سرطان الحوض

كتابة:
سرطان الحوض

سرطان الحوض

توجد منطقة الحوض في جسم الإنسان في الجزء السفلي من جذعه، و تتضمن عظام الحوض، و المثانة، و المستقيم، و الأعضاء التناسلية، و بالتالي فإن مصطلح سرطان الحوض يشير إلى مجموعة متنوعة من السرطانات التي قد تُصيب الأعضاء و الهياكل المتواجدة فيه.

يحدث السرطان عندما تنقسم وتتكاثر الخلايا بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة البيولوجية، مسببةً بذلك مضاعفاتٍ خطيرة قد تهدد الحياة، في حال عدم اكتشفاها أو تركها دون علاج، ومن الجدير بالذّكر أنّ  اللجوء للمشورة الطبية بشكلٍ مبكرٍ يوفر أفضل الفرص للكشف عن سرطان الحوض و علاجه في مراحله الأوليّة القابلة للشفاء، كما و أن الالتزام بالخطة العلاجيّة المقررة من قبل الطبيب في حالة تشخيصه، سيساعد بتقليل خطر الإصابة بمضاعفاته التي قد تكون خطيرة. سيتناول هذا المقال أنواع سرطانات الحوض المتعددة و أعراضها و أسبابها و طرق الكشف عنها وعلاجها.[١]

أنواع سرطانات الحوض

تتعدد أنواع سرطانات الحوض مع تعدد الأعضاء والأنسجة المتواجدة في منطقة الحوض، و قد ينشأ السرطان في هذه المنطقة كسرطان أوّلي، أو بسبب انتشاره من أماكن أخرى من الجسم و وصوله لمنطقة الحوض (Metastatic Cancer)، و حينها لا يُسمّى السرطان باسم سرطان الحوض، بل يُسمّى باسم العضو الذي انتشرت منه، و من الأمثلة على ذلك سرطان الثدي، أو الرئة، أو البروستات، المنتشر إلى عظام الحوض.[١][٢]


تشمل سرطانات الحوض التي قد تصيب الإنسان الأنواع التالية:[١]
  • سرطان الشرج.
  • سرطان المستقيم.
  • سرطان المثانة.
  • السرطانات التي تصيب الرجال فقط: سرطانات البروستات، و الخصية.


  • السرطانات التي تصيب النساء فقط: سرطانات عنق الرحم، و المهبل، والرحم، وبطانة الرحم، والفرج، والمبيض.


  • سرطان عظم الحوض: تعتبر سرطانات العظام الأوليَة عمومًا نادرة الحدوث، حيث أن أغلب مرضى سرطانات العظام يعانون منه بسبب انتشاره من الأعضاء الأخرى. يتضمن سرطان عظم الحوض الأنواع التالية:[٣]
    • سرطان الساركوما العظمية (Osteosarcoma)، و هو أكثر أنواع سرطان العظام شيوعًا خصوصًا بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 10-25 عامًا، و غالبًا ما يكون عدائيًا و ينتشر لأعضاء أخرى من الجسم مثل الرئتين.
    • سرطان الساركوما الغضروفية (Chondrosarcoma)، و الذي يتكون في خلايا الغضروف و ليس في خلايا العظام نفسها، ويصيب عادةً عظام الحوض، و الورك، والكتف، كما و أنه يشيع عادةً بين الأشخاص فوق سن الأربعين.
    • سرطان ساركوما إيوينغ (Ewing's Sarcoma)، و الذي يعتبر نوعًا عنيفًا من سرطانات العظام، ويشيع عادةً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-15 عامًا و خاصةً الذكور منهم.
    • ورم المنسجات الليفي الخبيث (Malignant fibrous histiocytoma)، و يعتبر نوعًا نادرًا من أنواع السرطان، و يتطور عادةً في الأنسجة الرخوة أكثر من الأنسجة العظمية، و تشيع الإصابة به بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50-60 عامًا و بالأخص الذكور منهم.
    • سرطان الساركوما الليفية (Fibrosarcoma)، و هو نوع نادر من أنواع سرطانات العظام المتعلقة بالأنسجة الرخوة.


