محتويات
تضخّم البروستاتا
البروستاتا هي غدّة صغيرة عضلية تحيط بمجرى البول -الإحليل- في الجهاز التّناسلي الذكري، وتتمثل وظيفتها بدفع السّائل المنوي عبر القضيب عند الذّروة الجنسية، وتكوين معظم السائل المكوِّن للسائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية، وعندما تتكاثر خلايا غدّة البروستاتا فإنها تتضخم مُسبِّبة زيادة الضغط على مجرى البول، وتعرف هذه الحالة بتضخّم البروستاتا الحميد (Benign prostatic hyperplasia)، وتختلف عن سرطان البروستاتا، وفي الحقيقة لا يؤثّر تضخم البروستات الحميد أو يزيد من فرص الإصابة بالسرطان، لكن تضخّم البروستاتا الحميد يسبّب بعض الأعراض التي تؤثّر في حياة المريض ونوعيّة العيش، وتُعدّ هذه الحالة شائعةً لدى الرّجال فوق سنّ 50 عامًا.[١]
أسباب تضخّم البروستاتا
عند غالبيّة الرّجال يستمرّ نمو البروستاتا مدى الحياة، ويسبّب لدى الكثير منهم تضخّم البروستاتا، وسبب حدوث هذا التضخّم غير معروف بالتّحديد، لكن يُعتقَد أنَّ لاضطراب الهرمونات الجنسيّة عند الرّجال مع تقدّم العمر دور في الإصابة، يمكن بيان الأسباب التي يعتقد العلماء بأنَّ لها دور في الإصابة بتضخم البروستاتا على النحو الآتي:[٢]
- زيادة مستويات هرمون الإستروجين وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون: يُنتج الرجال بصورة طبيعية هرمون التستوستيرون أو ما يعرف بهرمون الذكورة، بالإضافة إلى كميات قليلة من هرمون الإستروجين الأنثوي، ومع تقدم الرجال بالعمر تقل مستويات هرمون التستوستيرون دون أن تتأثر مستويات الإستروجين، مما يسبب زيادة تركيز هرمون الأستروجين النسبي مقارنة بالتستوستيرون، ولهرمون الأستروجين دور في زيادة فعالية المواد التي تعزز نمو خلايا البروستاتا، بالتالي حدوث تضخم البروستاتا الحميد.
- زيادة مستويات هرمون ديهدروتستوستيرون: يُعدّ هرمون ديهدروتستوستيرون (DHT) واحدًا من الهرمونات الذكرية التي تلعب دورًا في نمو البروستاتا، وكما ذُكِرَ سابقًا تقل مستويات هرمون التستوستيرون مع التقدم بالعمر، بينما تستمر غدة البروستاتا بإفراز هرمون ديهدروتستوستيرون، مما يسبب ارتفاع مستوياته في الدم، وهذا يحفز نمو خلايا البروستاتا.
عوامل خطر تضخم البروستاتا
تسبب بعض العوامل زيادة احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا عند الرجال، ومن أمثلتها ما يأتي:[٣]
- التقدم بالعمر: تبدأ أعراض تضخم البروستاتا بالظهور عند بلوغ الرجل 60 عامًا من العمر، إذ يعاني ثلث الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة في هذه المرحلة العمرية، ويعاني نصف الرجال من ظهور الأعراض عند بلوغهم سن 80 عامًا تقريبًا، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن يسبب تضخم البروستاتا ظهور أعراض عند الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
- التاريخ العائلي: تزداد احتمالية الإصابة بأمراض البروستاتا إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين مصابًا بمشكلات في البروستاتا.
- مرض السكري وأمراض القلب: لوحِظَ أنّ الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وتناول بعض أنواع الأدوية مثل حاصرات مستقبلات بيتا تزيد من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.
- نمط الحياة: تقلل ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة من احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا، بينما تزيد السمنة من خطر الإصابة.
