سبب نزول سورة الطور

كتابة:
سبب نزول سورة الطور

سورة الطور

سورة الطور من سور المفصَّل المكيّة التي نزلت على الرسول الكريم قبل الهجرة، فكانت السورة السابعة والخمسين من حيث النزول، إذ نزلت قبل سورة المؤمنون وبعد سورة نوح أمّا ترتيبها في المصحف العثماني فالثانية والخمسون، ويبلغ عدد آياتها تسعًا وأربعين آيةً ابتدأت بأسلوب القسم، وتقع تلك الآيات في الربعيْن الأول والثاني من الحزب الثالث والخمسين من الجزء السابع والعشرين، وتمحورت الآيات حول جزاء المؤمنين والمشركين يوم القيامة إلى جانبِ التركيز على أمور العقيدة الثابتة وهي الوحدانيّة والوحي والرسالة والبعث والحساب والجزاء، وهذا المقال يسلط الضوء على سورة الطور من نوافذَ عدة.

سبب تسمية سورة الطور

سُمّيت هذه السورة باسم الطور ووجه التسمية ورود كلمة الطور في الآية الأولى، حيث أقسمَ الله تعالى بالطور والطور وهو اسم جبلٍ يقع في سيناء في جمهورية مصر العربية حاليًّا، وهو الجبل الذي كلّم الله تعالى عنده نبيه موسى -عليه السلام- وقد عُرفت بهذا الاسم في المصاحف وكتب التفسير وعند الصحابة: "عن أمِّ سلمةَ أنَّها قالَت: شَكَوتُ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- أنِّي أشتَكي فقالَ: طوفي من وراءِ النَّاسِ وأنتِ راكِبةٌ، قالت: فطُفتُ ورسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- حينئذٍ يصلِّي إلى جنبِ البيتِ وَهوَ يقرأُ بالطُّور وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ" [١]؛ وأرادت بذلك -رضي الله عنها- أنه يقرأ بسورة الطور ولن تقصد قراءة الآيتيْن لعدم وجود واو القسم، كما عُرفت هذه السورة في بعض كتب التفسير ومنها صحيح الترمذي باسم سورة والطور. [٢][٣]

سبب نزول سورة الطور

وصفت الآيات الكريمة في هذه السورة حال مشركي قريشٍ ومكائدهم ضدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وما نعتوه به من الأوصاف المشينة قال تعالى: "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ"[٤] نزلت في مشركي قريشٍ الذين عقدوا اجتماعًا في دار الندوة للتباحث في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال بنو عبد الدار: هو شاعرٌ كغيره من الشعراء نحبسه في وثاقٍ ونتركه هكذا حتى يدركه الموت كما أدرك من قبله من الشعراء كالنابغة الذبياني وزهير بن أبي سُلمى، فنزلت هذه الآية تكشف خُبث نواياهم. [٥]

فضل سورة الطور

جاء في فضل سورة الطور أنها كانت سببًا في إسلام جبير بن مطعم حينما قدم على الرسول -عليه الصلاة والسلام- فداءً لأسرى معركة بدر وكان رسول الله يصلي المغرب ويقرأ بسورة الطور من بدايتها حتى وصل إلى قوله تعالى:"أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ* أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ"[٦] فقال جبير: كاد قلبي أن يطير وأسلم في حينها، وفي هذه القصة إشارةٌ إلى سنة الرسول في قراءة الإمام في صلاة المغرب حيث كان يقرأ تارةً بقصار المفصَّل وتارةً أخرى بطوال المفصَّل كالطور والمرسلات وتارةً أخرى بسور المئين كالأعراف. [٧][٨]

المراجع

  1. الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1882، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الطور،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرف
  3. تفسير سورة الطور،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرف
  4. {الطور: الآية 30}
  5. علوم القرآن لباب النقول في أسباب النزول سورة الطور،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرف
  6. {الطور: الآية 35- 37}
  7. تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الطور،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 03-10-2018، بتصرف
  8. السنة في القراءة في صلاة المغرب،,  "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 03-10 -2018، بتصرف
3443 مشاهدة
للأعلى للسفل
×