محتويات
سواد الرقبة في الحمل
تمرّ المرأة بالعديد من التغيرات الجسديَّة خلال فترة الحمل، والذي يمكن ملاحظته ورصد تغيراته، كتغيّر لون البشرة التي تصبح داكنة أكثر، خاصةً حول حلمات الثدي والأجزاء المحيطة بها، والجزء الداخلي من الفخذ، والأعضاء التناسليّة، والرقبة، وسنتحدث هنا عن سواد الرقبة أو ظهور البقع الداكنة عليها خلال الحمل، والذي يعود سبب حدوثه إلى فرط التصّبغ، وزيادة نشاط الغدد المفرزة لصبغة الميلانين. ولكنْ ما سبب سواد الرقبة خلال الحمل؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ هذا ما سنجيب عنه في المقال، بالإضافة إلى بعض المعلومات ذات الأهمية.[١][٢]
ما أسباب سواد الرقبة في الحمل؟
يظهر السواد أو البقع الداكنة على الرقبة أو الأجزاء الأخرى في الجسم المرأة الحامل نتيجة فرط التصبغ، ومن الأمثلة على حالة فرط التصبغ الإصابة بما يُعرف بالكلف أو قناع الحمل (Melasma)، فالعديد من النساء الحوامل يعانين من هذه المشكلة، والتي غالبًا ما تحدث بسبب تأثير الهرمونات، فارتفاع مستوى هرمون الإستروجين عند المرأة الحامل يحفّز إنتاج صبغة الميلانين، ويتضاعف تأثيره أيضًا بارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون. كما توجد مجموعة من العوامل التي ربما يكون لها دورًا في زيادة فرصة المعاناة من هذه المشكلة خلال الحمل، ومنها:[٣][٤]
- التاريخ العائلي والوراثة: يلعب التاريخ العائلي دورًا أيضًا في تحفيز ظهور هذه المشكلة، لذا تكون النساء الحوامل أكثر عُرضة لاسوداد الرقبة في حال كان لديها من الأقارب يعاني من هذه المشكلة خلال الحمل.
- أشعة الشمس: ربما يساهم التعرض لأشعة الشمس في زيادة وضوح هذه البقع، كوْن الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس مسؤولة عن تحفيز خلايا الميلانين بشكلٍ أكبر.
- لون البشرة: أصحاب البشرة الداكنة أكثر عُرضة لاسوداد الرقبة مقارنةً بأصحاب البشرة الفاتحة، ويُعزى ذلك إلى زيادة نشاط خلايا الميلانين عند هذه الفئة.
- عوامل أخرى: كما أنَّ هناك مجموعة من المشكلات الصحية التي قد تُصيب الأفراد وتسبِّب سواد الرقبة، ولا علاقة لها بالحمل، والتي يتمكن الطبيب فقط من تشخيصها والتعرف إليها، ونذكر بعض من هذه الأسباب ما يأتي: الشواك الأسود (Acanthosis nigricans) المرتبط بمقاومة الإنسولين، وسوء نظافة الجلد، وتناول أنواع معينة من الأدوية.[٥]
كيف يمكن الوقاية من سواد الرقبة في الحمل؟
كما ذكرنا سابقًا، يرتبط تغير لون الجلد في الرقبة خلال فترة الحمل بالتغيرات الهرمونية وربما بتأثير بعض العوامل الوراثية، وهو أمر لا يُمكن تجنبه أو الوقاية من حدوثه، لكن من المُمكن تجنب العوامل التي قد تزيد من فرصة ظهور هذه المشكلة، وفي الآتي توضيح ذلك:[٣][٦]
- تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان.
- ارتداء القبعة ذات الحواف العريضة، أو الملابس التي تغطي الجسم وتقيه من أشعة الشمس الضارة.
- استخدام واقي الشمس الذي لا يقل عامل الوقاية الشمسي فيه عن (SPF 30) قبل التواجد في الخارج.
