سبب نزول سورة الغاشية

كتابة:
سبب نزول سورة الغاشية

سبب نزول سورة الغاشية

هل ورد سببٌ لنزول سورة الغاشية؟

لم يردْ سببٌ عام لنزول سورة الغاشية في كتب التفسير وأسباب النزول ككتاب التفسير الوسيط للطنطاويّ وغيرها من الكتب،[١] ولكن ورد سببٌ لنزول إحدى آياتها وهي قوله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}.[٢]


سبب نزول آية: أَفَلَا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

ورد في سبب نزول تلك الآية أنّ فئة من المشركين والضالين كذّبوا بقدرة الله -تعالى- على ما أبدع في جنان الخلد وذلك بوصفه لها في آياتٍ سابقة، كما كذبوا بالبعث والحساب، فضرب الله لهم أمثالًا عديدة ومن بينها قدرته على خلق الإبل، وقد خصّ الله -تعالى- الإبل في ضرب المثل على قدرته في الخلق؛ لأنّ الإبل من أكثر الحيوانات قيمةً عند العرب في الجاهلية من حيث قيمتها الماديّة، كما تلبي لهم حاجات كثيرة، كما أنّها من أكثر الحيوانات إبداعًا من حيث التكوين والخلق والهيئة، فقد خلقها الله -تعالى- وجعلها قادرةً على حمل الأثقال لمسافات طويلة، وجعلها هيّنة ليّنة فلا تعارض صغيرًا أو كبيرًا بل جعلها منقادةً لهم.[٣]


كما أورد الحسن البصريّ فيما يخصّ هذا الموضوع أنّ الله -تعالى- اختار الإبل من بين الحيوانات ولم يقع اختياره على الفيل مثلًا أو غيره على الرغم من بديع خلق الفيل أنّ الإبل كانت أكثر انتشارًا عند العرب حينها، كما أنّه معروف عندهم أكثر من غيره، كما أنّ لحمه يؤكَل فهو ليس كلحم الخنزيرأو الفيل يحرّم أكله، ويشرب لبنه، ويركب ظهره، فوجه الفائدة منه أكثر بكثيرٍ من غيره من الحيوانات والدواب، ولذلك وقع اختيار الله -تعالى- عليه في ضرب المثل على عظيم قدرته، والله بذلك أعلى وأعلم.[٤]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الغاشية وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الغاشية


أين نزلت سورة الغاشية؟

أمّا بخصوص مكان نزول سورة الغاشية فقد ورد أنّها سورةٌ مكيّة بإجماع أهل العلم والتفسير؛ أي هي من السور التي نزلت في مكّة المكرّمة، أمّا من حيث ترتيب النزول فهي السورة السابعة والستون، وقد ورد أنّها نزلت بعد سورة الذاريات وقبل سورة الكهف،[٥] أمّا من حيث ترتيب سور المصحف فهي السورة الثامنة والثمانون.[٦]


ما سبب تسمية سورة الغاشية بهذا الاسم؟

أمّا من حيث سبب التسمية فقد سميّت سورة الغاشية بهذا الاسم لورود لفظة الغاشية في بداية السورة في قول الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}،[٧] والمقصود بالغاشية يوم القيامة فهو اسمٌ من بين أسمائها العديدة، وقد دلّ لفظ الغاشية على شدّة أهوال يوم القيامة فمن شدّة أهوالها تغشي على أبصار الناس وتغطيها، والاستفهام في بداية السورة يضفي طابعًا إضافيًا من التهويل،[٨] وقد ثبت في السنة ذكر تسميتها بسورة: هل أتاك حديث الغاشية، كما عنونها ابن عطيّة في تفسيره باسم: هل أتاك فقط بلا لفظ حديث الغاشية وذلك اختصارًا.[٩]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الغاشية بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الغاشية


وللاستزادة حول سورة الغاشية وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الغاشية

المراجع

  1. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 371. بتصرّف.
  2. سورة الغاشية، آية:17
  3. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 377. بتصرّف.
  4. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 11. بتصرّف.
  5. محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، صفحة 293. بتصرّف.
  6. محمد سيد الطنطاوي ، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 371. بتصرّف.
  7. سورة الغاشية، آية:1
  8. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 202. بتصرّف.
  9. محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، صفحة 293. بتصرّف.
5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×