سبب تسمية سورة الملك
- سميّت سورة الملك بهذا الاسم؛ لافتتاحها لفظ المُلك في مطلعها؛ فكانت أول آية فيها قول الله عزّ وجلّ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[١] ولموضوعات السورة الرئيسة التي تحدثت عنها؛ ففيها أنّ المُلك لله وحده، فبدأت الآيات تعدّد مظاهر مُلك الله تبارك وتعالى، فهو الذي خلق الموت والحياة ليختبر الإنسان، وهو الذي خلق الكون بما فيه، من النّجوم والسماوات والكواكب التي جعلها -تبارك وتعالى- زينة للسماء، فجعل هذا الكون عبرةً للمعتبرين، ودليلاً على وجود خالق عظيم له، يستحق العبادة وحده.[٢]
- وقد بيّنت السورة الجزاء الذي أعدّه الله لعباده المؤمنين والكافرين، وما أنعم الله -تعالى- به على الطيور؛ حيث وهبها القدرة على الطيران وتأمين رزقها، وتحدّثت السورة عن استعجال الكفار ليوم القيامة، وتهديدهم بزوال النعمة عنهم وإمهال الله تعالى لهم، فقال: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ}،[٣] فالله -عزّ وجلّ- المالك الحقيقي لهذا الكون، والمتصرف الفعلي بمخلوقاته، من رزقٍ وعطاءٍ ومنعٍ.[٤][٢]
- وعُرفت سورة الملك بعدد من الأسماء، عدّها العلماء قرابة السبعة أسماء، منها اسم المنجّية، واسم المانعة، والسورة الدافعة، والسورة الشافعة، والمجادلة، والمخلّصة.
تعريف بسورة الملك
نزلت سورة الملك قبل الهجرة النبوية، لذلك فهي سورة مكية، وكان نزولها بعد سورة الطور، وعدد آياتها ثلاثون آية، وتحتوي على ثلاث مائة وثلاثون كلمة،[٥] وقد ذهب المفسرون إلى أنّ سورة الملك نزلت منجمة؛ أي متفرقة فلم تنزل دفعةً واحدةً، إلّا أنّ الإمام السيوطي -رحمه الله تعالى- انفرد برأيه؛ حيث قال أنّها نزلت دفعةً واحدةً.[٦]
وقد ذكر الإمام الواحديّ -رحمه الله تعالى- وغيره، أنّ قول الله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}،[٧] نزلت حين كان المشركون يتآمرون ضدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويتهامسون فيما بينهم خوفاً من أن يسمعهم إله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-.[٦]
فضل قراءة سورة الملك
ذكرت الكتب فضائل عظيمة لقراءة سورة الملك، وفيما يأتي بيانها مع الأدلة الشرعية:[٨]
- سورة الملك تمنع صاحبها من عذاب القبر: فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (سورةُ تبارَك هيَ المانعةُ من عذابِ القبرِ).[٩]
- سورة الملك تشفع لصاحبها: حيث ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك فقال: (إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهيَ سورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).[١٠]
- محافظة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على قراءتها: حيث رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ ( الم تنزيلُ ) وَ ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ )).[١١]
المراجع
- ↑ سورة سورة الملك، آية:1
- ^ أ ب الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 473-474. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الملك، آية:30
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 79-80. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 1043. بتصرّف.
- ^ أ ب ياسر الراضي، سورة الملك دراسة موضوعية، صفحة 22-23. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الملك، آية:13
- ↑ "ما صح و ما لم يصح - (4) ما صح وما لم يصح في سورة الملك "، طريق الإسلام، 3/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:4711 ، حسن.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2891، حسن لغيره .
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:2892، صحيح.