ما أعراض سرطانات الحوض؟

تختلف الأعراض و تتنوع باختلاف نوع سرطان الحوض الذي يصيب جسم الإنسان، وقد لا تكون موجودة عند بعض المرضى وقد تظهر فقط مع تقدّم الحالة. تتضمن الأعراض التي ترافق سرطانات الحوض النسائية ما يلي:[١]


  • أعراض سرطان المبيض: قد يصيب هذا السرطان مبيضًا واحدًا أو كليهما، و تشير أعراضه عادةً إلى تقدّم و تطور الورم وتتضمن التالي: انتفاخ البطن، و الإمساك، و الإسهال، و الغثيان، وألم في الحوض، و فقدان في الشهية، و كثرة التبول.
  • أعراض سرطان الرحم أو بطانته: من أهم أعراضه النزيف المهبلي الغير طبيعي خلال دورة الحيض أو بعد انقطاع الطمث أو بين دورتي الحيض. كما و تشمل أعراضه وجود ألم في الحوض أو الشعور بالامتلاء فيه، و إفرازات مهبلية مائية باللون الوردي، أو بنيَة ذات رائحة مزعجة، أو ملطخة بالدماء.
  • أعراض سرطان عنق الرحم: تظهر أعراضه عادةً مع المراحل المتقدمة منه وتتضمن ألم في أسفل الظهر، و ألم في الجماع، و ألم في الحوض، و غزارة أو طول في مدة دورة الحيض، و إفرازات مهبلية غير طبيعية أو دموية، و نزيف مهبلي غير طبيعي بعد الجماع أو انقطاع الطمث أو خارج أوقات دورة الحيض.
  • أعراض سرطان المهبل و الفرج: قد تشمل أعراضه الإمساك، و ألم في الحوض أو البطن و خصوصًا مع الجماع، و كثرة التبول، و إفرازات مهبلية غير طبيعية، و نزيف مهبلي، و ظهور الدم في البول أو البراز، و ظهور كتل أو تقرحات في الفرج، و الشعور بالحكة أو الحرقة في منطقة الفرج.


أما الأعراض التي تظهر مع سرطانات الحوض التي تصيب الرجال فقط فتتضمن الآتي:[١]

  • أعراض سرطان البروستات: ظهور دم في البول أو السائل المنوي، أو صعوبة في التبول، أو بطء أو تقطع في تدفق البول.
  • أعراض سرطان الخصية: تورم أو ظهور كتل في الخصية، و ظهور مشكلة التثدي، و ألم في الحوض أو أسفل الظهر أو البطن أو كيس الخصيتين، و ظهور الدم في البراز، و نزيف أو حكة في الشرج.


أضف إلى ما سبق، تتمثل الأعراض التي قد يعاني منها النساء و الرجال بسبب الأنواع الأخرى من سرطانات الحوض، في التالي:[١]

  • أعراض سرطان المثانة: ألم في البطن أو الحوض أو العظام، و التعب العام، وفقدان غير مبرر في الوزن، و ظهور الدم في البول، و ألم وصعوبة وتكرار في التبول.
  • أعراض سرطان الشرج والمستقيم: ظهور الدم في البراز، و ألم في البطن أو الحوض أو الشرج، و حكة في الشرج، و نزيف أو ظهور إفرازات من الشرج، وتغيّرات في حركة الأمعاء، و ظهور كتل في الشرج.
  • أعراض سرطان عظم الحوض: من أهم أعراضه وجود ألم في مكان الورم. والذي قد يزيد مع أي نشاط بدني و يوقظ المريض في الليل. كما وقد يتسبب بوجود تورم حول العظم أو ضعف في العظم، و الحمى، وفقدان غير مبرر في الوزن، و العرج أثناء السير، والتعرق أثناء الليل.[٢][٤]


