سرطان خلايا ميركل

كتابة:
سرطان خلايا ميركل

سرطان خلايا ميركل

خلايا ميركل نوع من الخلايا الموجودة في الطبقات العليا من الجلد وقريبة جدًا من النهايات العصبية، وتساعد الجلد في الشعور باللمس الخفيف، ويُعدّ سرطان خلايا ميركل (Merkel cell carcinom) أحد أنواع سرطان الجلد النادر، ويحدث عندما يخرج نمو هذه الخلايا عن السيطرة، ويُعدّ هذا النوع من السرطان خطيرًا؛ لأنّ نموّه وانتشاره سريعين، ومن الصعب علاج المصاب به إذا ما انتشر خارج الجلد، وخلايا ميركل نوع من الخلايا الغديّة العصبية، وهذا ما يجعلها تتمتّع بميزات كلٍّ من الخلايا العصبية والخلايا المنتجة للهرمونات، ويُعرَف هذا النوع من السرطانات أيضًا بسرطان الغدد الصم العصبية للجلد.[١]


عوارض الإصابة بسرطان خلايا ميركل

تتمثل عوارض الإصابة بهذا المرض في ظهور كتل أو نتوءات لامعة متماسكة المظهر غير مؤلمة، ويتراوح لونها بين الوردي والأحمر أو حتى الأزرق، وتنمو هذه الكتل بسرعة كبيرة، وتظهر غالبًا في المناطق المعرّضة لأشعة الشمس من الجلد؛ كالذراعين والرقبة والوجه، لكنّها تظهر في أيّ مكان آخر من الجسم، وفي حال كان سرطان خلايا ميركل منتشرًا إلى العقد الليمفاويّة تتضخّم لتصبح في شكل كتل ظاهرة أسفل الجلد، وينبغي التنويه لأنّه ليست كل بقعة أو كتلة ظاهرة على الجلد تعني بالضرورة الإصابة بخلايا ميركل، فظهور هذه الأمور ليس أمرًا جازمًا للتشخيص، لكن تنبغي مراجعة الطبيب في كل الأحوال للاطمئنان.[١][٢]


أسباب الإصابة بسرطان خلايا ميركل

لا يُعرَف السبب المؤكد وراء الإصابة بسرطان خلايا ميركل، لكنّ نتائج الأبحاث مؤخرًا كشفت عن وجود فيروس له دور في التسبب في معظم حالات سرطان خلايا ميركل، ويطلق على هذا الفيروس اسم فيروس خلية ميركل التورامي (Merkel cell polyomavirus)، ويعيش على سطح الجلد دون أن يسبب ظهور أي علامات، ولم تُكتَشَف الآليّة التي يسبب هذا الفيروس من خلالها السرطان، كما ينبغي التوضيح أنّ وجود هذا الفيروس شائع جدًّا، لكنّ سرطان خلايا ميركل نادر جدًّا، وهذا يقود إلى وجود عوامل أخرى إلى جانب وجود الفيروس تلعب دورًا في حدوث السرطان بخلايا ميركل، وتتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان ميركل ما يأتي:[٣]

  • التعرّض المفرط لأشعة الشمس، خاصة للأشعة فوق البنفسجيّة، سواء الطبيعيّة أو من الأضواء الموجودة في غرف التسمير.
  • ضعف جهاز المناعة؛ كالأفراد المصابين بعدوى الإيدز، والأفراد الذين يتناول أدوية تثبّط المناعة لعلاج مشكلة مرضيّة ما، والمصابين بسرطان ابيضاض الدم (اللوكيميا) المزمن.
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بأنواع أخرى من سرطان الجلد؛ كسرطان الخلايا القاعديّة وسرطان الخلايا الحرشفيّة الجلدي.
  • تقدّم العمر، فسرطان خلايا ميركل أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تعدّوا سن الـ 50 عامًا، علمًا أنّه يحدث في أي سن.
  • لون البشرة الفاتح، فالأفراد ذوو البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بسرطان خلايا ميركل من ذوي البشرة السوداء.


