سبب نزول سورة القمر

كتابة:
سبب نزول سورة القمر

سورة القمر

يتألّف القرآن الكريم من مئة وأربع عشرة سورة، منها سور مكية وأخرى سور مدنية، وسورة القمر من السور المكيّة التي نزلت بعد سورة الطارق، وقد بدأت افتتاحية هذه السورة بفعلٍ ماضٍ، ولم يُذكر بها لفظ الجلالة "الله" أبدًا، وهي من السور التي تُذكر بموعد اقتراب الساعة وأحداثها، وكيف أن القمر سيحدث له انشقاق، وتُحذر الكاذبين الذين قالوا إنّ آيات الكتاب سحر وأنها اتباعٌ للهوى، وتحدثت السورة أيضًا عن عددٍ من الأقوام وهم: قوم عاد وقوم ثمود وقوم نوح وقوم لوط وآل فرعون، وفيها أيضًا آيات ترغيب وأخرى للترهيب، وفي هذا المقال سيتم ذكر سبب نزول سورة القمر.

سبب تسمية سورة القمر

سورة ق مثلها مثل باقي سور القرآن الكريم التي لم يرد حديث شريف في تسميتها، وإنّما سميت بأسمائها بغرض التمييز بينها، وكانت هذه التسمية باجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، بحسب ما يرد في السورة من كلمة مميزة، وكما جرت العادة في تسمية السور، فإنّ سورة القمر سميت بهذا الاسم؛ لأنّها بدأت بوصف حادثة انشقاق القمر الذي يدلّ على اقتراب الساعة، وذلك بقوله تعالى: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ"[١][٢]

سبب نزول سورة القمر

سبب نزول سورة القمر هو حدوث انشقاق للقمر في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ قالت قريش عن هذه الحادثة بأنها مجرّد سحر، وطلبت من الناس أن يسألوا رجلًا يُقال له ابن أبي كبشة، فلما سألوه قال: نعم قدر قد رأينا، فأنزل الله تعالى: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ"[٣]، حيث ضحدت هذه السورة الكريمة ادّعاءات قريش في قولهم عن حادثة انشقاق القمر بأنها سحر،[٤]، وفي سورة القمر خبرٌ مؤكد بأنّ موعد الساعة قد اقترب، ولهذا كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقرأ سورة القمر في الجموع الكبيرة مثل أيام الأعياد والجمع كي يُسمع للناس ما في هذه السورة من آيات نبوّة ودلائل واعتبارات، خصوصًا أنّ أهل مكة طلبوا من الرسول -عليهم الصلاة والسلام- أن يُريهم آية على دلالة نبوّته، فكانت هذه الحادثة، والمَعنيّ بهذه الحادثة في ذلك الوقت هم أهل مكة، أي قبيلة قريش وليس عامة الناس، ففي حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أنّ أهل مكةّ سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر.[٥][٦]

فضل سورة القمر

لسورة القمر فضلٌ عظيم كما لجميع سور القرآن الكريم، ومن فضلها أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ سورة القمر في صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى، كما كان يقرأها في صلاة الفجر، وقد روى مسلم عن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأضحى والفطر؟ فقال: "كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر"، وذلك ليبيّن لللناس الإعجاز الحاصل والذي وصفته آيات سورة القمر كي يأخذوا العبرة والعظة منها، لانها تُبين قدرة الله تعالى وصدق نبوّة الرسول -عليه الصلاة والسلام-.[٧][٨]

المراجع

  1. {القمر: آية 1}
  2. سبب تسمية سور القرآن بما عليه الآن, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-9-2018، بتصرّف.
  3. {القمر: آية 1، 2}
  4. سورة القمر , ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-9-2018، بتصرّف.
  5. المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3637، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. لماذا لم يصلنا خبر آية انشقاق القمر من قبل الأمم الأخرى؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-9-2018، بتصرّف.
  7. المصدر: تهذيب السنن، الصفحة أو الرقم: 4/15، خلاصة حكم المحدث: غير متصل في ظاهره وذكره مسلم بغير هذا فبين فيه الاتصال
  8. فضل سور وآيات القرآن, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 25-9-2018، بتصرّف.
4328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×