سبب نزول سورة الرحمن

كتابة:
سبب نزول سورة الرحمن




سبب نزول سورة الرحمن

ورد في سبب نزول سورة الرحمن أنها نزلت لتثبت صفة الرحمن لله -سبحانه وتعالى- التي تساءَل عنها المشركون، وادّعوا أن الله -سبحانه وتعالى- ليس له هذا الوصف أو الاسم، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- ادّعاءهم هذا في سورة الفرقان في قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً).[١][٢]


وقد ورد أن قوله -سبحانه وتعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)،[٣] قد نزلت في حق أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٤]


التعريف بسورة الرحمن

سورة الرحمن عدد آياتها ثمان وسبعون آية، وسمّيت بسورة الرحمن لافتتاحها باسم الله الرحمن -سبحانه وتعالى-،[٥] وقد ورد تسميتها بهذا الاسم في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- الذي أخرجه الترمذي في صحيحه، وحسنه الألباني قال فيه: (خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها).[٦]


كما سمّاها صاحب الإتقان بعروس القرآن؛ لما ورد في الحديث الشريف: (لكلِّ شيءٍ عروسٌ، وعروسُ القرآنِ الرحمنِ)،[٧] وهذا وصفٌ لفضلها لا يستدل منه على تسميتها به.[٢]


وهي سورةٌ مكيةٌ على قول أكثر الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- والتابعين وقد ورد أنها مدنية، نزلت بين صلح الحديبية وغزوة تبوك، ونزلت بعد نزول سورة الرعد، على رواية عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-.


مقاصد سورة الرحمن

إنّ لسورة الرحمن جملة من المقاصد تهدف إلى إيصالها، يمكننا أن نبيّن بعضها في النقاط التالية:[٢]

  • الله -سبحانه وتعالى- يمنّ على الناس بأهم شيءٍ من نعمه عليهم وهو الدين الإسلامي، واختار أعلى ما في الدين وهو القرآن الكريم.
  • ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي اختصه الله -سبحانه وتعالى- بتعليمه القرآن الكريم، لينقل تعليمه إلى الناس.
  • الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وميّزه على سائر خلقه بالعلم والبيان، وقد قدّم على ذكر خَلقِ الإنسان ذكر تعليمه القرآن؛ لبيان أهمية الدين على مجرد الخلق
  • التذكير بدلائل قدرته -سبحانه وتعالى-، وأنه أتقن كلّ شيءٍ من خلقه، وأن كلّ ذلك نعيمٌ منه -سبحانه وتعالى- على الإنسان؛ ليسخره فيما يشاء.
  • إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الجن كما خلق الناس، وأنهم مُكلّفون بالدين مثلهم ولهم جزاءٌ على أعمالهم.
  • إن الله سبحانه وتعالى- حكم على جميع الخلائق بالفناء بالموت، ولكنه ليس فناءً نهائياً، بل سيأتي بعد ذلك يومٌ يُحشر فيه الخلق، ويُجازون فيه على الأعمال.
  • التذكير بأهمية العدل، ووجوب إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم.
  • التأكيد بقوله -سبحانه وتعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)،[٨] بعد كلّ آيةٍ أو آيتين في سورة الرحمن؛ وذلك لتذكير الله -سبحانه وتعالى- للناس بنعمه عليهم، وهو أسلوب بديع تستخدمه العرب، وقد تكرّرت الآية الكريمة واحداً وثلاثين مرة في سورة الرحمن.


المراجع

  1. سورة الفرقان، آية:60
  2. ^ أ ب ت ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 227-228، جزء 27. بتصرّف.
  3. سورة الرحمن، آية:46
  4. السيوطي، أسباب النزول المسمى لباب النقول في أسباب النزول السيوطي، صفحة 250. بتصرّف.
  5. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 91، جزء 9. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:3291، حسن.
  7. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:4729، ضعيف.
  8. سورة الرحمن، آية:13
2817 مشاهدة
للأعلى للسفل
×