سبب تسمية سورة التوبة

كتابة:
سبب تسمية سورة التوبة


سبب تسمية سورة التوبة

سُمّيت سورة التوبة بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- ذكر فيها توبته على الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك، وذكر الله -تعالى- قصتهم في قوله: (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ* وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ).[١][٢]


ويُعد اسم التوبة الاسم الأشهر لهذه السورة؛ لدلالة على ما تتضمّنه من توبة الله -تعالى- ورضوانه على المؤمنين الصادقين؛ وهُم الذين أخلصوا في مُناصرتهم لدعوة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، والجهاد معه، حتى وصلوا إلى الغاية المرجوّة، وكان نُزول التوبة عليهم بعد مُكابدتهم وتحمّلهم لمشاق الجهاد والدعوة، ممّا قوّى الإيمان في قُلوبهم وأبعدهم عن مزالق التقصير والمُخالفة.[٣]


مسميات سورة التوبة

يوجد لسورة التوبة العديد من الأسماء، وقيل: إنّ لها عشرة أسماء، وهي من السور التي لها أسماء كثيرة، فقال بعض العُلماء: أنه لا توجد سورة أكثر أسماء منها ومن سورة الفاتحة، ومن هذه الأسماء ما يأتي:[٤]

  • سورة براءة

وسُمّيت بذلك؛ لأن الله -تعالى- افتتح السورة بالبراءة، وذلك في قوله: (بَراءَةٌ مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ إِلَى الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَ)،[٥] وكُل ما ذكر فيها من البراءة فهو راجعٌ إليها.


  • سورة التوبة

وهو أشهر الأسماء لها؛ لكثرة تكرار التوبة في السورة، كقوله -تعالى-: (ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ)،[٦] وقوله -تعالى-: (أَلَم يَعلَموا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَأخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ)،[٧] وغير ذلك الكثير من الآيات التي تحتوي على التوبة.


  • السورة الفاضحة

لأنها فضحت المُنافقين وأفعالهم، وذلك لما روي في الأحاديث الصحيحة، كقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قالَ: التَّوْبَةُ هي الفَاضِحَةُ، ما زَالَتْ تَنْزِلُ: ومِنْهُمْ... ومِنْهُمْ... حتَّى ظَنُّوا أنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِرَ فِيهَا)،[٨] فقد فضحت السورة أسرار المُنافقين.


  • سورة العذاب

لتكرار ذكر العذاب فيها.


  • السورة المُقسقشة

أي المُبرئة، فقد وصفت المُنافقين وأفعالهم، ومن ابتعد عن هذه الصفات فقد برّأته من النفاق.


  • السورة المنقرة

لأنها نقرت وفتّشت ما في قُلوب المُشركين والمُنافقين.


  • سورة البحوث

لأنها بحثت عمّا في قُلوب المُنافقين.


  • سورة الحافرة

لأنها بحثت وحفرت عن قُلوب المُنافقين.


  • سورة المثيرة

لأنها أثارت عورات المُنافقين.


  • سورة المدمدمة

أي المُهلكة.


  • سورة المُخزية

والمُنكّلة؛ أي التي عاقبت المُنافقين.


  • السورة المشردة

أي الطاردة والمُفرّقة لجمع المُنافقين.


أسباب نزول سورة التوبة

نزلت سورة التوبة لبيان ما كان بين النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وبين المُشركين من العُهود والمواثيق، والكشف عن المُنافقين الذين تخلّفوا عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في غزوة تبوك.[٩]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:117-118
  2. محمد المكي الناصري (1985)، التيسير في أحاديث التفسير (الطبعة 1)، بيروت:دار الغرب الإسلامي، صفحة 355، جزء 2. بتصرّف.
  3. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 227، جزء 3. بتصرّف.
  4. محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 2، جزء 71. بتصرّف.
  5. سورة التوبة، آية:1
  6. سورة التوبة، آية:27
  7. سورة التوبة، آية:104
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4882، صحيح.
  9. مكي بن أبي طالب (2008)، الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه (الطبعة 1)، الشارقة:مجموعة بحوث الكتاب والسنة - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة، صفحة 2915-2916، جزء 4. بتصرّف.
5734 مشاهدة
للأعلى للسفل
×