سبب نزول سورة التكاثر

كتابة:
سبب نزول سورة التكاثر


سبب نزول سور التكاثر 

القول الأول 

ذكر ابن أبي حاتم عن أبي بريدة، أنّ سورة التكاثر نزلت في قبيلتين من الأنصار؛ بنو حارثة وبنو حرث، وكانت كلّ واحدةٍ منهما تفخر بما لديها من الأنساب والأولاد والأموال، فإذا فعلت إحداهما ذلك قامت الأخرى ففعلت مثل الأولى، حتّى وصل بهم الأمر أن يذهبوا إلى القبور ويتباهون ويتفاخرون بأمواتهم، ويشيرون إليهم في قبورهم، وفعلت كذلك الطائفة الأخرى.[١]


وجاءت الآيات الكريمة من سورة التكاثر تنهاهم عن هذه العمل الشنيع، ووصفت الآيات فعلهم الذي تمادوا فيه، فقال -تعالى-: (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)،[٢] والمراد من ذلك أنّهم فعلوا القبيح ووصل بهم الأمر إلى زيارة القبور، وجعل الله الآيات بمثابة عتاب ولومٍ من الله لهم على فعلهم.[٣]


القول الثاني 

من الروايات التي وردت فيما يتعلق بسبب نزول سورة التكاثر؛ ما ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّها نزلت في بني عبد مناف من قبيلة قريش، وبني سهم من القبيلة نفسها، فقد بدأت كلٍّ منهما تفتخر بنفسها وأموالها وأولادها، وتنظر لنفسها أنّها الأفضل.


وتقول للأخرى عمّا تفخر به من والسيادة والعز، فأنزل الله السورة الكريمة؛ لتنهاهم عن هذه المفاخرة، وترشدهم إلى الإكثار من الأعمال الصالحة التي تنفعهم في الدنيا والآخرة.[٤]


تاريخ ومكان نزول سورة التكاثر

سُمّيت سورة التكاثر في بعض المصاحف بسورة ألهاكم، وأطلق عليها بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- اسم المقبرة، أمّا عدد آياتها ثماني آيات، تعدّ سورة التكاثر من السور التي نزلت قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، فهي سورة مكيّة، وكذلك ذكر القرطبي عن المفسرين أنّها مكيّة، أمّا الإمام البخاري فقد روى أنّها من السور المدنية.[٤]


وقد جاءت السورة تنهى عمّا كان يقوم به الناس من التفاخر والتكاثر، وحثّهم على الإكثار من الأعمال الصالحة التي تنجيهم من عذاب الله يوم القيامة، والتأكيد على أنّ هذا اليوم حقّ بما يتضمّنه من الحساب والجزاء.[٤]


فوائد ولطائف سورة التكاثر

من الفوائد واللطائف التي تدور حولها سورة التكاثر ما يأتي:[٥]

  • بيّنت السورة أنّ الموت أعظم وأنجح موعظة يتعظها الإنسان.
  • بيّنت السورة أنّ الإكثار من الصالحات تنفع صاحبها في دينه ودنياه، وأرشدت إلى عدم الحرص على الإكثار من الأموال والأولاد ومتاع الدنيا الفانية.
  • استخدام مصطلح علم اليقين؛ وهو السماع بالشيء والعلم به دون مشاهدته، أمّا مصطلح عين اليقين؛ يجمع ما بين العلم والرؤية، وفى ذلك تأكيد على حقيقة ما يجد المسلم يوم القيامة.
  • الإنسان مسؤول يوم القيامة بين يدي الله -عزّ وجلّ- عمّا أنعم الله عليه من الأمن، والصحة، والمأكل، والمشرب.
  • شمول قول الله -تعالى-: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)،[٦] لكلِّ ما يمكن أن يتفاخر به المتفاخرون، دون حصره على شيءِ معين من الأصناف والألوان أو غيرها مما يتفرّع عنه.
  • الموت ليس نهاية الحياة، وحياة القبر ما هى إلّا مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الإنسان وزيارة لقول الله -تعالى-: (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ).[٧]

المراجع

  1. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت :دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 143، جزء 12. بتصرّف.
  2. سورة التكاثر ، آية:2
  3. محمد الشنقيطي ، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 12، جزء 36. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت محمد سيد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة :دار نهضة مصر ، صفحة 493، جزء 15. بتصرّف.
  5. عادل محمد خليل (2017)، أول مرة أتدبر القرآن (الطبعة 13)، الكويت :شركة إس بي، صفحة 320-321. بتصرّف.
  6. سورة التكاثر ، آية:1
  7. سورة التكاثر ، آية:2
2818 مشاهدة
للأعلى للسفل
×