سبب نزول سورة الجمعة
ما علاقة القافلة التي أتتْ من الشام بنزول سورة الجمعة؟
لم يرد في سورة الجمعة سبب لنزولها كاملةً، ولكن قد أورد المفسرون سببًا لنزول بعض آياتها، فقد ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: "بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ أقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا، فَالْتَفَتُوا إلَيْهَا حتَّى ما بَقِيَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إلَيْهَا وتَرَكُوكَ قَائِمًا}"،[١] فنزلت الآية لذلك.[٢]
كما أورد السيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول عن ابن جرير كما روى عن جابر -رضي الله عنه- أيضًا أنَّ الجواري كانت إذا نُكِحت تمرُّ بالمزامير والكير وتترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطبُ على منبره، فنزلت الآية، ويشير إلى أنَّها قد تكون نزلت في كلا الأمرين لأنَّ ابن المنذر أخرج عن جابر قصة النكاح وقدوم العير معًا.[٣]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الجمعة وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الجمعة
أين نزلت سورة الجمعة؟
سورة الجمعة من السور المدنية بإجماع الفقهاء،[٤] ورقم ترتيبها من حيث النزول هو الرابع والعشرون حسب بعض الأقوال، فقد وردَت عدة أقوال في ترتيب نزولها، فقد ورد أنّها قد نزلت في وقتٍ كان بعض اليهود ما يزالون في المدينة المنورة وهم على شيء من القوة، لذلك فقد قالوا إنّها قد نزلت قبل سورة الأحزاب التي وردَ فيها تنكيل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باليهود،[٥] وقالوا كذلك إنَّها نزلت بعد سورة الصف حسب ما ورد في تفسير المراغي.[٦]
وقد ذهبَ ابن عاشور إلى أنَّها نزلت في السنة السادسة للهجرة وهي سنة خيبر؛ أي إنّها قد نزلت بعد فتح خيبر، وذلك روايةً عن جابر بن زيد، وبذلك فإنّ ترتيبها هو السادسة بعد المئة من حيث النزول، وبحسب هذه الرواية تكون قد نزلت قبل سورة التغابن وبعد سورة التحريم.[٧]
كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الجمعة بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الجمعة
ما سبب تسمية سورة الجمعة بهذا الاسم؟
سمِّيَت سورة الجمعة بهذا الاسم لمجيء لفظ الجمعة في الآية التاسعة منها، والمُراد به يوم الجمعة وهو اليوم السابع في الأسبوع عند المسلمين والذي تقام فيه صلاة الجمعة، إذ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ}،[٨] وقد سمِّيَت في جميع كتب التفاسير وعند الصحابة بهذا الاسم ولم يعرَف لها اسم غيره، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَأُنْزِلَتْ عليه سُورَةُ الجُمُعَةِ".[٩][١٠]
وللاستزادة حول سورة الجمعة وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الجمعة
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:936، حديث صحيح.
- ↑ الواحدي، كتاب أسباب النزول ت الحميدان، صفحة 428. بتصرّف.
- ↑ السيوطي، لباب النقول في أسباب النزول، صفحة 196. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 91. بتصرّف.
- ↑ محمد عزة دروزة، التفسير الحديث، صفحة 328-329. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن مصطفى المراغي، تفسير المراغي، صفحة 93. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور ، التحرير والتنوير، صفحة 205. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية:9
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4897، حديث صحيح.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 204. بتصرّف.