سبب نزول سورة النمل

كتابة:
سبب نزول سورة النمل

سورة النمل

إنَّ سورة النمل واحدةٌ من السور المكيّة التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وهي من السور المثاني، ويبلغ عدد آياتِها ثلاث وتسعين آية، وترتيبها السابعة والعشرون في المصحف الشريف، حيث تقعُ في الجزء العشرين، وفي الحزب الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الشعراء، وهي مَعنيّة بالحديث عن أصول العقيدة كالتوحيد والرسالة والبعث وهذا المقال سيتناول هذه السورة من جوانب عدّة.

سبب تسمية سورة النمل

إنَّ هذه السورةَ سورةٌ عظيمة بِما تحمل من أفكار تُجسّد التفوّق الحضاري القائم على العلم والدين معًا، فالدين ليس دين عبادة فقط، وإنّما هو دين علم وعبادة معًا، ويجب أن تكون الأمة المسلمة الموحّدة متفوقة في العلم والحضارة؛ لأن هذا التفوق هو سبب لتميّز أمة الإسلام كما حصل في العصر الذهبي للإسلام، وإنَّ شأن هذه السورة شأن كثير من سور الكتاب من حيث سبب تسميتها، فقد سُمِّيت بهذا الاسم لورودِ قصّة النبيّ سليمان -عليه السلام- وجيشه مع النملة في وادي النمل، وسُمِّيتْ أيضًا بهذا الاسم دلالة على نجاح حشرة النمل -برغم صغرها- في الأداء وحسن التنظيم والجماعة والعمل، فكيف بالبشر الذين أعطاهم الله تعالى العقل، فلا بدَّ أنّ الأولوية لهم في النجاح كما نجح النمل في مهمتهم في الأرض، وفي السورة دلالة عظيمة على علم الحيوان، قال تعالى: "حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ". [١][٢].

سبب نزول سورة النمل

إنَّ علم أسباب النزول علم واسع جدًّا، وهو لم يُحط بكلّ الآيات القرآنية، فهناك بعض الآيات القرآنية لم يردْ سبب نزولها عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وعن أصحابِه -رضوان الله عليهم-، وتعدُّ سورة النمل واحدة من السور التي لم يردْ شيء في سبب نزولها، فأكثر القرآن الكريم لم يذكر له سبب نزول في التفاسير أو في كتب علوم القرآن، وإنَّ هذه السورة الكريمة موضوعها -في الغالب- هو موضوع السورتين: سورة الشعراء قبلها، وسورة القصص بعدها، فهي جاءت بينهما في الترتيب في المصحف الشريف، وكذلك كان ترتيبها في النزول، فصارت كالتتمَّة لسورة الشعراء في بيان بقية قصص الأنبياء، وهي قصة داود وسليمان -عليهما السَّلام-، وفيها تفصيل في قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط -عليهم السلام-، كما يوجد تشابه بين هذه السور في البداية والافتتاح بالحروف المقطعة طسم، وتُسمّى هذه السور بالطواسين لأنّها تبدأ بهذه الحروف المقطعة، وكذلك التشابه الموضوعي بينها في وصف القرآن وتنزيله من عند الله تعالى. [٣].

فضل سورة النمل

يكمن فضل هذه السورة في كونِها تحدّثتْ في مجالات عظيمة وواسعة، انطلقَ بها القرآن بفكر أصحاب الفكر وعقل أصحاب العقل ليَعقلوا وليعلموا أن الله هو ربّ هذه الحياة وربّ هذه الخليقة، وأنه لا شريك له، وهي تحمل فضل تلاوة القرآن بشكلٍ عامّ، فقد وردَ في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها" [٤]، فالقرآن كلُّهُ خير من الله سبحانه، وتلاوتُهُ من أهم العبادات التي فرضها الله على عبادِهِ أجمعين. [٥].

المراجع

  1. {النمل: الآية 18}
  2. سورة النمل، هدف السورة, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 30-09-2018، بتصرّف
  3. نبذة عن سورة النمل, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 30-09-2018، بتصرّف
  4. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: السيوطي، المصدر: مطلع البدرين، الصفحة أو الرقم: 54، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  5. مقاصد سورة النمل, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 30-09-2018، بتصرّف
5098 مشاهدة
للأعلى للسفل
×