أعراض تضخّم البروستاتا
بما أنّ تضخّم البروستاتا يسبّب الضّغط على مجرى البول الذي يمرّ عبره البول والسّائل المنوي، فإنّ هذا التضخّم يزيد من الضّغط على المثانة لتنقبض بقوّة أعلى كمحاولة لدفع البول إلى خارج الجسم، ممّا يؤدّي إلى جعل عضلة المثانة أقوى وأكثر سمكًا مع مرور الوقت، وهذا يجعلها حسّاسةً بدرجة عالية، أي أنَّها ستنقبض لإفراغ البول عند تراكم أيّ كمية حتّى وإن كانت قليلةً داخلها، ممّا يسبّب تكرار الحاجة إلى التّبول أكثر، لكن في المراحل المتقدّمة لا تتمكّن عضلة المثانة من التحكّم بتأثير ضيق مجرى البول المتزايد، ممّا يؤدّي إلى بقاء البول في المثانة، وعدم تمكّنها من إفراغه كاملًا. [٤]
عندما لا يستطيع الجسم إفراغ المثانة تمامًا يصبح المُصاب عرضةً أكثر للإصابة بالتهابات المسالك البولية، وعرضةً لمشكلات أخرى خطيرة قد تصيبه في المراحل المتقدّمة، مثل: تشكّل حصوات المثانة، أو نزول الدّم مع البول، أو الإصابة بالسّلس البولي، أو احتباس البول الشّديد (عدم القدرة على التّبول)، وعند حدوث هذه الحالة فجأةً مع عدم القدرة على التّبول فإنّه من الضّروري مراجعة الطّبيب فورًا، إذ إنّه قد يحدث في بعض الحالات النّادرة تلف في الكلى، أو تلف في المثانة، وتصاحب تضخّم البروستاتا عدّة أعراض تشمل ما يأتي:[٤]
- صعوبة عند البدء بالتّبول.
- ضعف مجرى البول، وبطء سريان البول فيه.
- كثرة التّبول.
- الشّعور بإلحاح التّبول.
- إجهاد البول.
- الحاجة للاستيقاظ ليلًا مرّات عديدة للتّبول.
- البول المتقطع، بأن يتوف تدفق البول فجأة ليبدأ مرة أخرى.
- الحاجة إلى التّبول مجدّدًا بعد الانتهاء من التّبول بدقائق.
أسئلة شائعة عن تضخّم البروستاتا
هل عملية استئصال البروستات خطيرة؟
لا تعد عملية الاستئصال خطرة، لكنها تنطوي على مجموعة من الأعراض المحتملة منها:[٥]
- ردة فعل الجسم للتخدير.
- النزيف بسبب الجراحة.
- تشكل خثرات دموية في الأرجل أو الرئتان.
- حدوث عدوى في أماكن الجراحة.
- تلف الأعضاء المجاورة للبروستاتا.
لقراءة المزيد عن جراحة استصال البروستاتا، اضغط هنا.
هل يمكن علاج تضخم البروستات دون جراحة؟
نعم يوجد العديد من العلاجات الدوائية المساعدة على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا، ولا يُلجَأ إلى العلاجات الجراحية إلا في حال فشل العلاجات الدوائية من التخفيف من الأعراض،[٣] كما وتوجد عملية غير جراحية تسمى إصمام شريان البروستاتا (Prostate artery embolization)، وتتضمن إدخال قسطرة في شريان القدم، وإرشاده إلى الشريان الذي يزود البروستاتا بالدم، ثم تُحقن خرزات صغيرة في هذا الشريان لسده، مما يمنع وصول الدم إلى البروستاتا، الأمر الذي يُسبِّب تقلصها.[٦] ولقراءة المزيد عن طرق علاج تضخم البروستاتا، اضغط هنا.
هل جراحة البروستات تسبب عقمًا؟
نعم، يفقد الرجل القدرة على الإنجاب بعد إستئصال البروستات، إذ لا يتمكن جسمه من تصنيع المني أو قذفه، وهي من النتائج التي لا يمكن تجنبها لاستئصال البروستاتا.[٧]
المراجع
- ↑ Verneda Lights, Matthew Solan (17-7-2017), "What Do You Want to Know About Enlarged Prostate?"، www.healthline.com, Retrieved 15-3-2019. Edited.
- ↑ "Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia)", www.niddk.nih.gov, Retrieved 25-9-2019. Edited.
- ^ أ ب "Benign prostatic hyperplasia (BPH)", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Jeanie Lerche Davis, "Enlarged Prostate: A Complex Problem"، www.webmd.com, Retrieved 17-3-2019. Edited.
- ↑ "Surgery for Prostate Cancer", www.cancer.org, Retrieved 3-2-2020. Edited.
- ↑ "New Procedure Shrinks Prostate Without Surgery", www.webmd.com, Retrieved 3-2-2020. Edited.
- ↑ "Infertility", zerocancer.org, Retrieved 3-2-2020. Edited.