سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم

كتابة:
سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم

من هم أهل الأعراف؟

أهل الأعراف كما رجّح المفسّرون هم مَن تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، فإذا زادت حسناتهم ولو واحدةً دخلوا الجنّة واستذاقوا نعيمها، وإذا زادت سيئاتهم ولو سيئةً واحدةً، فهم من أهل النّار، إلى أن تحلّ بهم رحمة الله تعالى ويدخلهم الجنّة، بعد أن يحاسَبوا على السيئات التي اقترفوها في حياتهم الدّنيا.[١]

سبب تسمية الأعراف بهذا الاسم

يعود سبب تسمية أهل الأعراف، إلى أنّهم عرفوا أهل الجنّة والنّار وميّزوا بينهم، وعرفوا صفاتهم حقّ المعرفة، بالإضافة إلى معرفتهم بمصيرهم يوم القيامة وهذا هو قول بعض العلماء،[٢] وقد تعدّدت آراء العلماء في سبب تسمية أهل الأعراف بهذا الاسم على النحو الآتي:[٣]

  • أصحاب الأعراف هم المساكين من أهل الجنّة، وهذا ما ذهب إليه ابن مسعود وابن عبّاس رضي الله عنهما.
  • أصحاب الأعراف هم أصحاب الذنوب العظيمة من أهل القبلة كما ورد في القرآن الكريم، وهذا ما نقله ابن وهب عن ابن عبّاس.
  • أصحاب الأعراف هم أصحاب المعاصي الصّغيرة التي لا يُخلّد صاحبها في النّار، وهي السيئات التي لم تُكّفر بالدّنيا بسبب المرض أو الابتلاء بصورةٍ عامَّةٍ، ولكن يدخل النّار ويتعذّب بقدر هذه المعاصي، ومن ثمّ يدخل الجنّة بعد انتهاء الحساب، وهذا القول نقله ابن عطية، وهو ما ذهب إليه أبو نصر القشيري.
  • أصحاب الأعراف هم الفقهاء والعلماء، وهم الصّالحون من النّاس، وهذا ما نُقل عن مجاهد.
  • أصحاب الأعراف هم الشّهداء الذين جاهدوا من أمّة محمد -صلى الله عليه وسلّم-، وهذا قول عند الشوكاني وشرحبيل والقشيري.
  • أصحاب الأعراف هم العصاة لآبائهم بخروجهم إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وهذا قولٌ آخر عند شرحبيل بن سعد.
  • أصحاب الأعراف هم الذين يأتون يوم القيامة ويشهدون على النّاس بكافة أعمالهم، وهم ما يسمّون بالعدول، وقد اختارهم الله تعالى كفئةٍ معيَّنةٍ من كلّ أمَّةٍ، وهذا ما ذهب إليه النّحاس والزّهراوي.
  • أصحاب الأعراف هم الذين استوت حسناتهم مع سيئاتهم، فيدخلون الجنّة برحمة من الله تعالى وفضل منه، وجاء هذا القول عن ابن مسعود والشعبي والضحاك وحذيفة بن اليمان وابن العباس وغيرهم.

أصحاب الأعراف في القرآن الكريم

فيما يأتي بيانٌ لأهمّ الآيات القرآنية التي تحدّثت عن أصحاب الأعراف:

  • قوله تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ* أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ).[٤]
  • قوله تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ).[٥]
  • قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ).[٦]

المراجع

  1. عبدالرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن، صفحة 290. بتصرّف.
  2. ابن عادل، اللباب في علوم الكتاب، صفحة 127. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 27. بتصرّف.
  4. سورة الأعراف، آية:48-49
  5. سورة الأعراف ، آية:46
  6. سورة الحديد، آية:13
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×