ما أسباب سرطانات الحوض؟

لا يزال السبب الدقيق وراء انقسام الخلايا دون سيطرة وبصورة غير طبيعية غير معروف لمعظم أنواع السرطانات، و لكنه يشمل عادةً وجود عدة عوامل جينية و خارجية. من ناحية أخرى، فإن بعض أنواع سرطانات الحوض قد يكون له سبب واضح و محدد، على سبيل المثال، غالبًا ما يكون السبب وراء سرطان عنق الرحم هو عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (Human Papillomavirus Infection) الذي ينتقل عبر العلاقة الجنسية، كما و أنه قد يرتبط كذلك بسرطان المهبل، وسرطان الشرج. كما و قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطانات الحوض عمومًا وجود العوامل التالية:[١]

  • التدخين
  • العلاج الإشعاعي في منطقة الحوض
  • التعرض لأدوية أو سموم معينة
  • عوامل جينية
  • أن يكون العمر أكبر من 50 عام


من جهة أخرى، على الرغم من عدم توصل العلم إلى السبب الدقيق وراء سرطان عظم الحوض، إلا أن جمعية السرطان الأمريكية تشير إلى أن العوامل الآتية قد تزيد من فرصة الإصابة به:[٤][٥]

  • التعرض للإشعاع أو العلاج الإشعاعي.
  • التعرض سابقًا لزرع نخاع العظم.
  • وجود تاريخ عائلي بالإصابة.
  • الأعمار أقل من 20 سنة.
  • الأمراض المزمنة الالتهابية كمرض باجيت (Paget's disease).
  • المرضى المصابين بالورم الأرومي الشبكي الوراثي، وهو نوع من سرطان العين الذي يصيب الأطفال عادةً.


كيف يتم تشخيص سرطانات الحوض؟

تتعدد طرق تشخيص سرطان الحوض حسب نوعه، وقد تشمل العديد من التقنيات والفحوصات للكشف عنه وتحديد مرحلته، و قد تتضمن عمل فحوصات مخبرية، أو أخذ الخزعات، أو الأشعة السينية، أو التصوير الطبقي المحوري، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو التصوير بالموجات فوق الصوتية وغيرها من الطرق.[٦][٢]


ما طرق علاج سرطانات الحوض؟

يختلف علاج سرطان الحوض ونتائجه تبعًا لنوعه بالتحديد ومرحلة تقدمه، كما و يعتمد على عوامل وتفاصيل أخرى مثل العمر والتاريخ الصحي للحالة. يشمل العلاج عدة أنواع وهي العلاج الكيماوي، و العلاج الإشعاعي، و العلاج الهرموني، و أدوية السرطان، و العمليات الجراحية والاستئصال، و العلاج بالتبريد بالنيتروجين السائل ، و قد تتضمن الخطة العلاجية المقررة من الطبيب المعالج بعد تقييمه للحالة عدة خيارات معًا. بالإضافة إلى ذلك، فقد تشمل الخطة العلاجية استخدام بعض المسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب، و العلاج الطبيعي، و الالتزام بحمية غذائية صحية للمحافظة على قوة الجسد. من ناحية أخرى، فقد يتسبب العلاج ببعض الآثار الجانبية مثل المشكلات الصحية في أعضاء الجسم الأخرى أو الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، و بالتالي، فإنه يجدر التأكيد على أهمية متابعة الخطة العلاجية مع الطبيب المعالج والالتزام بالعلاج الموصوف و مواعيد الزيارة والفحوصات والصور المطلوبة للتأكد دومًا من فعالية و أمان العلاج المتّبع.[٧][٨]


