سبب نزول آية: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل
أورد الإمام الواحدي النيسابوري روايةً في سببِ نزول قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ},[١] فقد نزلت هذه الآية في شأن أبي بكر -رضي الله عنه- حين كان يجلس في مجلس النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهو يظهر في حالة رثَّة أصابته بسبب شدة وفقر, فجاءه جبريل -عليه السلام- يسأل عن حال أبي بكر لم هو كذلك؟.
فأجابه النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّ أبا بكر قد أنفق ماله كلَّه عليه, أي على نصرة الدين وحماية النبي قبل الفتح, فقال له جبريل -عليه السلام-: إنَّ الله تعالى يقرؤه السلام ويقول له: هل أنت راضٍ عنِّي في فقرك هذا أم ساخط؟, وعندما سمع أبا بكر ذلك بكى وقال: أنا عن ربِّي راضٍ، وبذلك نزلت الآية.[٢]
سبب نزول آية: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
أورد الامام الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}،[٣] أنَّ هذه الآية نزلت في المنافقينَ بعد الهجرةِ بسنة، فقد جاءوا إلى سلمان الفارسي -رضي الله عنه- فطلبوا منه أن يحدِّثهم عن بعض ما في التوراة بقصد الاستهزاء وليس بقصد الإيمان, فأنزل الله تعالى هذه الآية, وقال غيره من المفسِّرين أنها نزلت في المؤمنين.[٤]
وورد عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّهم كانوا يسألون النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مسائل, فتأتيهم الإجابة من كتاب الله آيات تتنزل, فسألوه أن يقصَّ عليهم فأَنزل الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}،[٥] وسألوه أن يحدِّثهم فأنزل الله تعالى: {ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ}،[٦] وسألوه أن يذكِّرهم, فأنزل الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ}.[٧][٨]
سبب تسمية سورة الحديد بهذا الاسم
سُمِّيت سورةُ الحديدِ بهذا الاسمِ لأنَّها تناولتْ موضوع نزولِ الحديد في إحدى آياتها، وهي السورةُ التي تناولت تخصيص الحديثَ عن هذا العُنصر, فلم يُذكر مخصصًا في غير هذا الموضع من القرآن الكريم، فكان سببًا في تسميةِ السورةِ بهذا الاسم, حيث قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّناتِ وَأَنْـزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.[٩][١٠]
المراجع
- ↑ سورة الحديد، آية:10
- ↑ الواحدي النيسابوري (1988)، أسباب النزول (الطبعة 4)، القاهرة:دار الاصلاح، صفحة 6321، جزء 3.
- ↑ سورة الحديد، آية:16
- ↑ الصابوني (2012)، صفوة التفاسير (الطبعة 3)، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 2541، جزء 3.
- ↑ سورة يوسف، آية:3
- ↑ سورة الزمر، آية:23
- ↑ سورة الحديد، آية:16
- ↑ الواحدي النيسابوري (1988)، أسباب النزول (الطبعة 3)، القاهرة:دار الاصلاح، صفحة 6325، جزء 2.
- ↑ سورة الحديد، آية:25
- ↑ ابن كثير (2001)، تفسير القران العظيم (الطبعة 5)، بيروت:دار ابن حزم، صفحة 6522، جزء 5.