سبب نزول آية (ما قطعتم من لينة)

كتابة:
سبب نزول آية (ما قطعتم من لينة)

سبب نزول آية (ما قطعتم من لينة)

كان سبب نزول هذه الآية الكريمة حدثاً من أحداث حصار النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين لحصون بني النضير، وهو قطع المسلمين لبعض نخيل اليهود، وترك بعضها الآخر.[١]

وقد فعل المسلمون ذلك الأمر بإذن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل فعلها بعض المسلمين ولما رأى ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرهم ولم يمنعهم ولم يعقب على ذلك، وكان هذا الفعل محل خلاف بين المسلمين؛ لأن المسلم لا يهلك الزرع ولا يخرب، علماً أن عدد النخلات التي قطعها المسلمون ست نخلات فقط وقيل نخلتان.[١]

ومما يرجح أن الفعل كان بعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- أو حتى أمره؛ ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَحَرَّقَ)،[٢] كما استنبط من هذا الفعل جواز تخريب الديار وحرق الزروع وقطع أشجار العدو إذا اقتضت الضرورة الحربية ذلك.[٣]

تفسير الآية الكريمة

اللينة: هي النخلة ذات الثمر الطيب، وهو اسم يطلق على أنواع محددة من النخيل ولا يطلق عليها جميعا،[١] وهذه الآية الكريمة توضح أن قطع بعض تلك النخلات وترك باقيها كان بإذن الله -سبحانه وتعالى-، فكأن إذن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو إذن منه -عز وجل-، أو قيل إن إذنه -سبحانه وتعالى- هي رضاه عن الفعل.

والآية تبين أنّ الهدف من هذا القطع؛ كان من أجل جعل اليهود يستسلمون، ولإلقاء الرعب في نفوسهم، وجعلهم يذوقون الذل والحسرة والخزي وهم يرون أفضل أموالهم تقطع بأيدي أعدائهم.[١]

وأما ما بقي قائماً من النخيل كان مصدر حسرة وخزي كذلك؛ لأنهم سيتركونه لأعدائهم المسلمين بعد أن ينهزموا أمامهم، ويتركوا أرضهم وديارهم، ويدلل على ذلك أنهم عندما أخذوا يخرِّبون ديارهم بأيديهم وهم يرحلون حتى لا يستفيد منها المسلمون، فالإذن بقطع النخيل أو تركه كان سبباً لتعذيبهم.[١]

التعريف بسورة الحشر

هذه الآية الكريمة هي الآية الخامسة من سورة الحشر، وسورة الحشر سورة مدنية، تتناول موضوع إجلاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ليهود بني النضير من المدينة المنورة بعد نقضهم الصلح معه، وكان ذلك بعد أن تآمروا لقتله -صلى الله عليه وسلم- حين جاءهم ليساعدوه في دية قتيلين قتلهما أحد المسلمين خطأً بناء على العهد الذي كان بينهم.[٤]

وجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قواته وحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، وكانت حصونهم منيعة حتى ظن هؤلاء اليهود أنّ الحصون ستمنعم من المسلمين، وكذلك ظن المسلمون، ولكن الله -سبحانه وتعالى- من بيده كل شيء ألقى في قلوبهم الرعب فاستسلموا وأخذ المسلمون ديارهم بالتزامن مع خروج يهود بني النضير ومعهم ما تحمل دوابهم.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 75-78، جزء 28. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم:1746، صحيح.
  3. الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 74، جزء 28. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 279-283، جزء 14. بتصرّف.
5223 مشاهدة
للأعلى للسفل
×