ما معدل النجاة من سرطانات الحوض؟

تعتمد فرصة النجاة من أي نوع من السرطانات على عوامل عدة، من أهمها نوع السرطان و مرحتله ومدى انتشاره، وقد استطاعت التطورات الحديثة في العلاجات المتبعة إضافةً إلى الكشف المبكر عن السرطان وتشخيصه في مراحله الأولية بتحسين نتائج العلاج وفرص النجاة بشكل عام. يطلق مصطلح معدل النجاة لمدة 5 سنوات على النسبة التي تُقدّر نسبة المرضى الذين سيعيشون لمدة 5 سنوات على الأقل بعد تشخيصهم بنوع معين من السرطان، وهي نسبة تقديرية فقط وتعتمد على العمر، و العرق، و مرحلة المرض و نوعه ومدى انتشاره، وبالتالي فإنه يصعب حصرها في رقم واحد فقط. على سبيل المثال، قد يتراوح معدل النجاة من سرطان عنق الرحم بين %17 و %92 وذلك اعتمادًا على ما تم ذكره سابقًا، بينما معدل النجاة لسرطان العظام فقد يتراوح بين %22 و %91، مما يستدعي التأكيد على أهمية الالتزام دومًا بتوصيات الطبيب المعالج وبالخطة العلاجية، و عدم التأخر بمراجعة الطبيب عند الشك بوجود أي ورم، وذلك لزيادة فرصة الشفاء.[٩][١٠]


نصائح للتعايش مع سرطان الحوض

غالبًا ما يكون السرطان عمومًا، مرضًا يستمر لفترة طويلة، و قد يحتاج علاجه في بعض الحالات إلى سنوات، مما يجعل التشجيع و الدعم المقدّم من العائلة والأصدقاء أمرًا ضروريًا للتغلب عليه ولعيش حياة طبيعية قدر الإمكان.[١١] قد يتغير مفهومك عن الحياة الطبيعية و تضطر لاتباع نظام حياة جديد خاص بك، و يتضمن تغييرات في طريقة تناولك للطعام، و الأمور التي تقوم بها و مصادر دعمك، و كذلك تخصيص وقت لعلاجك في جدول أعمالك. فيما يلي بعض الأفكار التي ساعدت البعض على الشعور بالمزيد من الأمل و التعايش مع المرض:[١٢]

  • كن على دراية بمخاوفك و لكن تدرب على تركها تذهب بتخيّلها تطير أو تتبخر أو بأي طريقة أخرى تفضلها، لتحرر نفسك من هدر وقتك وطاقتك دون جدوى.
  • قم بتخصيص الوقت لتقوم بالأمور التي تود فعلًا القيام والاستمتاع بها.
  • احرص على إيجاد أنسب الطرق التي تساعدك على الإسترخاء.
  • قم بالتعبير عن مشاعرك لصديق تثق به أو لمستشارك النفسي.
  • قم بتغييرات صحية في نمط حياتك عن طريق الإقلاع عن التدخين والالتزام بنظام غذائي صحي، و ممارسة التمرينات الرياضية.
  • استمتع باللحظة الحالية.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Pelvic Cancer", healthgrades, 2019-01-03, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Bone Cancer", WebMd, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  3. Jason C. Eck, DO, MS , Charles Patrick Davis, MD, PhD (2019-08-21), "Bone Cancer", emedicinehealth, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  4. ^ أ ب "Bone Cancer", MayoClinic, 2020-03-09, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  5. Adam Felman (2019-08-18), "What to know about bone cancer", Medical News Today, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  6. "Bone Cancer", NHS, 2018-04-25, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  7. "Primary Bone Cancer", National Cancer Institute, 2018-11-19, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  8. "Pelvic Cancer", healthgrades, 2019-01-03, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  9. "Bone Cancer (Sarcoma of Bone): Statistics", Cancer.net, 2020-03-31, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  10. "Cervical Cancer: Statistics", Cancer.net, 2019-12-31, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  11. "Living with cancer", American Cancer Society, 2016-10-23, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  12. "Managing Cancer as a Chronic Illness", American Cancer Society, 2019-01-13, Retrieved 2020-11-09. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×