سبب نزول سورة التكوير

كتابة:
سبب نزول سورة التكوير

سورة التكوير

  • تعدّ سورة التكوير إحدى السور المُجمع عليها بكونها مكية، ويبلغ عدد آياتها تسع وعشرين، أمّا ترتيبها وفق الرسم القرآني فهي السورة الحادية والثمانون، وترتيبها وفق نزول السور فهي السورة السابعة حيث نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة الأعلى، ويعود سبب تسمية سورة التكوير بهذا الاسم لفتتاحها بقول الله -تعالى-: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)،[١] ولفظ كورت أي جُمع بعضها إلى بعض ولُفّت حتى أصبح شكلها كروي ثمّ رُمي بها واختفى ضوءها، وقد سمّاها البخاري في صحيحه والترمذي والطبري باسم "سورة إذا الشمس كورت".[٢][٣][٤]
  • وقد ذُكر في فضل سورة التكوير قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من سرّهُ أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنّه رأَيَ العينِ فليقرأ إِذَا الشّمْسُ كُوِّرَتْ وَ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ)،[٥] كما وقد أشار سيد قطب -رحمه الله- في كتابه الظلال إلى حديث سورة التكوير عن حقيقتين عظيمتين من حقائق العقيدة وعلاجهما، أمّا الأولى فحديثها عن حقيقة يوم القيامة وأهوالها وما يصاحب ذلك من تغيير كوني هائل، والثانية حديثها عن حقيقة الوحي وذكر صفة الملك المرسَل به، والنبي المرسَل إليه.[٢][٣]


سبب نزول سورة التكوير

لم يرد عن علماء أهل التفسير المنشغلين بأسباب النزول كالإمام الواحدي ذكر سبب نزول خاص بسورة التكوير، وإنّما ذُكر سبب نزول متعلقاً بالآية الأخيرة منها، وهي قول الله -تعالى-: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)،[٦] حيث أنّه عندما نزلت الآية السابقة لها وهي الآية الثامنة والعشرون، وفيها يقول الله -تعالى-: (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ)،[٧] أخذ أبو جهل بالاعتراض على الله -تعالى- ويقول: "ذَلِكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ نَشَأْ لَمْ نستقم"، فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).[٦][٨]


مقاصد سورة التكوير

احتوت سورة التكوير على الكثير من الدروس والمقاصد ومنها ما يأتي:[٩]

  • الحديث عن مدى قدرة الله -تعالى- التي ليس لها حدود ومثيل، وكيف ينقلب حال الدنيا عندما يأذن -سبحانه- بقيام الساعة، فأحوال المخلوقات تتبدّل وتتغير، ويطّلع كل إنسان على أعماله التي قام بها في الحياة الدنيا.
  • الحديث عن أحوال يوم القيامة، وما يُرافق ذلك من انقلاب وتغيير هائل للكون كله بما في ذلك الشمس، والقمر، والجبال، والبحار، والأنهار.
  • الحديث عن الوحي ورسالة الله -تعالى- إلى رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذكر صفات النبي المُرسل إليه الوحي.
  • الإشارة إلى أنّ الدنيا لا تعدّ مقراً دائماً للخلق، وإنّما هي طريق وممر يؤدي بهم إلى الآخرة.
  • الإشارة إلى أنّ القرآن الكريم فيه التذكرة والعبرة لمن أراد الطريق المستقيم طريق الله -تعالى-، وممّا لا شكّ فيه أنّ الله -تعالى- مع من أراد الهداية وسعى إليها.
  • إثبات نزول القرآن الكريم من عند الله -تعالى- على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وذلك بواسطة الوحي الأمين.


المراجع

  1. سورة التكوير، آية:1
  2. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 139. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6387-6389. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 79. بتصرّف.
  5. رواه الالباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1081 ، صحيح.
  6. ^ أ ب سورة التكوير، آية:29
  7. سورة التكوير، آية:28
  8. الواحدي، أسباب النزول، صفحة 473. بتصرّف.
  9. عبد الحليم عويس (31-1-2018)، "تفسير سورة التكوير للناشئين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2022. بتصرّف.
2941 مشاهدة
للأعلى للسفل
×