محتويات اللون الفسفوري
قبل التطرق لتفصيل سبب رؤية اللون الفسفوري في الظلام، يجدر الإشارة للمكوّنات التي تجعل من هذا اللون ظاهرًا للعيان على هيئته الواضحة، بحيث إنّ تركيبه المكوّن من الفسفور يصنّف ضمن العناصر الكيميائية غير المعدنية، المنتمية لعائلة النيتروجين، والتي عادةً تظهر لونًا باهتًا أو معدومًا شبه منفذٍ للضوء عند وجودها بدرجة حرارة الغرفة، ويتبدّل الحال للتلألؤ في الظلام، وقد اكتشف العرب هذا العنصر في القرن الثاني عشر، وبعد ذلك وضّح العالم هينغ براند طريقةً لاستخلاصه وبيّن آلية التماعه في العتمة، وهي الظاهرة التي أسماها بالفسفوريّة، وبعد عدّة اكتشافات أوضح العلم تواجد هذه المادة في تركيب العظام، أمّا في الطبيعة فإن الفسفور لا يوجد حرًّا في العادة، بل إنّ تواجده ضئيل، ويقدر بنسبة ذرّة إلى مئة ذرّة سيليكون.[١]
سبب رؤية اللون الفسفوري في الظلام
عادة ما يشاهد هذا اللون متوهّجًا في ألعاب الأطفال أو الأقنعة المستخدمة ضمن الحفلات، ويميل عادةً إلى درجات اللون الأخضر، وبالرّغم من وجود الكثير من الألوان ذات الخصائص المضيئة في العتمة، لكنّ اللون الفسفوريّ أكثرها شيوعًا واستخدامًا، وكذلك يقدّم العلم تفسيرًا لسبب رؤية اللون الفسفوري في الظلام، بحيث إن المواد التي تلمع في الظلام مكونةٌ في الأصل من عنصر الفسفور، والذي يمتلك المقدرة على امتصاص الطاقة، ومن ثمّ يضيء، وبعد ذلك ببطءٍ يشعّ باعثًا الطاقة التي قد امتصّها قبلًا بهيئة الوهج، والذي يخفت تدريجيًا إلى أن يُعاد امتصاص الطاقة من جديدٍ.[٢]
وبالإمكان مزج عنصر الفسفور مع مادة كبريتيد الزنك، وذلك من شأنه جعل الخليط أكثر استقرارًا ومهيّئأ للاستعمال في الدهانات والصناعات البلاستيكيّة، كما إنّ كبريتيد الزنك يمتلك خصائص مشعّة ضمن حالته الطبيعية، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة تصنيعه، وتصنيفه ضمن المواد غير السامّة، ممّا يجعل خلطه مع الألوان الأخرى متاحًا ومكسبًا لها لحالةٍ مشعةٍ في الظلام، لكنّ الناتج قد يبدو باهت الوهج، ومشعًا لمدةٍ أقل من المادة الأساسيّة وحدها.[٢]
الاستخدام الصناعي لعناصر اللون الفسفوري
مع ازدياد الإقبال على استخدام هذه التقنية ضمن الموضة، فقد أنتجت بعض الشركات حبرًا يستخدم في الوشم، ويمتلك خصائص مشعّة في الظلام، مما يدفع لطرح التساؤل عن سبب رؤية اللون الفسفوري في الظلام مرّة أخرى، ويكمن السبب هنا أيضًا لاحتواء هذه الأوشام على عنصر الفسفور، والذي يتطلب حرصًا شديدًا، لكونه سامًا بحسب طريقة وصوله للجسد ومصدره الأساسيّ، بالأخص عند عدم خضوع هذه الصنعة أو نوع الحبر المسخدم لإرشادات منظّمات الصحّة العالميّة، مما يجعلها أحد مسبّبات تردّي الأحوال الصحيّة أو الإصابة بمشاكل جسديّة.[٣]
وقد أوجد العلم توظيفًا صحيحًا لهذا العنصر، بحيث يتم استخدامه مؤخرًا في أعواد الثقاب، أعمال الإطفاء، صناعة مواد أصلب وأطول مدّة وكفاءةً، بالإضافة إلى استخدامه في المبيدات الحشرية، الصناعات الكيميائية، مخصّبات ومكمّلات غذائية للحيوانات، كما يقدر محتوى الأرض من صخور الفسفور المشع بنسبة 65,000,000,000 طن، يتمركز معظمها في المغرب والصحراء الغربية.[١]
المراجع
- ^ أ ب "Phosphorus", www.britannica.com, Retrieved 03-02-2020. Edited.
- ^ أ ب "Why Are Most Glow-In-the Dark Toys Green?", www.livescience.com, Retrieved 03-02-2020. Edited.
- ↑ "Are Black Light Tattoos Safe?", www.allure.com, Retrieved 03-02-2020. Edited.