سبب نزول سورة النحل

كتابة:
سبب نزول سورة النحل

سورة النحل

تعدُّ سورة النحل من السور المكيّة في أغلبِ آياتِها، باستثناء الآيات رقم "126-127-128" فهي مدنيّة، وهي من طوال سور القرآن، حيث يبلغُ عدد آياتِها "128" آية، وهي السورة السادسة عشر في ترتيب المصحف، وقد نزلت بعد سورة الكهف، وهي في الجزء الرابع عشر والحزب السابع والعشرين والثامن والعشرين من المصحف، وتحتوي هذه السورة على سجدة في الآية 50، وهي سورة تتناول موضوعات العقيدة الكبرى: الألوهيّة والوحي والبعث والنشور، وهذا المقال سيتحدّث عن سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم وسبب نزولها وفضلها في الإسلام.

سبب تسمية سورة النحل

إنّ حالَ هذه السورة ليس ببعيدٍ عن أحوالِ السور القرآنيّة الأخرى، وسبب تسميتها ليس ببعيد عن سبب تسمية السور الأخرى، حيث يعودُ سببُ تسميتها بسورة النحل؛ لأنَّها تحدّثت عن هذه الحشرة النافعة، التي تُقدّم للإنسان غذاء نافعًا شافيًا، وهي من جملة النعم التي أنعم الله بها على عبادِه، قال تعالى: "وأَوحَى ربُّكَ إِلى النَّحلِ أنِ اتَّخذِي منَ الجبَالِ بيُوتًا ومنَ الشَّجرِ وَممَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كلِي من كلِّ الثَّمراتِ فاسلكِي سبُلَ ربّكِ ذلُلاً يَخرُجُ مِن بُطُونهَا شَرابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً لقومٍ يتفكَّرُونَ" [١]، وتسمَّى هذه السورة أيضًا سورة النِّعم؛ وذلكَ لمَا ذكر الله فيها من النِّعم التي أنعم الله بها على عباده، كنعمةِ المَطر، ونعمة الشمسِ والقمرِ والنُّجوم، ونعمةِ الولد والزوجة، وقد قال تعالى: "وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"[٢][٣].

سبب نزول سورة النحل

تتنوّع أسباب النزول وتختلف بين سورة وأخرى، وبين آية وأخرى، فالقرآن الكريم كانَ ينزل لسَنِّ تشريعٍ مُعين، أو لضرب الأمثال، أو لشرح تعاليم الدين وخفاياه للمسلمين لينقلوا هذا الدين لكافة البشر على هذه الأرض، وفي الحديث عن سورة النحل، فقد وردَتْ في سبب نزولها بعض الروايات، ومنها:

  • قال  عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: "لمَّا أنزلَ اللهُ تعالى: "اقتربتِ السَّاعةُ وانْشَقَّ القَمَر" [٤]، قال الكفار بعضهم لبعض: إنَّ هذا يزعمُ أنَّ القيامةَ قد قَربتْ، فأمسِكُوا عنْ بعضِ ما كنتُمْ تعملونَ حتَّى ننظرَ ما هو كائنٌ، فلمَّا رأوا أنَّه لا ينزلُ شيء، قالوا: ما نرى شيئا، فأنزلَ الله تعالى: "اقتربَ للنَّاسِ حسابُهُم وهمْ فِي غَفلةٍ مُعرضونَ" [٥]، فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة، فلما امتدَّتِ الأيامُ قالوا: يا محمَّد، ما نرى شيئًا مما تخوّفُنا بهِ، فأنزلَ الله تعالى: "أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ" [٦]، فوثَبَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ورفع الناس رؤوسَهمْ، فنزلَ: "فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ" [٦]، فاطمأنُّوا، فلمَّا نزلتْ هذهِ الآيةُ قالَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلّم-: "بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتينِ قال وضمَّ السبابةَ والوسطى"، [٧][٨].

فضل سورة النحل

إنَّ كثيرًا من سور كتاب الله تعالى لم يثبتْ في فضلها شيء مخصوص عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وسورة النحل واحدة من السور التي لم يردْ عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- شيء مخصوصٌ في فضلها في السنة النبوية، ولكن بقراءة متأنّية لسورة النحل، يظهر فضلها في أنها من أكثر سور القرآن التي مثّلتْ نماذج عدة من نعم الله تعالى، وهي بحق تسمى سورة النعم؛ فإنها تصلح مثالا جامعًا لسائرِ نعمِ الله عزَّ وجلّ، وفصّلتْ في هذه النعم التي أنعم الله بها على الناس أجمعين، تفصيلًا يبيّن للناس أمور دينهم ودنياهم، ومن هذا المنطلق يمكن استنتاج فضل هذه السورة استنتاجًا من خلال الاطلاع على تفسيرها، والله تعالى أعلم وأحكم. [٩].

المراجع

  1. {النحل: الآية 68-69}
  2. {النحل: الآية 18}
  3. مع النعم في سورة النحل, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-09-2018، بتصرّف
  4. {القمر: الآية 1}
  5. {الأنبياء: الآية 1}
  6. ^ أ ب {النحل: الآية 1}
  7. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2951، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  8. أسباب النزول، سورة النحل, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-09-2018، بتصرّف
  9. سورة النحل, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-09-2018، بتصرّف
3821 مشاهدة
للأعلى للسفل
×