سبب تسمية سورة الأنفال

كتابة:
سبب تسمية سورة الأنفال

التعريف بسورة الأنفال

نزلت سورة الأنفال في شهر رمضان، وتحديداً بين غزوة بدر وصُلح الحُديبية، وسُمّيت بهذا الاسم لأنَّ الله ذكر الأنفال في الآية الأولى منها، وعددُ آياتها خمسٌ وسبعون آية،[١] وأمّا عددُ كلماتها فتبلُغ ألف وستمائة وإحدى وثلاثون كلمة، وأمّا عددُ حُروفها فتبلُغ خمسة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون حرفاً، وهي من السور المدنيّة،[٢] وهي السورة الثامنة من حيث عدد ترتيب سور المُصحف، وعدد آياتها خمسٌ وسبعون آية في المصحف الكوفي، وستٌ وسبعون في الحجازي، وسبعٌ وسبعون في الشامي، وأطلق عليها بعض الصحابة سورة بدر،[٣] وسُمّيت بالأنفال لسؤال الصحابة عن أحكام الأنفال وهي الغنائم، والتي تمَّ ذكرها في الآية الأولى منها.[٤]


سبب نزول سورة الأنفال

تعددت أقوال المُفسرين في سبب نُزول سورة الأنفال، وجاءت أقوالهم كما يأتي:[٥][٦]

  • نزلت لمُعالجة شؤون الصّحابة الكِرام فيما حدث بينهم في غزوة بدر؛ حيث أبدوا كراهتهم للخُروج للقتال بعدما دعاهم النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- إليه، وكيفية مُعاملتهم للأسرى ما بين الفِداء والقتل.[٧]
  • تعدُد أقوال الصحابة في غنائم بدر وقسمتها، فسألوا النَّبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- أهي للمُهاجرين أم للأنصار أم هي لهم جميعاً، وقيل: إن عُبادة بن الصامت سُئل عن سبب نُزول سورة الأنفال، فأجاب: إنَّها في أهل بدر عندما تنازعوا في توزيع الغنائم.
  • افتراق الصحابة يوم بدر إلى فرقتين؛ إحداهما تُقاتل وتأسر، والأُخرى تحرس النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-، وتنازعهم في الغنائم بعد ذلك؛ فقالت الفرقة المُقاتلة: إنَّها لهم، وقالت الفرقة الأُخرى: كُنَّا ردْءًا لكم، فتكون بيننا، وقيل أيضاً إنَّ النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- لما حثَّ على القتال وقوله إنَّ من يقتل رجلاً فله كذا وكذا أدى إلى تسارع الشُبان إلى القتال، وبقاء كِبار السن، فتنازعوا في الغنائم.[٨]
  • نزلت في سعد بن أبي وقاص عندما أخذ سيفاً في يوم بدر من سعيد بن العاصي، فجاء إلى النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- وقال له: (نَفِّلْنِيهِ، فَقالَ: ضَعْهُ، ثُمَّ قَامَ، فَقالَ له النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ضَعْهُ مِن حَيْثُ أَخَذْتَهُ، ثُمَّ قَامَ، فَقالَ: نَفِّلْنِيهِ يا رَسولَ اللهِ، فَقالَ: ضَعْهُ، فَقَامَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ، أَؤُجْعَلُ كَمَن لا غَنَاءَ له؟ فَقالَ له النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ضَعْهُ مِن حَيْثُ أَخَذْتَهُ، قالَ: فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}[الأنفال: 1]).[٩]


تاريخ نزول سورة الأنفال

ورد عن ابن عباس أنَّ سورة الأنفال نزلت في معركة بدر، وكانت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان؛ أي بعد الهجرة بعامٍ ونصف، وبدأ نُزولها قبل انصراف المُسلمين من بدر، وجاء عن بعض أهل التفسير أنَّ الآيتين الرابعة والخامسة والستون منها نزلتا قبل البدء بالقتال، وكان نُزولها بعد سورة البقرة، فهي السورة الثانية من حيث النُزول في المدينة، وجاء عن ابن عطية أنَّ الآية الثالثة والثلاثون منها نزلت في مكة،[٢][١٠]فكان بذلك نُزول هذه السورة في المعركة الفاصلة في تاريخ الإسلام إلى يوم القيامة.[١١]


موضوعات سورة الأنفال

تناولت سورة الأنفال العديد من الموضوعات، ومنها ما يأتي:[١٢][١٣]

  • بدأت بذكر أحكام الغنائم، ومصارفها، وقسمتها، ثُمّ الأمر بالتقوى، وطاعة الله ورسوله، وإصلاح ذات بين المُسلمين، ووعد الصحابة بالنصر على أعدائهم عند خُروجهم لمُلاقاتهم، وأمرها للمسلمين بالوحدة والنهي عن التفرُق.[١٤]
  • تربية المُسلمين على العقيدة السليمة؛ والتي تكون بطاعة الله ورسوله، وتذكيرهم بما في أعدائهم من صفات؛ كالمكر والجُحود، كما بيّنت السورة الكريمة المنهاج الذي يجب على المُسلم السير عليه في الحرب والسلم.
  • الحديث عن الغنائم، والأسرى، والمُعاهدات، وذكرها لبعض أحداث غزوة بدر.
  • تناولت عوامل النصر والهزيمة، وذكرها لبعض جوانب حياة النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- وصحابته وهم في مكة مُستضعفون.[١٥]
  • ذكرها للبشارات التي تُشعر المؤمنين باستجابة الله لدعائهم في النصر على أعدائهم، كما تناولت النهي عن خيانة الله ورسوله، وخيانة الأمانة.
  • إثباتها لحقيقة النصر وأنَّه من عند الله وحده، وبيان أنَّ البلاء العام يُدفع بالاستغفار، وببركة وجود النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-، وأنَّ الافتتان بالمال والأولاد من أسباب الفساد، كما حثت على السّلم وبينت أنَّه أفضل من الحرب.[١٦]


المراجع

  1. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 185، جزء 3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعيد حوَّى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 2105، جزء 4. بتصرّف.
  3. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 7، جزء 6. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر ، صفحة 236، جزء 9. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 242، جزء 9. بتصرّف.
  6. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 248، جزء 9. بتصرّف.
  7. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 177، جزء 3. بتصرّف.
  8. أبو المظفر منصور السمعاني (1997)، تفسير القرآن (الطبعة 1)، الرياض:دار الوطن، صفحة 246-247، جزء 2. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:1748، صحيح.
  10. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 245-246، جزء 9. بتصرّف.
  11. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 178، جزء 3. بتصرّف.
  12. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 14-15، جزء 6. بتصرّف.
  13. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 9-11، جزء 6. بتصرّف.
  14. محمد الطاهر بن عاشور (1984)، التحرير والتنوير تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 247، جزء 9. بتصرّف.
  15. سعيد حوّى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام ، صفحة 2110-2111، جزء 4. بتصرّف.
  16. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 237-239، جزء 9. بتصرّف.
5480 مشاهدة
للأعلى للسفل
×