تشخيص الإصابة بسرطان خلايا ميركل

يُشخّص الإنسان مصابًا بهذا السرطان عبر الطبيب الاختصاصي عبر تفحّص الجلد بدايةً والوقوف على الشامات والنمش ذي الشكل غير المعتاد والبقع الداكنة كذلك والنموات الأخرى الظاهرة عليه وتفحّصها، كما يُجري الطبيب خزعة بإزالة الكتلة الظاهرة على الجلد بأكملها أو عيّنة منها ويرسلها إلى المختبر لتحليلها، ويبحث عن علامات الإصابة بالسرطان بها.[٣]

يطلب الطبيب في حال أظهرت تحاليل المختبر نتائج إيجابيّة في ما يتعلّق بالإصابة بسرطان خلايا ميركل لعيّنة الجلد المأخوذة بالخزعة تحاليل أخرى لتحديد مرحلة المرض ومدى تفشّيه في الجسم؛ بهدف تحديد العلاج المناسب، وتتضمّن هذه التحاليل أخذ خزعة من العقد الليمفاوية القريبة من خزعة الجلد للتأكد من انتشار السرطان إليها، كما يطلب صورًا معيّنة؛ مثل: صور الأشعّة السينيّة، أو الرنين المغناطيسي (MRI)، أو الصور المقطعيّة المحوسبة (CT scans)، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزتروني (PET).[٢]


علاج مرضى سرطان خلايا ميركل

يناقش فريق الرعاية الاختصاصي حالة المصاب بسرطان خلايا ميركل والخيارات العلاجيّة المتاحة له تبعًا للمرحلة التي وصل إليها المرض وعوامل أخرى تتضمن الصحة العامة للفرد المصاب آخذين رغبته الشخصية بعين الاهتمام موضّحين الفوائد المرجوّة من كلّ علاج مقارنةً بالمخاطر والعوارض المحتملة، علمًا أنّه يقترح الفريق العلاجي أكثر من خيار علاج لتؤخذ سويّة،[٤] وتتضمن العلاجات التي يقترحها الأطباء ما يأتي:[٣]

  • العمليّة الجراحيّة: يزيل الطبيب الجرّاح خلال العمليّة الجراحيّة الورم مع حدود الخلايا الطبيعيّة المحيطة به؛ بما في العقد الليمفاوية عند وجود إثبات على انتشار السرطان لها.
  • العلاج الإشعاعي: يتمثّل العلاج الإشعاعي في استهداف الخلايا السرطانيّة بحزمة إشعاعيّة بطاقة عالية؛ مثل: الأشعة السينيّة، والبروتونات تصدر عن أجهزة مخصصة، ويُلجَأ إلى العلاج الإشعاعي في بعض الأحيان بعد العمليّات الجراحية لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية بعد إزالة الورم، ويُلجَأ إلى العلاج الإشعاعي وحده في حال عدم رغبة المصاب في إجراء عمليّة جراحة.
  • العلاج الكيماوي: يتوفّر العلاج الكيماوي بشكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم أو محلول يعطى بالوريد، ويقتل هذا العلاج الخلايا السرطانيّة، ولا يُستخدم العلاج الكيماوي في أغلب حالات سرطان ميركل، لكنّه يوصي الأطباء بهذا العلاج في حال كان السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاويّة أو الأعضاء الأخرى في الجسم أو في حال عاد المرض بعد تلقّى علاج آخر.
  • العلاج المناعي: يتضمن هذا العلاج إعطاء أدوية تساعد جهاز المناعة في الجسم في محاربة السرطان، ويلجأ الطبيب إليه غالبًا عندما يبدو أنّ سرطان خلايا ميركل قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.


مضاعفات سرطان خلايا ميركل

يُعدّ سرطان خلايا ميركل من أنواع السرطانات العنيفة؛ وهذا يعني أنّه سرعان ما ينتشر إلى أماكن أخرى من الجسم؛ بما في ذلك: الرئتان، والدماغ، والعقد الليمفاويّة، وتكمن المشكلة في هذه الأنواع من السرطانات في أنّه يصعب علاج المصاب بها، كما أنّ فرصة بقاء الفرد المصاب بها على قيد الحياة ضعيفة.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Cell ", hopkinsmedicine, Retrieved 9-8-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is Merkel Cell Carcinoma?", healthline, Retrieved 11-8-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Merkel cell carcinoma", mayoclinic, Retrieved 9-8-2020. Edited.
  4. "Treating Merkel Cell Skin Cancer", cancer, Retrieved 11-8-2020. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×