سبب نزول سورة السجدة

كتابة:
سبب نزول سورة السجدة

سبب نزول سورة السجدة

لم يرد في كتب التفسير سبب لنزول سورة السجدة بكاملها، وإنَّما كان موضوعها إثبات أصول العقيدة مثل معظم السور المكية، وقد ورد في بعض آياتها أسباب نزول سيتمُّ بيانها فيما يأتي:[١]


سبب نزول آية: تتجافى جنوبهم عن المضاجع

روى بلال -رضي الله عنه- سبب نزول هذه الآية وذلك عندما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يجلس في المسجد مع أصحابه كان بعضٌ منهم يصلون بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقالأنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ هذه الآية نزلت في الصحابة الذين كانوا يصلون من المغرب إلى العشاء، وأخرج الترمذي أن نزول هذه الآية كان في انتظار صلاة العشاء وقيل هي قيام العبد للصلاة في أول الليل.[٢]


وقيل أيضًا أنّها نزلت في الذين يتهجدون ويقومون الليل لأداء الصلاة من جوف الليل ويدل على هذا القول ما رواه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حيث قال: "كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ، فأصبَحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نَسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أخبرني بعمَلٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويباعِدُني من النَّارِ، قالَ: لقد سألتَني عَن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ

على من يسَّرَهُ اللَّهُ علَيهِ، تعبدُ اللَّهَ ولا تشرِكْ بِهِ شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ: الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجلِ من جوفِ اللَّيلِ قالَ: ثمَّ تلا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ، حتَّى بلغَ يَعْمَلُونَ".[٣][٢]


سبب نزول آية: أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا

ورد في سبب نزول هذه الآية عن ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: إنّ الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال مرةً للصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إننا أحدّ منك سنانًا، وأبسط منك لسانًا، وأملأ للكتيبة منك"، فكان رد علي -رضي الله عنه- على ذلك أنّه طلب منه أن يسكت لأنّه فاسق فأنزل الله تعالى هذه الآية فالمؤمن هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والفاسق هو الوليد بن عقبة.[٤]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة السجدة وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة السجدة


أين نزلت سورة السجدة؟

نزلت سورة السجدة على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة فهي سورة مكيّة، إلا أن هناك أياتٌ منها نزلت في المدينة وهي من الآية السادسة عشر إلى التاسعة عشر،[٥] ونزلت سورة السجدة بعد سورة غافر أي بعد الإسراء وقبيل هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم.[٦]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة السجدة بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة السجدة


ما سبب تسمية سورة السجدة بهذا الاسم؟

سميت سورة السجدة بهذا الاسم لما جاء فيها من قوله تعالى: {إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}،[٧][٦] وذلك لأنّها وصفت حال المؤمنين الذين يسبحون الله تعالى ويسجدون لله تعالى عند سماع آياته،[٨] ولسورة السجدة ثلاثة أسماء مختلفة: فالأول هو السجدة والثاني هو سجدة لقمان وتسمى أيضًا سورة المضاجع.[٩]


وللاستزادة حول سورة السجدة وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة السجدة

المراجع

  1. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 182-183. بتصرّف.
  2. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 204. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2616، حديث صحيح.
  4. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 210. بتصرّف.
  5. أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 2. بتصرّف.
  6. ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 59. بتصرّف.
  7. سورة السجدة، آية:15
  8. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 182. بتصرّف.
  9. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 55.
5995 مشاهدة
للأعلى للسفل
×