سبب نزول سورة إبراهيم

كتابة:
سبب نزول سورة إبراهيم

سورة إبراهيم

تعدُّ سورة إبراهيم من السور المكيّة، أيْ من السور التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرمة، وتُستثنى منها الآيتان "28-29" فهما آيتانِ مَدَنيّتان، أي نزلتَا على رسولِ الله -عليه الصّلاة والسّلام- في المدينة المنورة، فهي سورة مكيّة عدد آياتها 52 آيةً، وهي السورة الرابعة عشر في ترتيب المصحف الشريف، فهي في الجزء 13، والحزب 26 من القرآن الكريم، وهي من السور التي تبدأ بحروف مقطعة، فأوّل آية في سورةِ إبراهيم هي "الر"، أيْ ألف لام راء، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن سبب تسمية سورة إبراهيم بهذا الاسم وسبب نزولها وفضلها.

سبب تسمية سورة إبراهيم

تختلف أسباب التسميات في السور القرآنيّة بين سورة وأخرى، وغالبًا ما يرجعُ سبب التسمية إلى مضمون السورة، أي إلى ما تحوي هذه السورة من قصص وحكم وعبر، ولا شكّ أنّ سورة إبراهيم لا تحتاج لتفسير سبب تسميتها بهذا الاسم، فاسمُها يشرح سبب تسميتها بنفسه، فسورة إبراهيم تروي قصّة سيدنا إبراهيم -عليه الصّلاة والسّلام- ولهذا سُمِّيت باسمِهِ، وقد قدمت سورة إبراهيم كثيرًا من المواقف التي تشرح قصة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ومن هذه المواقف عرض لموقف سيدنا إبراهيم -عليه الصّلاة والسّلام- من نعمة الله تعالى، فقد عرف أنَّ نعمة الله -سبحانه وتعالى- تتجلَّى في نعمة الإيمان، قال تعالى: "الحمدُ للّه الَّذي وهَبَ لي عَلَى الكبرِ إِسْمَاعِيلَ وإِسحَقَ إِنَّ رَبِّي لسَمِيعُ الدُّعَاء * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ومِن ذُرِّيَّتي ربَّنَا وتقبَّلْ دُعَاء"، [١]، فسمِّيتِ السورةُ باسمه لأنه خير نموذج لمن قدّر نعمة الله عزّ وجلّ.  [٢].

سبب نزول سورة إبراهيم

تتعدّد أسبابُ النزول في القرآن الكريم، ويظهر تعدد الأسباب جليًّا في السور الطويلة من كتاب الله عزَّ وجلّ، وسورة إبراهيم من السور الطويلة، والتي نزلتْ في مواقف متعددة، وفي أماكن متعددة، ومن المعروف أنّ آيات القرآن تنزل -في الغالب- وفقًا لحادثة حصلتْ مع النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلّم- أو مع أحد أصحابِهِ، ولأن سورة إبراهيم نزلت في أماكن متعددة ومراحل مختلفة، لا يمكن حصر سبب نزول سورة إبراهيم في سبب واحد، فعلم أسباب النزول، علم ضخم وواسع، وهو قاعدة أساسية في تفسير كتاب الله، ومن أسباب نزول أحد آيات سورة إبراهيم، قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ"، [٣]، فقد أخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال: "نزلتْ هذه الآية في الذين قُتلوا يوم بدر"، فقد قال تعالى عنهم: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا"، وأسباب النزول مختلفة لا يمكن حصرها، لأن سورة إبراهيم من السور الطويلة والتي نزلت على مراحل كما ورد سابقًا. [٤].

فضل سورة إبراهيم

إنّ قراءةَ سائر القرآن الكريم خير وأجرٌ من الله -عزّ وجلّ-، فقد وردَ عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "من قرأ حرفًا من كتابِ الله؛ فلهُ بهِ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكنْ ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف"، [٥]، وسورة إبراهيم من سور القرآن الذي به الخير الكثير، فهو كلام الله -عزّ وجلّ- الحكيم العليم، وهو كلام متعبَّدٌ بتلاوتِهِ، وفيه من الحكم والعبرة ما لا يعدُّ ولا يُحصى. [٦].

المراجع

  1. {إبراهيم: الآية 39 – 40}
  2. سورة إبراهيم: نعمة الإيمان ونقمة الكفر, ، "www.kalemtayeb.com "، اطُّلِع عليه بتاريخ 19-09-2018، بتصرُّف
  3. {إبراهيم: الآية 12}
  4. سورة إبراهيم: أسباب النزول, ، "www.islamweb.net "، اطُّلِع عليه بتاريخ 19-09-2018، بتصرُّف
  5. الراوي: عبد الله بن مسعود، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1416، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. حفظ القرآن وفضائل بعض السور, ، "www.islamqa.info "، اطُّلِع عليه بتاريخ 19-09-2018، بتصرُّف
5345 مشاهدة
للأعلى للسفل
×