سبب نزول سورة لقمان

كتابة:
سبب نزول سورة لقمان

سبب نزول سورة لقمان

ما هو سبب نزول سورة لقمان كاملة؟

جاء مشركو قريش إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مرّةً فسألوه عن قصّة لقمان مع ابنه، وعن برّه لوالديه، فنزلت سورة لقمان، وهذا هو السبب الإجمالي لنزول السّورة، ولكنّ بعض الآيات فيها تحوي سبب نزول خاصًّا بها كما سيأتي.[١]


سبب نزول آية: ومن الناس من يشتري لهو الحديث

ما المقصود بلهو الحديث في الآية الكريمة؟

كان هناك رجل اسمه النّضر بن الحارث يرسِل تاجرًا إلى بلاد فارس فيذهب ويعود له بحكايا وأخبار الفرس، فيأتي النّضر ويقول: "إن محمدًا يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة"، فيضلّهم عن سماع القرآن، فنزل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}،[٢][٣] وقال بعض أهل العلم أنّها نزلت في شراء المغنّيات كما ورد عن ابن عباس.[٢][٤]


سبب نزول آية: وإن جاهداك على أن تشرك بي

في أي من صحابة رسول الله نزلت هذه الآية؟

لمّا أسلم سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- حلفت أمّه أن تمتنع عن الأكل وعن الشّرب وألّا تدخل في بيت حتّى يكفر بدين محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فنزل قول الله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.[٥][٦]


سبب نزول آية: واتبع سبيل من أناب إلي

إلى من وجَّه الله تعالى الخطاب في قوله: واتبع سبيل من أناب إلي؟

نزل هذا الكلام في الآية لتثبيت الصحابيّ سعد بن أبي وقّاص على الدِّين الحقِّ، وليتّبع النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعدما حاولت أمّه إبعاده عن هذا الدّين.[٧]


سبب نزول آية: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام

هل نزلت هذه الآية قبل الهجرة أم بعدها؟

لمّا هاجر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة جاءه بعض أحبار اليهود، فقالوا له: إنّ قولَ الله في القرآن: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}،[٨] يعارض قوله الآخر: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْ}،[٩] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في علم الله قليل، فأنزل الله تعالى قوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}.[١٠][١١]


سبب نزول آية: إن الله عنده علم الساعة

لماذا نزل قول الله تعالى: {إن الله عنده علم السّاعة}؟

سبب نزول الآية هو رجلٌ اسمه الحارث بن عمرو وأشار القرطبيّ أنَّ اسمه الوارث بن عمرو، جاء إلى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وسأله: متى الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وتركت امرأتي حبلى فما تلد؟ وماذا أكسب غدًا؟ وبأي أرض أموت؟ فنزل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.[١٢][١٣]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة لقمان بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة لقمان


أين نزلت سورة لقمان؟

نزلت أغلب آيات سورة لقمان قبل الهجرة في مكّة المكرّمة، مما يعني أنّها مكّيّة، لكنّ ثلاث آياتٍ فيها نزلت يعد الهجرة في المدينة،[١٤] وقد كان ترتيب السّورة من حيث النّزول أنّها نزلت بعد الصّافات وقبل سبأ.[١٥]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة لقمان وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة لقمان


ما سبب تسمية سورة لقمان بهذا الاسم؟

إنّ السّبب في تسمية سورة لقمان بهذا الاسم هو ورود قصّة الرّجل الصّالح لقمان فيها، حيث وردت قصَّته مع ابنه وهو يعظه ببعض المواعظ،[١٦] وهو لقمان بن باعوراء، رجل صالح من الأمم السّابقة، كان مفتيًا وقاضيًا في بني إسرائيل قبل ظهور داود -عليه السّلام- ولكنَّه لم يكن نبيًّا.[١٧]


وللاستزادة حول سورة لقمان وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة لقمان

المراجع

  1. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 124. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة لقمان، آية:6
  3. الواحدي، كتاب أسباب النزول ت زغلول، صفحة 356. بتصرّف.
  4. [الواحدي]، أسباب النزول ت زغلول، صفحة 357. بتصرّف.
  5. سورة لقمان، آية:15
  6. [الواحدي]، الوجيز للواحدي، صفحة 829. بتصرّف.
  7. [الواحدي]، الوجيز للواحدي، صفحة 848. بتصرّف.
  8. سورة الإسراء، آية:85
  9. سورة النحل، آية:89
  10. سورة لقمان، آية:27
  11. [وهبة الزحيلي]، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 167. بتصرّف.
  12. سورة لقمان، آية:34
  13. [ابن عاشور]، التحرير والتنوير، صفحة 196. بتصرّف.
  14. أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 2. بتصرّف.
  15. [عبد الكريم الخطيب]، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 14. بتصرّف.
  16. ابن عاشور]، التحرير والتنوير [، صفحة 137. بتصرّف.
  17. [ملا حويش]، بيان المعاني، صفحة 480. بتصرّف.
5345 مشاهدة
للأعلى للسفل
×