سبب موت الرسول

كتابة:
سبب موت الرسول

سبب موت الرسول

ما هو المرض الذي توفي به الرسول؟

أصيب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بحمَّى شديدة، وذلك بعد حجَّة الوداع بثلاثة أشهر، وكان في حينها يقيم في منزل أمّ المؤمنين ميمونة، فطلب أن يمرض في بيت السيّدة عائشة رضي الله عنها؛ فكانت تقرأ المعوذات بشكلٍ دائمٍ فوق رأسه، وتمسح بيده على رأسه لبركتها، ووصلت به الحمَّى إلى درجةٍ عالية، وعندما حضره الموت كان يُخل يده -عليه الصَّلاة والسلام- إلى إناء ماءٍ ويمسح بها وجهه من شدّة الحمى التي أصابته، ويقول: "لا إله إلا الله، إنَّ للموتِ سكَرَات، ثمَّ نَصَبَ يدَهُ، فجعلَ يقول:في الرفيقِ الأعلى حتّى قُبِضَ ومالت يدُهُ"،[١] وقد توفي رسول الله في حجر عائشة يوم الإثنين من ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة.[٢]


شبهة موت الرسول مسمومًا

مَن هو الذي سمّم الرسول؟

ورد فيما يخصُّ وفاة رسول الله مسمومًا في الصحيحين أنّ قبل وفاتِه بثلاث سنوات كان قد أكلَ من شاةٍ مسمومة، كانت قد سمَّمتها امراةٌ يهوديَّة تدعى زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم، وكان رسول الله قد أكل لقمةً منها، ثمَّ لفظها ولم يبلعها، ولكنَّه قد يكون تأثَّر بها، وقد احتجم بعد أكله منها، وطلب ممَّن أكل منها أن يحتجم أيضًا، وقد مات بعضٌ منهم، وقد جاء في حديثٍ عنه عليه الصلاة والسلام: " قال في وجعِه الذي مات فيه: ما زلتُ أجدُ من الأكلةِ التي أكلتُ بخيبر، فهذا أوانُ قطَعَتْ أبْهَري".[٣][٤]


هل يعدّ الرسول شهيدًا؟

وردت عدَّة أقاويل حول إن كان رسول الله شهيدًا أم لا؟، منها قول ابن مسعود -رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله: " لئن أحلف بالله تسعًا أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قُتِلَ قتلًا أحبُّ إليَّ من أنْ أحلفَ واحدةً وذلك بأنَّ الله -عزّ وجل- اتّخذهُ نبيًا وجعله شهيدًا".[٥][٦]


وقد ورد أيضًا في حديث رسول الله أنَّ اليهوديّة التي سممته قالت له بعد أن سألها عن سبب وضع السمّ له: "إنْ كنتَ نبيًّا لن يضرَّك الذي صنعتُ، وإن كنتَ ملكًا أرحتُ الناسَ منكَ"،[٣] فقد قال الزرقاني في ذلك: إنّها معجزةٌ من المعجزات؛ حيث أراد الله أن يثبَت نبوّة النبي محمَّد فلم يضرُّه السم في حينها، وأراد أن يكرمه بالشهادة، فأماته متأثّرًا بالسمِّ فيما بعد.[٤]


هل اختار النبي صلى الله عليه وسلم الموت على الحياة؟

وعند اشتداد مرض رسول الله عليه، خرج إلى النّاس متّكأً على العباس وعلي -رضي الله عنهما- فصلّى وخطب بهم، وبيّن لهم في حديثه أنّ الله -تعالى- خيّره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وذلك في قوله: "إنّ عبدًا عُرضِت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة، قال: لم يفطِن لها أحدٌ غيرُ أبي بكر، فذرفت عيناه فبكى".[٧][٢]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائئشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4449، صحيح.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 272. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:4512، صحيح.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 234. بتصرّف.
  5. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد ، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:220، صحيح.
  6. نزار ريان، كتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأظلمت المدينة، صفحة 54. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:5914، صحيح.
6109 مشاهدة
للأعلى للسفل
×