آية الكرسي
إنَّ آية الكرسي هي إحدى آيات سورة البقرة وسورة البقرة سورة مدنية، وهي أول سورة نزلت على رسول الله -عليه الصلاة والسّلام- في المدينة المنورة، وآية الكرسي هي الآية رقم (255) من سورة البقرة؛ السورة الأطول في القرآن الكريم، وتحوي على فكرة توحيد الله وتنزيهه عن الشركاء سبحانه وتعالى، وهي ذات أهمية وفضل كبير، وردتْ لها فضائل عدّة في صحيح السنة النبوية الشريفة، وحثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على حفظها وتلاوتها، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن سبب نزول آية الكرسي وسبب تسميتها وفضلها.
سبب تسمية آية الكرسي
إنَّ قارئ آية الكرسي، سيمرُّ على قول الله تعالى فيها: "وسعَ كرسيّه السماوات والأرض"، [١]، ومن الواضح أن سبب التسمية جاء من ورودِ كلمة الكرسي في هذه الآية الكريمة والكرسيُّ مخلوق عظيم فوق السماء السابعة غير العرش، قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: "هو موضع القدمين"، أيّ قدمي الله سبحانه وتعالى، وقال بعض أهل العلم: "إنَّهُ العرش"؛ لأنَّ العرش يُسمَّى كرسيّ، والمشهور الأول: إنَّهُ مخلوقٌ عظيمٌ فوق السَّماء السَّابعةِ غير العرش الذي هو عرش الله تعالى، ويعني فوقه الله سبحانه وتعالى. [٢].
سبب نزول آية الكرسي
إنَّ آية الكرسي -كما وردَ سابقًا- من سورة البقرة، وهي أطول سور القرآن الكريم، ويصعب حصر سبب نزول آية الكرسي لأنها من السور الطويلة، وفي الحديث عن آية الكرسي، فإّنه لم يردْ سببٌ لنزولها في الصحيح، والواردُ فقط هو حديث منكر، وردَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّه سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول وهو مُعتَلٍ المنبرَ: "وقع في نفسِ موسى هل ينام الله عز وجل؟، فأرسل الله إليه ملكًا فأرقه ثلاثًا وأعطاه قارورتينِ في كلِّ يدٍ قارورةٌ، وأمره أن يحتفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقتْ يداه وانكسرتِ القارورتانِ، قال: ضرب الله له مثلاً؛ إن الله تبارك وتعالى لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض"، [٣]، وقد ذكرَ ابن كثير هذا الحديث وقال: "حديث غريب بل منكر، ليس بمرفوع بل من الإسرائيليات المنكرة، فإنَّ موسى أجلُّ من أنْ يجوز على الله -سبحانه وتعالى- النوم، وقال لا يصحُّ هذا الحديث، ضعَّفَهُ غير واحد منهم البيهقي"، وتقول الروايات إنّ سبب نزول آية الكرسي ردًّا على هذا الحديث، فقد وردَ فيها قولُ الله تعالى: "لا تأخذهُ سِنةٌ ولا نوم" [١]، والله تعالى أعلم. [٤].
فضل آية الكرسي
لقد وردَ في السنة النبوية الصحيحة فضلٌ عظيم لآية الكرسي، بيدَ أنَّ القرآن الكريم كلُّهُ فضل وخير، إلّا أنَّ ما ورَد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفي صحيحه كان عن فضل آية الكرسي، وهو ما وردَ عن أُبي بن كعب أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- سأله: "يا أبا المنذرِ! أتَدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معَك أعظَمُ؟، قالَ: قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلمُ، قال: يا أبا المنذِرِ! أتَدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معَكَ أعظمُ؟، قلتُ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، قال: فضَربَ في صَدري، وقال: واللهِ لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ! والَّذي نَفسي بيدِه إنَّ لهذه الآيةِ لِسانًا وشَفتيْنِ تُقَدِّسُ المَلِكَ عِندَ ساقِ العَرشِ"، [٥]، ووردَ عن أبي أمامة الباهلي في فضل قراءة آية الكرسي، قولُ رسول الله -عليه الصّلاة السّلام-: "مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ ، إلَّا الموتُ"، [٦]. [٧].
المراجع
- ^ أ ب {البقرة: الآية 255}
- ↑ تفسير آية الكرسي, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن الجوزي، المصدر: العلل المتناهية، الصفحة أو الرقم: 1/40، خلاصة حكم المحدث: لا يثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد روي عن سعيد بن جبير قوله: إن بني إسرائيل قالوا لموسى -عليه السّلام- هل ينام ربنا وهذا هو الصحيح
- ↑ مقتطفات من الحديث الشريف, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1471، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أبو أمامة الباهلي، المحدث: ابن حبان، المصدر: بلوغ المرام، الصفحة أو الرقم: 97، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ فضل آية الكرسي, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرّف