سبب تسمية غار ثور

كتابة:
سبب تسمية غار ثور


سبب تسمية غار ثور باسمه

هو غار يقع في جبل من جبال مكة يقال له ثور أطحل، وسُمّي الغار نسبة إلى الجبل الذي يقع فيه، ويُقال إنّه سمّي كذلك نسبة إلى رجل نزل فيه اسمه ثور بن عبد مناة، وهذا الغار هو الغار ذاته الذي نزل فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريق الهجرة إلى المدينة المنورة، مع صاحبه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم، في قول الله -تعالى-: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ).[١][٢]


موقع غار ثور

يقع غار ثور جنوب المسجد الحرام، ويبعد عنه قرابة أربعة كيلو مترات، ويرتفع عن سطح البحر سبعمئة وثمانية وأربعين متراً، ويرتفع عن سفح الجبل قرابة أربعمئة متر.[٣]


وصف غار ثور

يعد غار ثور أكبر غار في مكة المكرمة، وهو أكبر من غار حراء الذي نزل فيه الوحي، وهو أبعد من غار حراء عن بيت الله الحرام، وأما وصفه فهو يشبه الصخرة المجوّفة في أعلى قمة في الجبل، وكأنّه سفينة صغيرة في أعلاه، وظهر هذه الصخرة يكون إلى أعلى، والغار له فتحتان: الأولى في المقدمة، والثانية في نهايته.[٤] وأمّا أبعاد الغار من الداخل فيبلغ ارتفاعه من الداخل قرابة المتر وربع، وطوله وعرضه قرابة الثلاثة أمتار ونصف.[٣]


أبرز حدث حصل في غار ثور

لما عزم نبي الله على الهجرة إلى المدينة اصطحب معه صاحبه أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-، وخرجا من مكة من جهة الجنوب متّجهين نحو المدينة، فعلمت قريش بالأمر، فقرّروا اللّحاق برسول الله -عليه الصلاة والسلام- وصاحبه، فلجآ إلى غار ثور للاختباء فيه.[٥]


وبعد أن وصلا إلى الغار، أدركهما كفار قريش، ووصلوا أمام الغار، ولكنّ الله -تعالى- أعمى أبصارهم، وفي روايات وردت في بعض كتب السير أنّ عنكبوتًا نُسجت على باب ذالك الغار؛ ليوحي للكفرة أنّه غار مهجور منذ زمن.[٦]


وكان نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- قائمًا يصلّي ويدعو ربّه أن يصرفهم عنهم، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- خائفًا مترقبًا، وكان خوفه على رسول الله أن يمسّوه بمكروه، واستمرّ بقاؤهما في ذاك الغار ثلاث ليال، وكان يجلب لهما الطعام أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، وأخوها عبد الله بن أبي بكر -رضي الله عنهما-، وكان يأتيهما بأخبار القوم، ومن خلفه الراعي عامر بن أبي فهيرة يطمس بآثار أقدام الأغنام أثر مشي ابن أبي بكر.[٦]


ويذكر أبو بكر -رضي الله عنه- الغار في حديثه حول رحلة الهجرة فيقول: (نَظَرْتُ إلى أَقْدَامِ المُشْرِكِينَ علَى رُؤُوسِنَا وَنَحْنُ في الغَارِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو أنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا).[٧][٥]

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:40
  2. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 112. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد حمادة، الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في نهاية التدريب في نظم غاية التدريب، صفحة 158. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الاسلامية، صفحة 710. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محب الدين الطبري، خلاصة سير سيد البشر، صفحة 49. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد أبو زهرة، خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 459-460. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:2381، صحيح .
4458 مشاهدة
للأعلى للسفل
×