- الحرص على تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة، خاصةً تلك الغنية بالفيتامينات والعناصر التي تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة الجلد مثل فيتامين د [٦]، ويعتقد بعض الخبراء بأنَّ تغيرات لون الجلد خلال الحمل قد تكون مرتبطة أيضًا بنقص حمض الفوليك، لذا يُنصح بالحصول على كمية كافية من هذا الفيتامين عن طريق تناول الطعام، أو المكمّلات التي قد يصِفها الطبيب خلال الحمل.[٧][٤]
هل يزداد سواد الرقبة خلال الحمل؟
تغير لون الجلد خلال الحمل يعتبر شائعًا في جميع مراحله، ومن المُحتمل حدوثه في أيْ فترة من فترات الحمل، إذْ أنَّه لا يظهر في ليلة وضحاها، ولكنه يبدأ بالظهور تدريجيًّا مع تقدم الحمل، وللاطمئنان يجب دائمًا استشارة الطبيب حول أيَّة تغيرات تظهر على البشرة في أيْ جزء من الجسم، خاصةً خلال فترة الحمل.[٧]
هل يترك سواد الرقبة في الحمل أثرًا بعد الولادة؟
بالرغم من الشعور بالانزعاج وعدم الرضا عن مظهر سواد الرقبة وتغير لون الجلد في أجزاء معينة من الجسم، فإنَّ هذا التغيّر في لون الجلد غالبًا ما يزول ويعود لطبيعته خلال حوالي عِدة شهور بعد الولادة، ويجدر الذكر أنّ هنالك بعض البقع الداكنة لا تزول بعد الولادة من تِلقاء نفسها، أو أن بعض الحالات تتفاقم مع استخدام المرأة حبوب منع الحمل الهرمونية بعد انتهاء الحمل، وهنا تُنصح المرأة باستشارة الطبيب المختص، وسؤاله حول الطرق التي يمكنها تخفيف المشكلة لديها إنْ كانت تُشعرها بعدم الراحة.[٣]
بعد انتهاء الرضاعة يمكن أنْ يلجأ طبيب الجلدية لبعض الخيارات العلاجية مثل:[٤]
- الكريمات التي يمكن أنْ تُساهم في تفتيح لون البشرة، والستيرويدات الموضعيّة (Topical steroids).
- العلاجبالليزر
- فحص مستوى الهرمونات على التأكد من عدم وجود اضطرابات هرمونية معيّنة، فبمجرد عودتها لمستوياتها الطبيعية تبدأ البقع الداكنة بالاختفاء.[٤]
نصائح للتعامل مع سواد الرقبة خلال الحمل
عادةً ما يزول سواد الرقبة تدريجيًّا من تِلقاء نفسه بعد الولادة، إلَّا أنَّه قد يكون مصدرًا للانزعاج بالنسبة للمرأة، ويمكن حينها التعامل معه بطرق عِدة، نذكر منها:[٤]
- الاستعانة بكريمات الأساس وموحدات لون البشرة لإخفاء اللون الداكن للرقبة، ولأنَّ البشرة تكون أكثر حساسية خلال الحمل، يجب اختيار هذه الكريمات بعناية، إذْ ينصح بانتقاء الأنواع التي لا تسبِّب انسداد المسام، وتكون مضادّة للحساسية، أو تِلك الأنواع المخصَّصة لحالات فرط التصبغ التي تُوفر تناغم أكثر في لون البشرة.
- استخدام منتجات العناية بالبشرة الخاصة بالبشرة الحسَّاسة، فبعض المنتجات تحتوي على مواد تزيد من تهيج البشرة وتفاقم لونها الداكن.
- تناول كميات كافية من الأطعمة على التي تحتوي على نسب عالية من حمض الفوليك، كالسبانخ، والفواكه الحمضية.
- تجنب استخدام الشمع لإزالة الشعر في المناطق الداكنة، فالشمع قد يكون سببًا في التهاب البشرة وتهيجها، وتفاقم المشكلة.
- تجنب استخدام أيَّة مستحضرات كيميائية لتقشير البشرة أو تفتيحها خلال الحمل أو الرضاعة، أو العلاجات الأخرى التي تُستخدم لتفتيح البشرة، فمن المُمكن أنْ تضرّ هذه المواد بالجنين.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس، ووضع واقي الشمس حتى في الأيام الغائمة.
المراجع
- ↑ Lori Smith (2019-02-19), "Which skin conditions occur during pregnancy?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ↑ "What skin changes can I expect during pregnancy?", mayoclinic, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ^ أ ب ت "Skin changes during pregnancy", babycentre, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Jaime Rochelle Herndon, "Chloasma During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ↑ Julie Ryan Evans, "Black Neck", healthline, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ^ أ ب "Melasma: Prevention", clevelandclinic, Retrieved 2020-11-28. Edited.
- ^ أ ب Amy OConnor (2020-11-10), "Skin Darkening and Discoloration During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 2020-11-28. Edited.