محتويات
سبب تسمية موسى بكليم الله
كما يأتي:
- اختص الله -عزّ وجلّ- النبيّ موسى -عليه السلام- بفضلٍ عظيم لم يختص به أحد، حيث حظي -عليه الصلاة والسلام- بتكليم الله تعالى له في الأرض، وذلك لحكمة بالغة لا يعلمها إلّا الله تعالى، لذلك سُمي موسى -عليه السلام- بكليم الله، إذ أكرمه الله -عزّ وجلّ- وكلّمه من فوق سبع سموات تكليماً مباشراً من دون وحي أو واسطة بشر كباقي الأنبياء والرسل، وقد دلّ على ذلك قول الله تعالى في محكم كتابه: {وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}،[١] وفي هذا التفضيل قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}،[٢] فهذا الاصطفاء والتخصيص ما جاء إلّا لنبيّ الله موسى-عليه السلام-، ومنه سمي بالكليم، أو كليم الرحمن، أو كليم الله.[٣]
- كان النّداء الإلهي لموسى -عليه السلام- عند الوادي المبارك، وهو وادِِ أو بقعة في واد يقال لها طُوى، حيث قال الله تعالى: {فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى * إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى}،[٤] وقيل إنّه وادِِ في أرض سيناء في بلاد مصر؛ وهو مكان مبارك وطاهر، حيث أطلق عليه الله -عزّ وجلّ- وصفة بالوادي المقدس، وهناك سمع موسى -عليه السلام- كلام الله -عزّ وجلّ-.[٥][٦]
مكانة النبيّ موسى عليه السلام
كان لنبيّ الله موسى -عليه الصلاة والسلام- مكانة خاصة في تاريخ التشريعات السماوية، فقد كان لرسالته -عليه السلام- خصوصية، فقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ رسالة موسى -عليه السلام- كانت من أصعب الرسالات التي قد بُعِث بها الأنبياء بعد رسالة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان موسى -عليه السلام- مرسلًا إلى فرعون الذي كان أكبر طاغية على وجه الأرض حينها، والأقدم عرشاً، وقومه الذين كانوا على عقيدة قديمة، ولهذا احتاجت إلى عمل شاق ودعوة مستمرة،[٧] وفيما يلي ذكر بعض الأمور التي اصطفى الله تعالى بها نبيّه موسى:[٨]
من أولي العزم
حيث أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أولي العزم من الرسل خمسة، وهم: نوح، وعيسى، وموسى، وإبراهيم، ومحمد -صلّى الله عليهم وسلّم- أجمعين-.
الحكمة والعلم الكثير
فقد كان موسى -عليه السلام- يملك الكثير من العلم، مع الحكمة، وفي ذلك قول الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}.[٩]
البراءة من قول أعدائه
فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا}.[١٠]
آتاه التفصيل في كل شيء
وفي ذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ آتَينا موسَى الكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذي أَحسَنَ وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لَعَلَّهُم بِلِقاءِ رَبِّهِم يُؤمِنونَ}.[١١]
غفر الله له قتله القبطي
وقد شهد الله تعالى على ذلك في قوله في القرآن: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ}،[١٢] كما أكرمه الله تعالى بأن جعله مستجاب الدعاء -عليه الصلاة والسلام-.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:164
- ↑ سورة البقرة، آية:253
- ↑ أحمد بن عمر الحازمي، كتاب شرح سلم الوصول في علم الأصول، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:11-13
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1287. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 784. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 4079. بتصرّف.
- ↑ عبد الله المعتاز، أولو العزم من الرسل، صفحة 7-8. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:14
- ↑ سورة سورة الأحزاب، آية:69
- ↑ سورة سورة الأنعام، آية:154
- ↑ سورة سورة القصص، آية:16