سبب نزول سورة الفيل
هل تعدُّ قصة أصحاب الفيل سببًا لنزول السورة؟
ورد في كتاب أسباب النزول للواحدي أنَّ السورة نزلت بالمجمل في قصة أصحاب الفيل الذين جاؤوا من الحبشة لهدم الكعبة، ولكنَّ الله تعالى ردَّهم وأهلكهم وحفظَ بيته الكريم،[١] حيثُ وقعت قصة أصحاب الفيل في العام الذي ولِدَ فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسمِّي ذلك العام بعام الفيل، عندما جاء أبرهة الحبشي بجيشه الذي يضمُّ عددًا كبيرًا من الفيلة التي يمتلكها إلى مكة المكرمة من أجل هدم الكعبة المشرفة، لكنَّ الله تعالى أرسل عليهم طيورًا أبابيل من عنده، صارت ترميهم بحجارة من سجيل حتى أهلكهم وقطع تدبيرهم وردَّ كيدهم مهزومين خاسرين.[٢]
غير أنَّ الإمام السيوطي أنكرَ أن تكون قصة أصحاب الفيل سبب نزول السورة، وإنَّما ذلك يندرج تحت الإخبار بأحوال الأمم السابقة، والحديث عن وقائع ماضية مثل ذكر قصة نوح -عيه السلام- وقصص عاد وثمود وبناء البيت الحرام وغيرها، كما قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}،[٣] فلم يكن اتِّخاذ الله تعالى لإبراهيم -عليه السلام- خليلًا سبب نزول الآية، والله تعالى أعلم.[٤]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الفيل وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الفيل
أين نزلت سورة الفيل؟
تعدُّ سورة الفيل من السور المكية بإجماع الفقهاء والمفسرين، وبالتالي فقد نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وهي السورة التاسعة عشرة في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول، فقد نزلت بعد سورة الكافرون وقبل سورة الفلق، كما وردَ أيضًا أنَّها نزلت قبل سورة قريش حسب ما ذهب إليه الأخفش، وذلك لأنَّ آخر آية في سورة الفيل يتعلق بأول آية في سورة قريش، ولأنَّ أبي بن كعب قرأهما سورة واحدة دون أن يفصل بينهما ببسملة، وذهب البعض إلى أنَّها قد تكون نزلت بعد الفلق ولكنَّ أبي أضافها في مصحفه إلى سورة الفيل في سورة واحدة.[٥]
كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الفيل بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الفيل
ما سبب تسمية سورة الفيل بهذا الاسم؟
سمِّيَت سورة الفيل بهذا الاسم لأنَّها تناولت قصة أصحاب الفيل، وقد سمَّاها بعضُ السلف حسب ما وردَ في بعض كتب التفسير والحديث سورة باسم "سورة ألم ترَ"، فقد روى القرطبي في تفسيره لسورة قريش أنَّ عمرو بن ميمون كان يصلِّي خلف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقرأ في ثاني ركعة سورة ألم ترَ أي سورة الفيل، وسورة لإيلاف قريش أي سورة قريش، وعنونها الإمام البخاري بنفس الاسم، إلا أنَّها في جميع المصاحف وجميع كتب التفسير تسمَّى سورة الفيل.[٥]
وللاستزادة حول سورة الفيل وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الفيل
المراجع
- ↑ الواحدي، كتاب أسباب النزول ت الحميدان، صفحة 464. بتصرّف.
- ↑ مصطفى ديب البغا، كتاب الواضح في علوم القرآن، صفحة 297. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:125
- ↑ السيوطي، كتاب الإتقان في علوم القرآن، صفحة 116. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 543. بتصرّف.