ وموعد نوم مُحدّدين.
- النوم على الجانب، ويُمكن الاستعانة بالوسائد المُعدّة خصيصًا للحوامل؛ إذ إنّها تُساعد على دعم الظهر والركبتين لإبقائهما بوضعيّة سليمة.
- رفع الرأس على وسادة مُريحة؛ للتخلّص من مُشكلات التنفّس التي تُعاني منها بعض النساء الحوامل.
- تقليل كمية الكافيين المُستهلكة خلال اليوم.
- المُحافظة على ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف، بشرب كميات كافية من الماء والسوائل.
- تجنّب استعمال الأجهزة الإلكترونيّة والتعرّض لضوئها الساطع قبل النوم بساعة على الأقلّ.
أسئلة شائعة
متى تبدأ الحامل بمُلاحظة التعرّق خلال النوم؟
عادًة ما يكون ذلك في الفترات التي يزداد فيها اضطراب وتغيّر الهرمونات في جسم الحامل، وذلك في الثلث الأوّل من الحمل والثلث الأخير، وفي الفترة القريبة اللاحقة للولادة، في حين يُلاحظ انخفاض التعرّق الليليّ في الثلث الثاني.[٣]
هل يرتبط التعرّق لدى الحامل بنظام غذائيّ مُعيّن؟
إلى حدٍّ ما نعم، إذ أنّ تناول الأطعمة الحارّة كثيرة التوابل أو استهلاك كمية كبيرة من مشروبات الكافيين أو المشروبات الكحوليّة يزيد من التعرّق عمومًا لدى الحامل، ولذا يجب الحدّ من كمياتهم في حال لاحظت الحامل زيادة تعرّقها أثناء النوم أو خلال ساعات النهار.[٤]
كيف يُمكن تخفيف تأثير التعرّق أثناء النوم لدى الحامل؟
باعتبار أنّ التعرّق الليليّ جُزء من الحمل ولا يُمكن تفاديه؛ فإنّ هنالك بعض النصائح البسيطة والإجراءات التي تُقلّل من تأثيره على الحامل، وتُشعرها بإزعاج أقلّ من التعرّق أثناء النوم، وذلك من خلال الآتي:[٣]
- ارتداء الملابس الواسعة ذات الألوان الفاتحة.
- الانتباه لدرجة حرارة الغرفة عند النوم، وتوفير أجهزة تكييف أو مراوح جيّدة للسيطرة على ذلك والتقليل من التعرّق.
- تجنّب الأطعمة الحارّة كثيرة التوابل، وتفادي تناول المشروبات الساخنة.
- وضع القليل من بودرة التالك في مناطق الجلد الأكثر تعرّقًا؛ لتجنّب حساسيّة الجلد الناجمة عن العرق واحتكاك الجلد لدى الحامل.
هل يستدعي تعرق الحامل أثناء النوم القلق؟
تقتضي القاعدة الرئيسة خلال فترة الحمل بأهميّة إعلام الطبيب بجميع التغيّرات والأعراض الجديدة التي تواجهها الحامل أولًا بأول، وحتّى لو كانت الأمور من ضمن الشكاوي الطبيعيّة والمتوقّعة فلا بأس من إخبار الطبيب المسؤول للتأكّد من كون الأمور تسير على خير ما يُرام، وينطبق ذلك على التعرّق خلال النوم، باعتباره أمرًا شائعًا ومُحتملًا خلال الحمل، ولكنه يُصبح مدعاة للقلق ويستدعي إعلام الطبيب على الفور في حال ظهور إحدى العلامات والأعراض الآتية على الحامل:[٤]
- الشعور بالدّوخة أو الدوار.
- شعور الحامل بالضيق الشديد بسبب التعرّق المُفرط خلال النوم.
- شعور الحامل بالقلق والحاجة الشديدة للاستفسار والاطمئنان عن الأمر.
- الشعور بالحكّة الشديدة، التي لا تكون مصحوبة بالطفح الجلديّ.
- ارتفاع درجة حرارة الحامل لأكثر من 37.8 درجة مئويّة.
- وجود أعراض وعلامات على الإصابة بمُشكلة صحيّة أو مرض مُعيّن، أو مُلاحظة وجود علامات على الإصابة بالجفاف.
- عدم عودة نسبة التعرّق لوضعها الطبيعيّ حتّى بعد مرور 6 أسابيع من الولادة.
المراجع
- ^ أ ب Nicole Jablonski (23/9/2019), "Why You Could Be Having Pregnancy Night Sweats — and What to Do About Them", healthline, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ↑ "8 Best Ways to Improve Sleep During Your Pregnancy", clevelandclinic, 13/5/2019, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Amy O Connor (5/10/2020), "Sweating During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 27/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Donna Murray (1/7/2020), "Excessive Sweating and Night Sweats in Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 27/1/2021. Edited.